لن تكون حراً ما دمت جاهلاً

الوحدة : 15-11-2020

أقام قصر الثقافة في بانياس ظهرية أدبية شارك فيها الشاعر بديع صقور والدكتورة غيثاء قادرة وكانت البداية مع الأستاذ بديع صقور مؤكداً أن الأمسيات تشجع الآخر على القراءة والمتابعة ولكن الإنسان العربي لا يقرأ كما يقال نحن أمة تقرأ ولكن لانقرأ وهذه كارثة علماً أن سورية يوجد فيها عدد كبير من المراكز الثقافية وحين تقام هذه النشاطات يجب أن تستمر حتى وإن كان الحضور قليلاً ليكون هناك تشجيع على القراءة والشعر والقصة والرواية ولكن في الآونة الأخيرة ونتيجة وجود مواقع التواصل الاجتماعي بات من كان يقرأ يبتعد عن القراءة، ولكن إذا اطلعنا على كتابات البعض نجد أنها كتابات عادية ليس لها أي قيمة على الإطلاق وتنم على أنه لا توجد ثقافة ومطالعة وهنا دور المؤسسات الثقافية بتشجيع القراءة كوجود يوم للقراءة لأننا يجب أن نهتم بثقافة الإنسان وذلك من مبدأ لن تكون حراً ما دمت جاهلاً لأن الجهل يقودنا إلى المواقع المظلمة والخاطئة، وإذا قارنا بين ما يكتب الآن وما كتب منذ ثلاثة آلاف سنة في ما وجد من رقميات تدعو إلى الحب والعلاقات الإنسانية وهذا دليل أن التربية أساس صنع الإنسان، وعن مشاركته قال: سأقدم نصوصاً مرتبطة بما حدث في سورية في هذا الزمن من مجموعة دواوين صدرت خلال الأحداث على سورية منها خواتم، انقباد، سؤال، قمر على مرحب الريح، الحلم والجرح، ومن انقباد نقتطف

انقباد خذني إلى قمتك

كي أحاور القمر والنجوم

منذ خمسة آلاف عام مضوا..

كان رجاؤه الأخير

منذ خمسة آلاف عام

أن يقبل إلى قمتك

منذ خمسة آلاف عام

توسل لك يا انقباد

كي تحمله إلى قمتك ليحاور القمر والنجوم.

أرجوك يا انقباد خذني إلى قمتك

لأ صنع من الثلج فراشا

استلقي فوقه..

ولأحيك من الغيم غطاء

أتدثر به، كلما دبّ النعاس

في عائلة روحي.

وبدورها الدكتورة غيثاء قادرة تناولت في مشاركتها الشعر والفكر والعلاقة بينهما العلاقة العميقة من ناحية والجدلية من ناحية أخرى ونجد أن علاقة الشعر بالفكر نامية كون الشعر وليد الفكر وإن كان الشعر موثقاً للتاريخ الأدبي العربي إلا أنه وليد فكر وثقافات تعكس حياة المجتمعات العربية، ووضحت إن كان الشعر لغة واللغة كلاماً إلا أن في مضمرها لها نسق ظاهر وآخر مضمر والنسق الظاهر هو المقروء الواضح أما المضمر والخفي هو الذي يشكل الفكر والثقافات ويعكس رؤى الشاعر، ثم عرفت الشعر وكيف نظر إلى الشعر وأهميته في الحياة بالإضافة لعلاقة الشعر بالفكر وعلاقته بالفلسفة أيضاً وذكرت نماذج شعرية من العصر القديم عصر ما قبل الإسلام و العصر العباسي وصولاً للعصر الحديث  تمثل علاقة الشعر بالفكر  وتتمثل أن الشعر كان وليد الفكر، وأجابت على سؤال هل يمكن المواءمة بين الشعر والفكر قائلة: إن علاقة الشاعر بالإنجازات الفكرية والفنية للشعوب ليست علاقة استعارية أو تأثراً وتأثيراً، وإنما هي علاقة تملك حقيقي  فالعقل والعاطفة من مركبات شخصية الإنسان لا يمكن تصورها مجزأة  وإذا كان العقل قوة طبيعية للنفس متهيئة للإصابة في الحكم فالعاطفة استعداد نفسي ينزع بصاحبه إلى الشعور بانفعالات وجدانية خاصة والقيام بسلوك معين إزاء شيء أو شخص أو جماعة أو فكرة معينة، ثم أضافت: حقيقة هناك دخلاء لهم تأثير سلبي على اللغة الشعرية واللغة الأدبية معظم هؤلاء يبنون جل صورهم ولغتهم على أركان أخرى سابقة  فيقتبسون كثيراً وينظمون صوراً عبثية لا بعد فيها و لا فكرة لها و لا رابط بينها ولا تنم عن شعر حقيقي لأن الشعر مبني على صورة شعرية يتمثلها الخيال والرؤيا والرؤى والفكرة لأن الشعر ليس لغة ذات خيال و قواعد بلاغية بقدر ما تحكمها الفكرة.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار