د. صلاح الدين يونس: الجيـش الــعربي الســوري المؤسســـة الـوحـــيدة الــتي قامــــت بدورهـــــا عــلى أكــمل وجــــــه

العدد: 9305

الخميــــــــس 28 شـــباط 2019

 

يطول الحديث عن ربط دور اتحاد الكتَّاب العرب بقدرة الثقافة على الدخول في القضايا الإنسانية والمجتمعية، فمنذ تأسيسه لعب اتحاد الكتاب العرب في سورية دوراً مهماً في احتضان الكتّاب ونشر إبداعاتهم والتعبير عن همومهم وتطلعاتهم، ونشر إبداعاتهم من خلال نشره للعشرات من الكتب في مختلف حقول الإبداع وتعريف القارئ بالكاتب والأديب، كما كان لجوائزه دور في تحفيز النشاط الثقافي، فضلاً دوره الفاعل في مختلف النشاطات الثقافية والأدبية على مدار السنوات الماضية.
لكن مع تطور الأحداث في مختلف جوانب الحياة في سورية، يبقى المجال مفتوحاً لطرح الأسئلة التالية: كيف يواكب الاتحاد هذا التطور بما يخدم الأهداف التي أسس من أجلها؟ وما هي السبل التي ينشدها ليتجاوز العقبات التي تقف أمام آلية تطوير عمله، وتزيد في فعاليته في المجتمع، خصوصاً في ظل الدعم ومحدودية الإمكانيات المتاحة؟
وما هي الصعوبات التي يرى الكثير من الكتاب والأدباء أنها أثرت على عمل الاتحاد بطرق مختلفة؟

نحاول من خلال هذا اللقاء مع الدكتور صلاح الدين يونس أن نرصد الدور الذي لعبه الاتحاد طيلة أعوامه الماضية وأن نقدم عدداً من النقاط لرصد مهامه الحاضرة والمستقبلية.
* ماهي المسؤوليات والدور المناط والملقى على عاتقك كرئيس لفرع اتحاد الكتّاب باللاذقية؟
** رئيس فرع اتحاد الكتّاب في أي محافظة عمله ليس إدارياً بالمعنى السائد للكلمة، وإنما عمله تنظيمي للعلاقة الرابطة بين الأعضاء من شعراء وكتّاب وبين المكتب التنفيذي للاتحاد في دمشق، كما أنه يشرف على الندوات الفكرية والأدبية والأنشطة الأسبوعية، سواء في داخل المبنى أم في خارجه، ومن مهامه أيضاً حضور الندوات والمؤتمرات التي تقوم بها مؤسسات الدولة إضافة إلى أنه عضو في هيئة لجنة الشهداء.
* كيف يتم وضع خطة العمل بشكل عام للاتحاد؟
** الخطة يضعها أعضاء المكتب الفرعي وهم: رئيس الفرع، أمين السر وأمين الصندوق ورئيس الديوان، ثم يطرحونها في اجتماع رسمي على أعضاء الفرع ويناقشونها معهم، وبعد المناقشة تتم التعديلات والتصويبات والإغناءات من قبل الأعضاء، كما يقوم رئيس الفرع بدعوة الكتَّاب من خارج المحافظة والمحاضرين لإلقاء محاضرات في قاعة الجولان في المكتب أو في المركز الثقافي ويتم ذلك بالتنسيق.
* ما هي التعليمات النافذة المعتمدة لقبول الأعضاء الجدد الذين يودون الانتساب للاتحاد؟
** اتحاد الكتّاب منظمة ثقافية مستقلة، تجمع الكتّاب السوريين الذين يعملون على الإبداع الأدبي في الشعر، والقصة، والمسرح أو الرواية أو النقد، والترجمة، والبحث الفكري ضمن الشروط المقررة من قبل المؤتمر العام وأهمها:
جنس واحد، ويخضع العملان للتحكيم من قبل لجنتين يقرهما رئيس الاتحاد بدمشق فإن أقرت اللجان القارئة للعملين، قبل العضو الطالب بالانتساب عضواً مرشحاً، ثم ينال العضوية كاملة بعد سنتين وبشرط أن يكتب كتاباً في اختصاصه نفسه.
اتحاد الكتّاب موزع على خمس جمعيات هي: الشعر، القصة، الرواية، النقد، الترجمة، جمعية البحوث، وهناك شرط لابدّ منه وهو الانتماء الوطني والقومي للكاتب انتماءً فطرياً وثقافياً، واتحاد الكتّاب في سورية يقبل كتّاباً عرباً من خارج القطر السوري.
* هل الكاتب السوري قام بدوره على أكمل وجه خلال الأزمة كرافد للحركة الثقافية وناهض بها؟
** لا يوجد في سورية مؤسسة أو فرد أو هيئة قامت بدورها على أكمل وجه خلال الحرب التي شنتها الرجعية العربية مدعومة من الأطلسي على الوطن سورية إلاّ الجيش العربي السوري، وأما الباقي فكانت الأدوار التي قامت بها المؤسسات أقل مما يستحقه الوطن.
أما اتحاد الكتّاب فلا يمكن أن يكون عمله بمنزلة واحدة فغالبية الكّتاب مارسوا حقهم الوطني، وواجبهم في الدفاع العلمي والثقافي والسياسي عن الدولة السورية وعن الشعب السوري.
ولا بد من الإقرار بأن هناك فئة من الكتّاب كانوا مضللين أو مرتبطين، وقد تم التعامل معهم على أنهم أطراف مريضة في الجسد الثقافي السوري تم استئصالهم بعقلية الطبيب الجراح وبيديه الماهرتين.
* ما هي إصدارات اتحاد الكتّاب بشكل عام؟
** اتحاد الكتّاب يعمل بوتائر عالية في الطباعة والنشر والتوزيع، فيصدر جريدة أسبوعية عنوانها الأسبوع الأدبي وتُعنى بالشعر والقصة والقصيدة والمقالات السياسية ثم أخذت بالفترة الأخيرة تُعنى بأدب الأطفال ويصدر أيضاً مجلة شهرية عنوانها: الموقف الأدبي، وتُعنى بالأبحاث الأدبية والسوسيولوجية والشعر والقصة القصيرة، كما ويصدر مجلة فصلية بعنوان: الآداب العالمية وتعنى بالأدب المترجم والأدب المقارن والدراسات عنوانها: الفكر السياسي وهي مجلة تعنى بالأبحاث السياسية والعقائدية والتاريخية، ويطبع اتحاد الكّتاب إضافة إلى الأعمال الفكرية المترجمة.
* ماهي المؤهلات التي أسهمت في إيصالك لهذا المنصب؟
** لكل أديب أو كاتب منتسب للاتحاد خصائص عامة يشترك بها مع غيره من الأعضاء، وله أيضاً خصائص فردية تميزه عن غيره، أما أنا فلا أدعي التميز إلا بما حققته على المستويات الآتية:
المستوى الاتحاد: فأنا أحمل شهادة دكتوراه فلسفة في علم اللغة المقارنة (P.H.D) منذ ثلاثين عاماً ودرّست في إحدى عشرة جامعة في كل من سورية – ليبيا- الإمارات- اليمن- السعودية- تركيا.
المستوى الثاني فكان في الإنتاج العلمي: لدي ثمانية كتب مطبوعة وهي: المفارقة والمقاربة في الشعر متغايرات في الأدب والنقد النثر لا الشعر جدلية الفكر والأدب ثنائية العتيمي والذرائعي في الشعر العربي (طبع في مصر) العربية وظواهر المعرفة (وزارة الثقافة) الشعراء بين الفردية والانتماء (طبع في بيروت) أطياف المفاهيم (طبع في دمشق) وأنتظر الكتاب التاسع الذي سيصدر عن اتحاد الكتّاب قريباً بعنوان العربية بين الوجدانية المثالية والأبنية الواقعية.
المستوى الثالث هي ثقة الأعضاء بي كشخص من خلال الانتخابات التي أجريت إلى جانب زميليّ في المكتب الفرعي أمينة السر وأمين الصندوق.
* أهم الصعوبات التي تقف حائلاً بين الأعضاء بين المشاركات الأدبية والثقافية بشكل عام؟
** لا توجد صعوبات حقيقية في مكتب اللاذقية إلا الصعوبات التي يعاني منها البلد بشكل عام كانقطاع الكهرباء، غلاء المواصلات التي تحول دون سفر الأعضاء إلى دمشق أو إلى المحافظات الأخرى للمشاركة بالأنشطة، حتى الأعضاء الساكنون بالأرياف تمنعهم أحياناً الظروف المادية من التواصل مع فرع الاتحاد.
* هل من تصورات مستقبلية في ذهنك حول عمل الاتحاد؟
** وضعنا في المكتب الفرعي وعلى مرأى ومسمع من الأعضاء خطة تتضمن مجموعة من الإجراءات أهمها التواصل مع الفروع الأخرى بالمحافظات وتبادل الأنشطة ثم دعوة كبار الأدباء والمبدعين لإلقاء المحاضرات في الفرع سواءً كانوا أعضاء في الاتحاد أم لم يكونوا ثم وضعنا خطة للتواصل مع الجيل الشاب الذي تغريه الكتابة شعراً ونثراً تحت عنوان تشجيع المبادرات الفردية في الجيل الناشئ.

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار