الوحدة: 16- 11- 2020
تعمق الباحث علام رحمة في دراسة حول قنوات جر المياه الرومانية من المعالم المفقودة في اللاذقية، مستنداً إلى ما قاله المؤرخون في هذا الخصوص حيث ذكر المؤرخ اليهودي الشهير يوسيفوس فلافيوس (يوسف بن ماتيتياهو) (37-100م) وجود قنوات لجر المياه في اللاذقية، والتي بُنيت بأمر من الملك اليهودي هيرودس الأول (الأكبر) (73-4) ق.م، فيقول:
(وبنى – ويقصد هيرودس الأكبر- أماكن لممارسة الرياضة في طرابلس، دمشق، وعكا، وكذلك قام ببناء جدار حول بيبلوس، وقاعة ضخمة أيضاً، والأديرة، والمعابد، وأماكن للتسوق في بيروت وصور، وبنى المسارح في كل من صيدا ودمشق، كما بنى القنوات المائية لأهل اللاذقية الذين يعيشون قرب البحر).
ويلفت الباحث رحمة إلى أنه لم يتبق حالياً من هذه الأقنية في اللاذقية أي أثر يذكر، لكن بعض الرحالة الذين زاروا المدينة أو كتبوا عنها قبل زلزالي 1796 و 1822 المدمرين، لاحظوا وجود هذه الأقنية وقاموا بوصفها.
حيث يقول الرحالة الانكليزي ريتشارد بوكوك (1704 – 1765) م، الذي زار منطقة مصر وفلسطين وسورية بين عامي 1737م – 1741م، ما يلي:
(ومن المحتمل أن المياه تم جرها إلى اللاذقية بواسطة قناة من جزء من هذا النهر -النهر الكبير الشمالي- لأنه يُقال أن هناك بقايا كبيرة من قناة الري هذه في عدة أماكن، ويُرجح أن من بناها هو هيرودس.
أما جون باين الذي وصف اللاذقية حوالي 1793 في كتابه (جغرافية العالم المُشكلة في نظام جديد وكامل) يقول:
(بين أنقاض هذه المدينة القديمة لا تزال تقف عدة صفوف من الأعمدة التي تتكون من الرخام السماقي والجرانيت مع بقايا قنوات لجر المياه وربما هي نفسها التي ذكرها يوسيفوس وقال أن من بناها هو هيرودس، وهذه الأخيرة هي بناء ضخم بدون أقواس).
من هذه المصادر يمكننا استنتاج القليل عن قنوات المياه في اللاذقية ويكون مختصرها ما يلي:
(بُنيت قنوات جر المياه في اللاذقية حوالي 30 ق.م، بأمر من الملك اليهودي هيرودس الأول (73– 4) ق.م، تم من خلالها جر المياه العذبة من النهر الكبير الشمالي باتجاه المدينة عبر قنوات مؤلفة من أبنية ضخمة بدون أقواس، والتي تفرعت داخل مدينة اللاذقية إلى كل حي وشارع).
هلال لالا