الوحدة : 12-11-2020
وسط حضور رائع وكثيف للمهتمين بالمشهد الثقافي أقيم في فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية النشاط الثقافي لكل من السادة الأدباء: عزيز اسمندر، جابر خليل، رجاء شاهين، أسامة زيادة وذلك في صالة الجولان بمقر الاتحاد.
الوحدة حضرت هذا النشاط المتميز حيث تألق الشعراء والكتّاب المشاركون وأبدعوا عبر أعمالهم الأدبية التي قدمت والتي لاقت استحساناً واهتماماً من قبل الحضور و الوسط الثقافي الموجود بالصالة آملين أن تكون مثل هذه النشاطات داعماً ورافداً للحركة الثقافية في محافظة اللاذقية.
قدّم الظهرية الأدبية الأديب عدنان بيلونة رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب سابقاً والبداية مع الأديب أسامة زيادة القادم من حلب ليشارك في هذه الظهرية..
الأديب زيادة من خارج عضوية الاتحاد، يحمل ماجستير في الهندسة الالكترونية معروف من قبل الجمعيات الأهلية، قدّم قصة جميلة حملت عنوان (نسمات الخريف) أوضح من خلالها أن الإنسان يبقى يبحث عن نصفه الآخر حتى آخر يوم في عمره ومن (نسمات الخريف) اخترنا ما يلي: “عرف أنها أرملة وقد غادرها أولادها بعد وفاة زوجها.. هي ماذا عرفت عنه؟ من ترددها على مكتبته تلك المرات، عرفت أنه تقاعد من وظيفته بعد بلوغه الستين فعمل على إدارة تلك المكتبة لقربها من الوسط الثقافي وهو يعيش وحيداً بعد وفاة زوجته.
المشاركة الثانية للأديبة رجاء كامل شاهين عضو اتحاد الكتاب العرب، صحفية في مجلة (صباح الخير) اللبنانية، شاركت في عدة مهرجانات داخل سورية وخارجها كمهرجان (عبد السلام العجيلي)، (محمد الفراتي)، (أبو العلاء المعري)، (عبد الله أبو هيف) لديها ستة إصدارات.. حمل الكتاب الأول عنوان: دراسة للشاعر اللبناني نعيم تلحوق والكتاب الثاني دراسة في شعر أبي العلاء المعري، والكتاب الثالث: دراسة للشاعر محمد الفراتي أما الرابع: دراسات في القصة والشعر والرواية والكتاب الخامس فهو بعنوان: بشار الأسد صاحب الفتوحات في الزمن الصعب وهو كتاب وصل للعالمية يُدرس في جامعات كندا وكاليفورنيا وفلوريدا واستراليا ميلبون.. والكتاب الأخير بعنوان: دراسة لشعر أدونيس (لماذا يا أدونيس) حائزة على جوائز عديدة منها جائزة أفضل كاتبة سورية ولبنانية وعدة جوائز عن أبي العلاء المعري، قدّمت الأديبة شاهين شعراً لشعراء أربعة هم: أبو العلاء المعري، بدوي الجبل، نزار قباني، سعد مخلوف وقد أوضحت الشاعرة عن صدق التنبؤات القديمة لهؤلاء الشعراء الأربعة وقد اخترنا المقاطع التالية مما ألقته الأديبة شاهين:
أبو العلاء المعري
خلف عينيك قرابينُ الرؤى.. تجثو وتطرق
والليالي… بضياء القلب.. تشرق
قد وهبت الحرفَ روحاً
فانحنى يبكي على الأيام بعدك
” سقط زندٍ” نقرأ الأشياء فيه
يولد التاريخ.. عندك
بدوي الجبل
هو يقول: أخادع النوم إشفاقاً على حلمٍ.. وأنا أقول:
تخادع النوم إشفاقاً على حلم… تخشى عليه شفيق الضوء في البصر
سر معي وأثرها.. وإن شئت اختصرها.. في انتفاضة، سر معي وأدرها.. وإن شئت اعتصرها.. تجري الرياح بما.. تكشف للكون بياضه، سر معي وأنرها.. في غياب القمر.. لم يبقَ من الليل إلا أقله، سر معي وابتكرها.. غاية الغربة أن .. تبدع زله.. أعيش بين الطين والحجر.. أعيش لعنة التاريخ والسفر.. مع لغة.. رأيت فيها الضّياعا رأيت الغربة في وجهها شراعا.. وفي الدفتر المهجور.. هاوية مليئة.. بالشوك والرمال و الخطيئة.. فسر معي.. سر إليّ.. لأقرأ في الدفتر المهجور لغتي.. كي أعبر نحو صوتي.. وأمنح هذي الأرض الخاوية.. ماءً.. عشباً.. شجراً.. أسراراً… ليأتي من يقرأ بعد موتي.. شعراً
هذي السفينة لن ترفع مراسيها فالسوس أدركها قصداً ببلوانا
وكيف تسأل يا بدويٌّ عن عربٍ باتوا على طرف التاريخ نسيانا
نزار قباني
نوافذُ من عروق الضوء.. غادرت وأنت كالحياة عميق، وكالموت لغز، بيتك يقال.. رغبة الياسمين قطبٌ ورمز، أبداً.. تصرخ الأحلام في أعماقه والعالم صوت به، ينبت قربي في صدره مئذنة، وسماءٌ تأتي.. من كل درب، ترى الله والمغيبا، وتسأل سراً أن يجيبا، مهجة تشكو: كيف يموت النبض في الوطن، وتولد الأجيال.. في العفن
تنعي إلينا يا نزار.. هواءنا المملوء… من رئة الهزيمة
تنعي إلينا… مفردات العهر.. واللغة القديمة
تنعي إلينا الفكر.. والكتب العقيمة
سعد مخلوف
في ثلاثة أحلامٍ وصبر وقمر، في ثلاثة إبحار وموج ومطر، أتيت، فتحت باباً على الحضور، بين يديك التمني، وفي عينيك.. ذاكرة الجذور، في عالمك سفر.. يكمن للعواصف يتأبط المدينة، يذهب أبعد في مجرى الأيام، يذهب في أحزاننا البدينة، والجرح.. في شهوة الريح.. رهينة، في عالمك.. ذعرٌ من لغة قديمة، مذهول من قراءات عقيمة، تناقلته المرايا، واسترده السقوط في الزوايا، أبعد في البكاء والعويل، أبعد في ممالك الرحيل..
المشاركة الثالثة للأديب عزيز اسمندر عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو جمعية القصة والرواية لديه ثلاث روايات (الحصار) (في غسق الفجر) (أزاهير من رمل) وعدة مجموعات قصصية منها: (البراعم تموت فوق الأرصفة) (العرفان بالجميل) ومجموعة قيد الطبع بعنوان: (غابة الندم) وقد قدّم قصة بعنوان: (الناموس) تدور في محورها الأساسي حول العادات والتقاليد الموجودة عند البدو وتمثل القصة بتفاصيلها نقداً لهذه العادات والتقاليد واخترنا منها ما يلي: وها هي النار تشتعل في قلبي في روحي وفي كل جسدي، وليس للحياة عندي بعدها من معنى، وليدي الصغير حسن هذا المريض الضعيف أمام عيني، وها أنت تراه أمامك كشبح الموت، وأبوه قد منع عنه العلاج والدواء وتزوح بتلك المرأة البدوية، ونصب لها خباءها قبالة سكني! انظر إليه يا جار! انظر ها هو يا للقهر المشروع! لم يكتف الظالم بظلمه، بل عمد ليحرق ما تبقى حياً ينبض في فؤادي، فاختطف البنية فريال الطفلة وحملها إلى الديار القصية ثم عاد وهي ليست معه فراعني ما رماني به من قهر وعذاب، فملأت الجو بصراخي وزعيقي وتفجعّي وبكائي وهو يقول لي: كان علي أن أفعل ما فعلته.. ماذا تريدين مني يا حرمة (أن أفعل غير هذا.. والناموس عندنا يقول هكذا افعل)
المشاركة الأخيرة للشاعر جابر خليل عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر له ثلاثة دواوين هي (ضفائر من خيوط الشمس) (طيف) (توقف أيها الجاني) له مشاركات عديدة في الأماسي الثقافية في كافة أنحاء القطر ونشر العديد من القصائد في الدوريات المحلية و العربية كما شارك في مهرجانات أدبية متنوعة وقد ألقى في هذه الظهرية مجموعة من القصائد الغزلية والوجدانية وهي ( يا أم هذا الكون) وهي قصيدة يتغنى بها باللاذقية وقصيدة ثانية بعنوان (خوف) وأخرى بعنوان (بؤس) ومن (يا أمّ هذا الكون) اخترنا الأبيات التالية:
يا أمّ هذا الكون، جئنا رضعاً
نحبو لصدرك فابعدي عنا الفطام
جاء الهلال ببعض نقصٍ يشتكي
فغدا بنورك يستعين على التمام
يا لاذقية إن دُفنت وصيتي
أن تُرسمي فوقي على لوح الرخام
ومن قصيدة (خوف )اخترنا أيضاً ما يلي:
أفتش بحر المفردات لأصطفي
لآلئ تحكي عن هواك وتحتفي
أرى كل قاموس بوصفك ناقصاً
وكلّ بيان في جمالك لا يفي
ندى كمال سلوم