الوحدة: 9- 11- 2020
منذ حوالي الشهر كنتُ جالساً تحت شجرة سنديان وأمامي إبريقي الأسوَد وكأس المَتَّةِ وجزدان الدخان ( العربي الثقيل) وبينما كنتُ غارقاً في أحلامي التي استدعاها كأسُ المَتَّةِ بسبب بلوغي قمة السعادة كعادتي عندما أبدأ بشرب المَتَّةِ وحينها أشغر بالغنى الحقيقي ولا أحسد أحداً على ثروته
وبينما كنتُ على هذه الحال وإذ بي أرى سحابة من الغبار من بعيد
تساءلت عن السبب
لا ريح قوية حتى تتسبب بها
فمن أين أتت؟
هل توجد مخلوقات غير بشرية كما كان يقول القدماء؟
أسئلة كثيرة
لكن لم يطل الوقت حتى لاح لي من بعيد فارسان يعتليان صهوتي جواديهما اللذين يسيران بسرعة جنونية وخلفهما مجموعة من الفرسان
رعب حقيقي أصابني لكن لا مجال للهرب
سأواجه مصيري بنفسي
وصل الفرسان
وقفتُ وكان شعر رأسي يعبر عن مدى سوء حالتي
صرخ بي أحد الفارسين: من أنت؟
أجبته: ومن أنت؟
قال لي ضاحكاً: أنا تَأَبَّطَ شَرَّاً وهؤلاء رفاقي الفرسان
قلتُ له: ومن هو ذاك الفارس الذي تبدو عليه صفات الرجولة والعنفوان؟
قال لي: هذا زعيمنا عروة بن الورد
نحن الصعاليك
أَلَم تسمع بنا؟
قلتُ له: نعم
لقد قرأنا عنكم الكثير وعن شهامتكم وحرصكم على تحقيق التكافل الاجتماعي بين الناس وأنكم تسطون على الأغنياء وتوزعون ما تحصلون عليه على الفقراء
تفضلوا لنشرب المَتَّةَ من هذا الابريق الأسوَدَ الذي بعادل عندي كل مال الدنيا.
وعلى الفور أشار عروة بن الورد إلى رجاله
أخذوا الابريق وكأس المَتَّةِ وجزدان الدخان ( العربي الثقيل)
سألتهم: لماذا أخذتم ملكي الوحيد في هذه الحياة؟
قال لي عروة بن الورد: سنبيعهم ونوزع ثمنهم على الفقراء.
قلتُ لهم: ليكن لكم ما تريدون
لكن لي رجاء عندكم
اسرعوا بالهرب من هنا قبل أن يسطو على أموالكم صعاليك هذا العصر.
سليمان سليمان