الوحدة: 16- 11- 2020
شاعر مجبول بفطرته على حبّ الشعر، يسبك حروفه قوافي حبٍّ ووجد وغزل، ينظم كلماته قصائد تعبق إنسانية ووطنية، إنه الأديب والشاعر نعيم علي ميا، الذي احتفت به دار الأسد للثقافة باللاذقية، بتوقيع ديوانه الشعري الجديد (لوجهك يرهج ضوء النّهار)، وسط حضور مميز لأهل الأدب والثقافة والسياسة والمجتمع. وبدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح شهدائنا الأبرار، وعزف النشيد العربي السوري، ثم عرض فيلم قصير أوجز حياة الشاعر مع مقتطفات من قصائد ديوانه الجديد، تلاه قراءة نقدية وأدبية للديوان قدمها الدكتور محمد بصل، من قسم اللغة العربية بجامعة تشرين، وبيّن أن النص الذي بين أيدينا غنيّ بلا قيود في إنتاجيته الدلالية، ولذة قراءته بالمعنى البارتي تكمن في إحالته الجمالية اللامحدودة.
وتابع: لعل المهارات اللغوية التي يمتلكها نعيم ميا في ديوانه هي أكثر ما يلتهم القارئ ويبتلعه مأخوذاً بشغف القراءة، غير مبالٍ بتتالي الموضوعات وغير مكترث بجودة المحتوى، فاللذة عنده تكون بأن يترك نفسه منشغلاً بورشة الهدم وإعادة البناء. وتحدث الدكتور بصل عن التناص الخفي الذي حملته نصوص الديوان، وهو تناصّ مشغول برصانة وعمق، لا يقدر عليه إلا من امتلك معرفة معمقة في خصائص العربية، وعرف كيف يطرز معنى قديماً بمفردات جميلة وصور جديدة.
وخلص إلى القول إن ديوان (لوجهك يرهج ضوء النّهار) يزخر بالصور الجديدة، وغير المألوفة، وكل واحدة منها تستدعي قراءة نصية معمقة، لتعرف أسرار تكوينها، فالشاعر مكين باللغة. كما قدم الدكتور زكوان العبدو، من قسم اللغة العربية بجامعة تشرين، قراءة نقدية للديوان، سلّط خلالها الضوء على أبرز الجوانب الفنية والرؤى الجمالية المتجلية في الديوان، الصادر عن دار بعل في دمشق عام 2020، الواقع في مئة وثماني عشرة صفحة من القطع المتوسط، وأشار إلى أن الديوان يدخل تجربة جديدة في عوالم نص نعيم ميا الشعري، يعاقر فيها كأس وجوده، مرتحلاً بين مراياه، كاشفاً وجوه القصد على ضفاف المعاني عبر ثمانية عشر عنواناً لنصوص تتعانق مبلورة روح التجربة.
وقدم شواهد من نصوص عدة، مبيناً فيها الشكل الفني للنصوص، وتنوع العنوانات، والتكرار والحوار من الناحية الأسلوبية، منوهاً إلى تلاعب الشاعر اللفظي في غير موضع، وتوظيف الشاعر الصورة الإشارية والتناص في مواضع عدة من الديوان، مشيراً إلى الخلق الأسطوري مع التناص القرآني في أكثر من موضع شعري.
والختام كان مع الشاعر نعيم ميا، الذي شكر الحضور، وتحدث إلى جريدة (الوحدة) قائلاً: في مجموعتي الشعرية الجديدة (لوجهك يرهج ضوء النهار) لم أغفل الأنا كما لم أغفل الأنثى التي هي أساس الحياة وعشقها الأبدي كما أتمنى أن تصل رسالتي الأساسية ألا وهي تعميم ثقافة الكلمة التي نحن اليوم أحوج ما نكون إليها. بالنسبة للجديد في المجموعة فلا أقول إنه بالجديد بل هو الاستمرار المتجدد لما ضمنته في إصداراتي السابقة ( تسافرين في مدار مقلتي – بوح شوق – مشروع مفكر – بعض الذي) ألا وهو الهمّ الإنساني وأرق الوجود.
وأمّا بالنسبة لما أبداه أهل لاذقيتي الحبيبة من متابعة واهتمام سواء الحضور أم الاتصال والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فإن دلّ إنّما يدلّ على ما تتمتع به لاذقيتي الحبيبة من شغف للثقافة وهذا ليس بجديد وهي أول مصدّر للأبجدية .. أشكر الجميع من أدباء ومثقفين ومهتمين ومتابعين ومختصين كما أشكر جميع وسائل الإعلام على تنوعها وأشكر صحيفة الوحدة على متابعتها واهتمامها.
ريم جبيلي