مديرية البيئة تشارك بعودة البساط الأخضر لجبل الحرة في ربيعة

الوحدة 22-12-2020 

 

المكان هو جبل الحرة في منطقة ربيعة، هنا على هذه التلال الحاكمة التي كانت مقراً ومستقراً للمجموعات الإرهابية المسلحة، حيث عاثت فساداً وحرقاً وتنكيلاً بالأبرياء، من هنا كانت تنطلق نيران الحقد والتطرف الأعمى باتجاه المدينة والمناطق الآهلة بالسكان، غير أن حماة الأرض كان لهم كلمتهم وبأسهم، وبفضلهم عادت الحياة إلى هذه المناطق الخلابة، لكنها بحاجة إلى إعادة ترميم ما شوّهت عقول متعجرفة، وكان للغطاء النباتي حظ من تلك العقلية العفنة حيث التهمت نيران حقدهم جبل الحرة ذي الموقع الاستراتيجي خاصة بالنسبة للغطاء النباتي المتنوع الذي يكسو تلك المناطق، ولرمزية هذا المكان الكبيرة بدأت عمليات إعادة إحياء تلك السفوح والعمل على غرسها من جديد بأنواع متعددة من الغراس لتعود الروح إليها من جديد.

 

مديرية بيئة اللاذقية كان لها نصيب بتسجيل اسمها بين صنّاع اللون الأخضر وإعادة الألق إلى جبل الحرة، حيث ساهمت بإعداد حملة تضم عدة جمعيات واتحادات ومديريات حكومية مشاركة، وقد أكدت د. لمى أحمد مديرة بيئة اللاذقية أنه مع بدء موسم التشجير كانت المديرية تعمل وتقدّم جهودها ضمن قطاع المدينة داخل الحدائق والمدارس وذلك لنشر الوعي والثقافة البيئية للجيل الصاعد ، أما المشاركة لهذا اليوم هي أكثر اتساعاً مع مديرية الزراعة التي قامت بتأمين عدة أنواع من الغراس وأهمها الصنوبر الثمري والخرنوب وكذلك الغار، وأوضحت د. أحمد أن عدد المتطوعين في هذه الحملة يقدر ب ٢٠٠ متطوع، وهذا النشاط يستهدف نشر الوعي بين الفئات العمرية الصغيرة والمتوسطة وتعزيز عملية إعادة الزراعة والتشجير بالمحافظة وخاصة بعد كارثة الحرائق التي حلّت على طبيعتها وأكدت أنه بدون جهود أبنائها لا يمكن إعادتها إلى واقعها الطبيعي حيث أصبحت الناس تدرك وتعي مدى أهمية القيام بعمليات التشجير والمشاركة به ، داعية الجميع للمشاركة بصورة فعّالة سواء من خلال مديرية البيئة أو الزراعة في عمليات تشجير واسعة لإعادة المحافظة إلى واقعها الحقيقي ذات البساط الأخضر ، موجهة الشكر لمن قدّم المساعدة وخاصة السيد المحافظ الذي قام برعاية النشاط وقدّم الآليات ووسائل النقل اللازمة بالإضافة إلى مديرية الزراعة وجميع المتطوعين والجمعيات والاتحادات الذين أبدو اهتماماً واضحاً بهذه الحملة.

ومن مديرية زراعة اللاذقية (دائرة الحراج) تحدث م. جابر صقور حول الحملات التطوعية والمشاركين، وكيف أصبحت تفعّل على أرض الواقع مؤكداً أنه بعد موجة الحرائق الكبيرة التي طالت مساحات كبيرة من عدة محافظات كان هناك اندفاع وإقبال كبيران من قبل المواطنين والجمعيات من أجل المشاركة بإعادة إحياء الغطاء الحراجي الأخضر، فقد أطلق السيد وزير الزراعة مبادرة الحملات التطوعية لهذا الموضوع، وأضاف م. صقور أنه حالياً لا يتم تحريج مناطق الحرائق التي حصلت مؤخراً، كما أنه ممنوع التدخل بها حالياً، حيث يتم الآن التحريج بموقع جبل الحرة الذي طالته الحرائق عام ٢٠١١ – ٢٠١٢ أثناء تواجد المجموعات المسلحة في هذه المنطقة، وبعد دحر الإرهاب تمت دراسة الموقع والعمل على إعادة إحيائه، وهذه العملية بحاجة لأكثر من خطوة، حيث يتم في البداية تركه (موقع الحريق) لحوالي السنة إذا كان هناك تجدّد طبيعي ستتم المحافظة عليه، بعض المواقع تكون محروقة بشكل كامل لا تحتوي أمهات بذرية ولا تجدّد طبيعي هنا يجب مساعدة الطبيعة لتتمكن من تجديد نفسها وبهذه الحالة يفترض إزالة الأحطاب اليابسة وحفر الجيوب الترابية المناسبة حيث يتم وضع الغراس أو العمل على استصلاحه بالآليات وإعطائه المهد الأنسب لذلك، أما في هذا الموقع تم اختيار مواقع تحتوي تجدّداً طبيعياً تُركت على وضعها ومواقع أخرى تم استصلاحها كهذا الموقع، أما بالنسبة لعملية الزراعة فقد شرح م. صقور كيفية وضع الغرسة وإزالة الغلاف ووضعها في حفرة مناسبة لضمان أكبر نسبة نجاح للغراس، حيث يجب أن تكون الحفرة ٤٠ × ٤٠ بعمق ٤٠ سم وهي بعمر السنة، وأكثر الأنواع التي تزرع هو الصنوبر الثمري وهو ذو مردود اقتصادي كبير وكذلك الغار الذي يعتمد عليه الكثيرون بسبب مردوده الجيد، بالإضافة إلى الخرنوب الذي يُعد من الأنواع المقاومة للحرائق، وأكد م. صقور أن هذه المنطقة تم تقسيمها لعدة مقاسم بمساحات معينة، وهذا الموقع الحالي تمت تسميته بحملة مديرية البيئة والجمعيات المشاركة معها، والغاية من ذلك هي أن تقوم صاحبة الموقع المشجر بالاطلاع والكشف عليه لمعرفة نسبة نجاح الغراس، كما ستكون هناك تقييمات لاحقة لجميع المشاركين في هذه المقاسم، حيث بلغ عدد الحملات حتى الآن سبع حملات هي: كلية الزراعة بحلب وشعبة المدينة الثانية واتحاد الطلبة بحلب وكتائب البعث ومجموعة رحلة ودرب وضوء سورية  وكل له مقسمه الخاص وهذا الموقع (جبل الحرة) مساحته المخططة ١٠٠ هكتار زرعت مديرية البيئة في المقسم المخصّص لها ٢٠٠٠ غرسة.

م. روزان صالحة رئيسة دائرة التوعية البيئية بمديرية البيئة أوضحت أن هذه الحملة هي جزء من حملات مديرية البيئة بمناسبة عيد الشجرة المصادف يوم الخميس الأخير من شهر كانون الأول وهذه أولى حملات المديرية خلال موسم التشجير، حيث يتم القيام بعدة حملات تهدف إلى زيادة الغطاء النباتي في المناطق المستهدفة بالتشجير، وأضافت م. صالحة أن هناك أكثر من ١٥٠ متطوعاً في هذه الحملة من جمعيات بيئية وأهلية هم: مديرية الزراعة، الشركة العامة للنقل الداخلي في اللاذقية، فرع اتحاد شبيبة الثورة، جمعية سوق الضيعة، نادي الباحثين الشباب البيئي، الجمعية السورية لحماية البيئة المائية، جمعية صنّاع السلام، الأمانة السورية للتنمية، الجمعية الوطنية لإنماء السياحة، جمعية الروابي الخضراء، المعهد العالي لبحوث البيئة ، بناة الأرض الطيبة.

د. حسين جنيدي من نادي الباحثين الشباب البيئي وهي مجموعة تضم طلاب دراسات عليا ودكاترة جامعة تهتم بشكل أساسي بدعم المبادرات البيئية التي تتم في المحافظة، بالإضافة إلى العمل البحثي في الجامعة حول القضايا التي تخصّ البيئة وأي مبادرة أخرى، وهذا النادي يشارك اليوم مع مديرية البيئة نشاطها كون هذا العمل من صميم اختصاه وقد سبق ونقّذ مبادرات عدة منها زراعة أشجار في مشقيتا باسم شهدائها بالإضافة لتلبية دعوات عدة حول محاضرات علمية في أماكن متفرقة.

سليمان حسبن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار