فن وثقافة وتواصل لـ (صنّاع السلام)

الوحدة 1-12-2020

 

 تشدّك تلك الأغاني التي تضرب في الصميم بألحانها العذبة والكلمة البسيطة بغير تكلفة (ع الماية ع الماية ..ع العين يا مولاية ..يا بنية بلا سقيني ..عطشان سقيني مية) وهو ما جاء من صنّاع السلام في مهرجان اللاذقية للتراث حيث ضجت القاعة بعشاق الفن الأصيل وتراث الأجداد .فكانت كرنفالاً بكل ما يحمله من جمال وعلى هامشه كانت لنا بعض اللقاءات..

 هزار مسؤولة قسم التواصل بجمعية صناع السلام قالت: تمّت دعوتنا من قبل مديرية الثقافة للمشاركة بمهرجان اللاذقية للتراث، ونشارك بفعالية اسمها فن وتراث لمدة يوم واحد أنشطة وتمارين تعبر عن التراث السوري، منها ما يخصّ الأطفال وغيرها للشباب وهم مجموعة من الفنانين والعازفين والمصورين والفنانين التشكيليين وهؤلاء جميعهم تم دعوتهم عن طريق منصة فناني صناع السلام وهي منصة جديدة تطلق على مواقع التواصل الاجتماعي تضم الفنانين الموجودين بمحافظة اللاذقية وعلى مستوى سورية وتدعوهم ليكونوا أصدقاء الجمعية، ويشاركوا معنا بفعاليتنا الحية، وحاولنا اليوم استهداف الأطفال لنشر ثقافة التراث وهم أطفال موجودون بشكل مستمر في المكتبة العمومية مشتركين فيها أو زائرين، كما أحيينا منطقة تراثية في البهو وسط الجمهور فيها أغراض قديمة جمعناها من بيوتنا (المصباح، المهباج، أدوات الضيافة والقهوة العربية وخزانة قديمة فيها بعض الأزياء مثل العباية الشامية..) وغيرها من السويداء وحلب وتدمر ويرافق كل ذلك عزف الشباب على العود والبزق مع الأغاني التراثية لكل المحافظات..

 

عبد الرحمن شاويش، مصور قال: أحببت الفكرة والمشاركة بمهرجان التراث، وأودّ أن أوثق هذه اللحظات من الفعالية لما فيها من جمالية لذاك المكان والزمان، حيث عاش آباؤنا وأجدادنا وبكل تفاصيل يومياتهم وأعمالهم وصناعاتهم ولباسهم وحتى لباسهم وأغانيهم ورقصاتهم الشعبية وتدهشني تلك التفاصيل وتحتل مكانها في القلب والوجدان.

ويؤكد الشاب مصطفى زوزو، مصور على كلام زميله فيقول: نحن كشباب نحاول الحفاظ على ما تركه لنا الأجداد من موروث مادي مقتنيات وفلكلور ولباس وحتى شفوي من الألحان والأغاني والأمثال  ونوثق بصورنا مختلف حالاتهم وهيئاتهم وصور معيشتهم وأعمالهم وعاداتهم. فالصورة الفوتوغرافية دقيقة الملامح والأبعاد، لتبقى صورة حية موثوقة للأجيال القادمة.

مايا غنوم، فنانة تشكيلية، أكدت بأن التراث السوري مشهود له على مستوى العالم، وأشارت بأنها تشارك بلوحة عن الريف السوري، فيها المسكن أو البيت وحجارته وما يلفه من دواجن وطيور وأشجار وكروم بألوان الطبيعة التي تشهد الوقت والفصل بأنه ربيع، وهي صورة لبيت الجدة وتودّ أن تبقى خالدة في ذاكرتها لترسمها لأجيال قادمة كل حين وهي فخورة بذلك.

جودي حبابو، فنانة تشكيلية: أشارت بأنها رسمت لهذا المعرض وخصته بخريطة سورية وما فيها من تصاوير ونقوش تراثية وأضافت عليها المانديلا، فهي تحب المزج بين القديم والحديث وقد تندهش من الصورة وتتملكك بعض الانفعالات لكنها ترسو في النفس بهجة وسعادة.

  ميس الدسوقي، المدير التنفيذي لجمعية مكتبة الأطفال العمومية قالت: استضافت المكتبة أكثر من نشاط ضمن فعاليات مهرجان التراث لمديرية الثقافة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وجمعية صناع السلام والتي شملت مسرح خيال الظل للأمانة السورية يوم الخميس الماضي واليوم مسرح الدمى والأنشطة التفاعلية مع صناع السلام، نحن بشكل دائم على تواصل وتعاون مع مديرية الثقافة والدعم متبادل بين الطرفين والتشبيك مستمر بالإضافة إلى أننا كجمعية أهلية نتعاون مع كل الجمعيات الأهلية وأبوابنا مفتوحة لأي عمل أهلي تطوعي، وأطفال المكتبة متواجدون معنا يومياً للمشاركة بفعاليات المكتبة المستمرة والمتواصلة مسرح دمى وعروض أفلام وقصص وألعاب وغيرها الكثير بالإضافة إلى الكادر المتعاون مع كل الفعاليات وهو ما يشجع الآخرين للتعاون معنا وقصد المكتبة.

روان العيسى، منسقة البرامج المجتمعية بالجمعية ومنسقة الفعالية أشارت بأنه تم التنسيق مع مدير الثقافة الأستاذ مجد صارم للمشاركة بفعالية خاصة لصناع السلام بمهرجان التراث، والتي تتضمن معرضاً فنياً تراثياً ومجموعة أنشطة للأطفال ذات طابع تراثي تنمي حسهم الأخلاقي وتضيف قيمة لحضورهم من خلال الرسم والتلوين ومسرح الدمى والقصص وأغاني الأطفال القديمة وفي الختام يعرضون رسوماتهم في المعرض مع الفنانين الشباب، وتقول: معرض الشباب جاء في حلقة تواصلنا معهم ضمن منصة الفنانين لجمعية صناع السلام وتحتضن 330 فناناً متواجدين بكل أنحاء سورية وخارجها، وهي منصة الكترونية ولا تكلفهم غير إملاء استمارة الكترونية ليكونوا من فريقنا وضمن أعمالنا، فمن هدف الجمعية أن نفعّل دور الفن في صناعة السلام، حتى أن أغلب شباب الجمعية هم من الفنانين ونحن حريصون على ذلك، و لما دعيناهم اليوم اشترطنا عليهم أن تكون لوحاتهم عن التراث والأغاني تراثية والمعزوفات أيضا لتكون هويتنا، والجمعية تعمل على ثلاثة أهداف منها: نشر ثقافة الفن وتعزيز دوره في بناء السلام بالإضافة لتمكين الشباب من خلال تنمية المواهب والمهارات وأغلب نشاطاتنا هذه السنة دمج بين الاثنين للوصول لنتائج مرضية تحاكي الواقع وفي فترة كورونا خف نشاطنا لكننا لم نتوقف فمن خلال الموقع الالكتروني للجمعية ومنصاتها على الفيس والأنستغرام وسعنا نشاطنا وعملنا وكانت المشاهدات جيدة، حيث انقسم شغلنا لقسمين قسم الكتروني وقسم فيزيائي ونحاول أن نعمل نقلة نوعية هذه السنة بالمواءمة مع الظروف وقد طورنا منصاتنا وبرامجنا لتكون بحسب أهداف الجمعية وتوفر الإمكانات لتواكب تطورات الواقع.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار