مركز تمكين الشباب في تحدٍ أمام متطلبات سوق العمل وتغيراته

الوحدة 24-11-2020  

 

شباب يتطلعون إلى المستقبل بنظرة فاحصة لما يطرحه سوق العمل وتفرزه الأوساط المحيطة ومتطلبات الناس في ظل الظروف الراهنة التي غيّرت بالميول والاتجاهات، وإن لم تكن دراساتهم وشهاداتهم قد تطلبها الوقت الراهن فلهم أن يغيروا، ويد المساعدة يمدها لهم أهل مركز تمكين الشباب لتنشلهم من بؤسهم وعناء البحث بين إمكانياتهم وتحدي سوق العمل.

اليوم ثلاث دورات قائمة في مركز تمكين الشباب الكائن داخل سور مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية, وهي ترويج الكتروني وكاميرات مراقبة وصيانة حلي واكسسوار وشمع، فلندخل أبوابها ونرى سكانها والمستفيدين منها ونسب طموحهم وإنجازهم فيها: الباب الأول لقاعة دورة الترويج الالكتروني وسكانها من المتدربين الشباب كل منهم حمل شهادة جامعية باختلاف (تربية، جغرافيا، تاريخ، حقوق، اقتصاد، هندسة زراعية..).

 عمار صادق، حقوق، أشار أنه تخرج ولم يحظ بوظيفة ورأى على صفحة الشؤون الاجتماعية والعمل دورات تؤهله دخول سوق العمل تجري في مركز تمكين الشباب وجاء إليه ليشارك بدورة الترويج الالكتروني منذ شهر والتي يتطلع فيها للحصول على عمل في قطاع خاص أو شركة أو حتى العمل باختصاصه بمكتب له، ووجد في المركز كل تطلعاته وفوق تصوراته ولا شروط غير الحضور والمتابعة ويشكر المدربة الدكتورة عهد والعاملين بالمركز.

 ويوافقه الكلام زميله في الدورة وعلى جانبه دريد منصور، خريج هندسة زراعية من العام الماضي ولم يعين إلى اليوم، وبعد هذه الدورة يأمل أن يروج لبضاعة ومنتج زراعي أو يفتح صيدلية زراعية ليكون له شغله الخاص.

الدكتورة عهد زينة مدربة قالت: نحن بالجلسة 16 ونحتاج لمثلها خمس مرات وأنا متفاجئة بالنتائج الجيدة التي أراها عند المتدربين وهم من المدينة والريف، وكنت متخوفة في البداية إذ ثلاثة أرباعهم من كلية الآداب وليس لديهم خلفية برمجية واقتصادية وليس ذنبهم والباقي حاسوب واقتصاد، لنبدأ من الصفر بالمفاهيم والمصطلحات، كما أن معظمهم ليس لديه كمبيوتر ويستعمل الموبايل ويأتي بالشغل عليه وهو مختلف تماماً عن شغل الكمبيوتر فيضطرون للعمل على أجهزة المركز لتعديل صيغة عروضهم.

 

 الترويج الالكتروني والتسويق هو علم رائج حالياً بدأنا بالإيميل وانتقلنا للسوشيال ميديا والانستغرام والتي هي ألف باء التسويق والجميع في سورية يستخدمها مع أنها ليست للتسويق، ثم انتقلنا لإنشاء الموقع الالكتروني المدونة ونشرنا فيها الخدمات بحسب مؤهلات الصبايا والشباب كونهم من أصول ليست اقتصادية، ومعظمهم سيبيع أو يروج لخدمات إن كان سيشتغل في مكاتب هندسية أو جمعيات إنسانية أو . يبني وايب سايد يليق بالمكان الذي يعمل به، فقط ثلاثة أو أربعة منهم سيبيعون منتج فيزيكل أحذية أو ألبسة أو غيرها، بعدها بنينا المتجر للتسويق، وتسويق خدمات هو قسم قائم بحد ذاته غير تسويق منتج وسلعة، بعدها نكون قد صرنا بمرحلة تحويل هذا الكلام لتطبيق موبايل لنبيع ونوزع شغلنا على (موبايلات) الناس وبحسب اللايكات والمعجبين نستطيع تقييم العمل وبالإحصائيات ،و نبيع شغلنا أو نقدر نوزع شغلنا على الناس وعلى موبايلاتهم و نحن جيل الموبايل، شبابنا صاروا على دراية كاملة بالمفاهيم والمصطلحات والبرمجيات الالكترونية، وقادرين أن يبنوا شركة ويبيعوا من خلالها منتجاتهم ويكونوا مسؤولين عن الشحن باتفاق بينهم وبين الزبون ونحن نعلم أنه ليس لدينا أي شكل من الشحن لا بيبر ولا فيزاكارت ولا شركات التوصيل الموثوقة.

جرجي قرع بدورة الاكسسوار، أراك الشاب الوحيد في هذه الدورة ، رد: يوجد شاب آخر غاب اليوم عن الجلسة لكن رفقاتنا كلهن بنات، ولا استغراب لأن هذه الأعمال محصورة بالجنس اللطيف كما هو معروف لكن يمكن للشبان العمل فيها والفلاح ولديهم نظرتهم الملموسة، وهم الذين يبدون رأيهم فيما تلبسه ليقولوا جميل وهذا أجمل، ولطالما كانت النساء تتزين لأجل رجالها، وهذه المشاريع ليست مكلفة ومدخولها جيد فكل الفتيات يعتنين بملبسهن ويزيدن بالاكسسوار لتزيينه والظهور بأحلى طلة، لقد صنعت بداية أربع أساور وبعتها وسط محيطي من الناس، ولدي توصيات على غيرها من بنات الجيران ونحن نعلم أن الفتاة تشتري هذه الأشياء وتسعى وراء الجمال ولو كانت الحالة المادية ضعيفة، أنا خريج بكالوريا صناعة الكترون ولم أجد فرصة العمل فيها اشتغلت بعدة أعمال حرة ووجدت اليوم فرصتي الذهبية بالاكسسوار .

 المدربة تهامة يوسف: نعلمهم أن يكونوا مبدعين ومتفردين بمنتجهم وخلّاقين لا يقلدوا فيكونوا من الخاسرين، كلهم أتوا برغبة منهم وأجدهم متحمسين، ولدينا في الدورة شابان وهذا يثير التفاؤل والإعجاب، لدينا خريجين من مختلف الاختصاصات الجامعية وغيرها( اقتصاد منزلي، عربي، علوم، رياضيات، إدارة أعمال، حقوق ..) وبرنامج الدورة يتضمن صناعة الاكسسوار (الخرز، اللولو، المعادن) السيراميك، الريزيم أو البوكسي، الكروشيه، إكسسوارات السهرة، إكسسوار الرجال والأطفال، المكارم ..مع إعادة التدوير للملابس وغيرها من المواد المتوفرة بين أيديهم . الدكتور وائل منصور منسق مشروع مركز تمكين الشباب في لقائنا معه وبعد طرح الأسئلة سمعنا الجواب فقال : مركز تمكين الشباب هو أحد المشاريع التي تم افتتاحه بالقطر بالتعاون بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي undp ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وهو أحد المراكز العشرة المقامة في سورية وسيتم افتتاح مراكز لاحقة بكل المحافظات.

 الهدف من المشروع: هو تعزيز فاعلية الشباب وزيادة فرص وصولهم لسوق العمل، ونعلم أن متطلبات سوق العمل الفعلية اليوم متغيرة ومتبدلة حسب احتياجات كل قطاع وكل مرحلة، ولدينا شهادات أكاديمية وخبرات للخريجين الشباب الذين هم الفئة المستهدفة في المشروع (18_45) سنة ويحتاجون لتعزيز شهاداتهم أو دعمها بخبرات تدريبية بعدة مجالات ليدخلوا سوق العمل بقوة بمعلومات أكاديمية هذا بالنسبة للخريجين أما في مجال التدريب المهني نستهدف مجموعة الشباب وندربهم على مهن لها احتياج وطلب في سوق العمل من خلال أصحاب المنشآت القائمة في المحافظة و اللاذقية لها خصوصيتها ومزايا تؤهل الاستثمار في المجال الزراعي والسياحي بالدرجة الأولى بالإضافة للنقل البحري كصفات عامة للنشاط الاقتصادي، لذلك نحن في خطة المركز واستراتيجيته نقوم باقتراح دورات تدريبية بعد تحليل واقع النشاط الاقتصادي وتحضير دورات تتناسب مع القطاعات الرائدة لدينا ومثال: تم افتتاح دورات في مجال الصناعة الفندقية في عدة اختصاصات لتهيئة الكادر البشري وتأهيل الشباب وتعزيز فرص شاغرة في هذه المنشآت، وهو تحد أمام كافة القطاعات هذا على الصعيد السياحي ، وبجانب آخر بالمجال السياحي لدينا التدريب على رأس العمل وهذه خدمة تقدم للشباب الذين يحتاجون للتأهيل ورفع سوية تدريبهم في المكان الذي يعملون فيه . عمل المركز يرتكز على ثلاثة أقسام وثلاثة اتجاهات : القسم الأول هو الإرشاد والتوجيه الوظيفي: عندما يتقدم شاب بطلب لأجل دورة أو تدريب يتم الاستماع له ومعرفة أفضل الخيارات التي تناسب اختصاصه وشهادته وواقعه ونحن نوجهه وأحيانا يوجد أمامه خيارات عملية تناسب (المرحلة_ الاختصاص _مؤهلاته _ شهادته) وحتى أننا نبني على آرائهم دورات للمرحلة القادمة ونحن دائما نقوم بدراسة لواقع سوق العمل إن كان في المنشآت من خلال زياراتنا واللقاء مع الكوادر الإدارية أو من استطلاع المراجعين . قسم التدريب المهني والتعليم المستمر: يشمل دورات في مجال التدريب المهني حيث دربنا على (صيانة أجهزة كهربائية _مهارات الوصول لسوق العمل _ icdl قيادة الحاسب ) و يتم العمل حالياً للحصول على ترخيص رسمي ليكون مركز معتمد لامتحانات icdl بالتزامن مع موضوع التدريب وبشكل دوري ،كما نحن نهتم بالقطاع الاجتماعي ويوجد لدينا دورات في مجال المساهمة المجتمعية نتيجة الحرب والإشكالات النفسية الناتجة عنها مثل دورة مرافق مريض، وسجلنا قصص نجاح حالة واثنتين تم الطلب على الخريجين مباشرة وهم قيد التدريب وبعد انتهاء الدورة التحقوا بعمل مرافق مريض وليس ممرض يقدم كل احتياجات المريض من الدعم النفسي والدعم اللوجستي البسيط ، ولدينا دورات (للترويج الالكتروني والمحاسبة الإلكترونية ) نبحث دائماً مع أصحاب الفعاليات الاقتصادية والشركات التجارية بالمحافظة عن الاحتياج لفرص العمل ونعرض قائمة بالدورات والخريجين بإمكانية التشبيك المستقبلي مع هذه الفعاليات أو حتى طلب تدريب ضمن بيئة العمل . قسم ريادة الأعمال : دفع الشاب للتفكير في العمل بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، أي مشروع يحمل فكرة جديدة ريادية خلاقة مهما كانت بسيطة نحن نستقبل طلب الشخص ونقوم بدورنا في التوعية والتوجيه من خلال ورشات العمل المتعاقبة والمدربين الأكفاء على تدريب الشخص كيف يؤسس مشروعه الخاص، ونساعده بدراسة الجدوى ونقاط الضعف والقوة لتوجيهه لدورة حياة المشروع بدءاً من التأسيس للتنفيذ للتشغيل والمراقبة والمتابعة ويتم رصد المشاريع المميزة والرائدة من خلال لجنة مختصة ليتم تبني بعض المشاريع الرائدة ضمن خطة مشروع تمكين الشباب على مستوى سورية وهي لدعم مشاريع الريادة بشكل دوري مستمر، وضمن خطتنا بالعام الحالي استهداف عدد محدد من المستفيدين أو المشاريع أو حتى مؤشرات نشتغل عليها وفي العام القادم يمكن أن تتغير المؤشرات باتجاه تثقيل جهة معينة أو مشاريع من نمط معين أو حتى التدريب يمكن أن نركز على التدريب المهني أو المستمر أو دورات اللغات وحتى موضوع محو الأمية هو ضمن اهتمام مركز تمكين الشباب.

المعايير المطلوبة: في بعض الدورات نطلب أن يكون خريج جامعي وشرط أساسي ونراعي موضوع الهشاشة اللا اجتماعية والإعاقة والمهجرين والنوع الاجتماعي بالنسبة للإناث، نراعي ذلك أثناء مقابلة الشخص الذي تقدم بطلب للمركز ونقوم بإجراء مقابلة لتعزيز المعرفة حول الشخصية وتثبيتها وتحويل هذه المؤشرات إلى نقاط لقبوله أو رفضه وفق معايير واضحة مبوبة لدينا . عمر مركز تمكين الشباب حوالي السنة ونحن متفائلون فلما يكون الطموح أعلى من الأداء فهو مؤشر عدم تحقيق الرضا الكامل لكن لما يكون الأداء بوازي المتوقع أو يفوقه فهو الرضا والأرقام تتحدث، ولدينا مؤشرات استهدفنا في الفترة الحالية مجموعة باتجاه التدريب المهني وحققنا هذا العدد لنكون قد وصلنا إلى تحقيق الهدف، كل الذي رسمناه بالمرحلة الماضية من خطط وصلنا فيها للهدف، حتى لما اعترضنا في التدريب موضوع جائحة كورونا والالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية قمنا بتجاوز هذه المشكلة بالتعليم عن بعد واستكمال الدورات التي كانت قائمة من خلال افتتاح وإقامة منصات تعليم الزوم ومجموعات مغلقة على وسائل التواصل المعروفة الفيسبوك وغيرها وكانت تجربة ناجحة وتم إيصال المعلومات والتدريب بشكل كامل وليس مبالغة ما نقول، لم تتأخر عنا غير حالة أو اثنتين لعدم توفر النت لديهما وتم استدراك الأمر واستئناف التدريب . كل الدورات التي نقوم بها هي مستندة على تحليل الواقع وحاجة سوق العمل والشاب لخلق فرصة عمل تناسب كفاءته وتأهيله العلمي ومستواه وخبرته المتراكمة سابقا لخلق فرصة وتحقيق الاستقرار المادي والنفسي لأي شخص يرغب بتعزيز قدراته والدورات المقامة حالياً مشتقة من حاجة سوق العمل لدينا : دورة صناعة الاكسسوارات والحلي والشمع ودورة في صيانة كاميرات المراقبة وأنظمة الأمان ودورات في مهارات دخول سوق العمل ليكون قادراً على تقديم نفسه بشكل صحيح ومرافقة مريض جديدة ونعتز بأن غالبية خريجي المركز يحظون بفرصة عمل.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار