الوحدة: 23- 11- 2020
لو سألنا أي مسؤول في بلادنا عن سبب تدهور حياة المواطن السوري، لأجاب وبلا تردد بالسؤال التالي: ألا ترى الحصار، والعقوبات، وقيصر؟، ظناً منه بأن هذا الجواب أجاب الطلب، والشماعة المناسبة لإحراجك، وقطع الطريق على سلسلة أفكارك.
قيصر اللعين هذا تدخل بشكل قوى في عقدة طرقية على متحلق مدينة جبلة، ومنع المعنيين من إيجاد حل لهذه العقدة المتواجدة على الطريق النازل من الكراج الجديد إلى حي العمارة، فقيصر كما تعلمون لا يهتم لحياة المواطنين وأرزاقهم، ويراقب عن كثب عدد الحوادث التي يشهدها المتحلق، ويفرح كثيراً عندما يرى سيارة تصدم دراجة، أو سيارتين تتناطحان للعبور أولاً، ويبستم بخبث عندما يرى شرطي المرور حائراً، ولا يعرف أين يتجه،.. واللعنة عليك يا قيصر.
كتبنا هنا في الخامس والعشرين من شباط ٢٠١٩ تحت عنوان (أفخاخ مرورية على متحلق مدينة جبلة)، وأشرنا إلى الخطر المحدق بالعابرين له، وطالبنا بإيجاد حل سريع لهذه المسألة البسيطة، ولكن صدى كلامنا (كالعادة) ذهب إلى واد سحيق لا قرار له.
بالطبع، نحن لم نستغرب التطنيش، لأننا تأقلمنا معه، ونعرف جيداً أن مسؤولي البلاد عباقرة في سرد ما تم إنجازه، وطلاب كسالى في مراجعة ما تم إهماله.
ما يثير الشفقة على حالنا في هذه المسألة هو وجود إشارات مرور على جهات العقدة الأربع، ولكنها للأسف الشديد لا تعمل، فتُلقى المسؤولية الكاملة على الشرطي المتواجد هناك، ليعيش لحظات صعبة تُعجزه عن تنظيم السير، فالطريق للجميع، والسباق محموم لتجاوز التقاطع، والوقت كالسيف.
عشرات الحوادث شوهدت في هذا الركن المرعب من المدينة، وقد حضرنا (كما غيرنا) أكثر من مناسبة في هذا الخصوص، وفي بعض الأحيان، أوشكنا أن نكون ضحايا لهذا التصميم (الفذ).
قد نفهم أن تعديل هذا التقاطع مستحيل (كما روج المعنيون سابقاً)، ولكن يصعب علينا فهم السبب في التعطل الدائم لإشارات المرور، وعدم الاستعانة بها لتخفيف حدة التشابكات على تلك العقدة، ربما سيحتجون بعدم توفر التيار الكهربائي لتشغيل الإشارات، وقد يدخلون على خط التقاذف بين وزارتي النفط والكهرباء، ولكننا نتمنى عليهم ألا ينسوا بأن قسم كهرباء جبلة يبعد أمتاراً فقط عن هذا التقاطع، ولكم أن تحاكموا صعوبة تأمين تيار مستمر لهذه الحالة، اللهم إلا إن كانت حياة المواطن لا تهمكم!!.
غيث حسن