الوحدة: 8-11-2020
قد يواجه الطفل بين الثالثة والسادسة من عمره الكثير من الصعوبات في التعبير اللغوي الأمر الذي يضع الوالدين في حيرة من الأمر حول الطريقة المثالية التي يتعين عليهما اتباعها للتغلب على هذه المشكلات لأنه بالإمكان تشخيصها في سن مبكرة وقد يجد الوالدان أن طفلهما يعبر عما يريد برطانة لا يفهمها أحد غيرهما وقد لا يستطيع تكوين جملة مفيدة وفي مثل هذه الحال يتوجب عرض الطفل على الطبيب لأن اضطراب القدرة التعبيرية قد يؤثر سلباً في تحصيله الدراسي ويكبح مهارات التعلم ويحول دون تطورها وقد تستمر هذه المشكلة في سنوات لاحقة.
ويجب على العائلة أن تعرف أن إرهاصات اللغة الأولى تبدأ بالظهور على الأطفال عموماً مع بلوغهم السنة الاولى من العمر ولذا يتوجب على أفراد العائلة التحدث على الدوام مع الطفل لتقوية ملكتي التقليد والربط اللغوي لديه وليعتاد أيضاً الربط بين حركاته وإشاراته والكلمات التي ينطقها وتبادل الحديث والتعبير عن احتياجاته وعواطفه على وجه الخصوص بالاعتماد على المفردات في بادئ الأمر ثم استخدام جمل مفيدة مفهومة وذات صياغة لغوية مقبولة إلى حد ما.
وما بين الثالثة إلى السادسة تكون لغة الطفل في حالة التطور المتسارع إلا إذا صادفتها عوائق تشريحية أو نفسية مثل ضعف السمع أو تشوه خلقي في الفم أو اللسان أو الحنجرة.
ومعلوم أن هناك علاقة معقدة تربط بين العوائق التشريحية والنفسية وقد يطغى تأثير أحدهما على قدرات الطفل لذا فإن العلاج المبكر لأي منها يعني قطع الطريق على التعقيد المتصاعد لهذه الإصابات.
وقد يبدو مفاجئاً أن تطور اللغة عند الطفل يقاس بالأيام في مثل هذا العمر وذلك لفرط نشاط الفضاء الدماغي المسؤول عن اللغة عنده.
ويحدث هذا التطور على مستويين يتعلقان بالاستيعاب والتعبير فقدرات الطفل على الفهم تفوق بكثير قدرته على التعبير وهذا الأمر يبدو طبيعياً وينطبق على الجميع وحتى الكبار وتلك هي واحدة من أهم خصائص اللغة.
بيد أن 6% من الحالات عن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من ثلاث إلى ست سنوات وقد تواجه صعوبات في اللفظ والتعبير الشفوي إلى درجة يغدو معها من الصعوبة على المستمع أن يميز بعض الأصوات أو الكلمات التي ينطقها الطفل وقد يعمد الطفل إلى تشويه لفظ بعض الكلمات لتسهيل أمر نطقها أو أنه قد يتعمد التعثر تحبباً لوالديه فيعمل على إضفاء مسحة مغرقة في طفوليتها على أساليب نطقه وتعبيراته.
ويبدو أن بوادر مشكلات اللغة عند الطفل تأتي من صعوبة نطقه وعدم قدرته على الإتيان بأصوات محددة كأن يبدل حرفاً مكان آخر محولاً صوت (الشين) إلى (سين)و (الخاء) إلى (حاء) ويقول علماء اللغة إن مثل هذه المشكلة تعد ميكانيكية الطابع وتتعلق بقدرة الطفل على تحريك جهاز النطق وهي زائلة لا محالة مع تقدمه في السن وقد لا يتمكن الطفل من ربط المقاطع الصوتية بشكل صحيح أو مفهوم لذا فإنه يميل على الدوام إلى اختيار أسهل الطرق للتعبير.
إن استمرار مثل هذه الصعوبة لفترة طويلة قد يعرض الطفل إلى مشكلة نفسية قوامها مواجهته لعدم قدرة الآخرين على فهم ما يريد أو أن يصبح أضحوكة لأقرانه في المدرسة الابتدائية.
ويمكن إدراج التلعثم بين صعوبات اللغة عند الأطفال وينظر إليه على أنه من أشد مشكلات اللغة كأن يتوقف الطفل في أثناء كلامه عند عقبة لفظ بعينه أو فقدان التعبير عن كلفة تضيع من ذاكرته أو أن يكرر مقطعاً صوتياً ربما تحضيرياً لاستدراك ما سيقوله لاحقاً.
ويجدر الانتباه هنا إلى وجود نوعين من التلعثم أحدهم فسيولوجي ويتعلق بامتلاك ذاكرة الطفل الكثير مما يريد قوله لكن فقر مفرداته يحول دون التعبير السليم ويجعله حائراً أمام اختيار الملائم من الكلمات ولا قلق إذاً من هذا النوع من التلعثم حيث أنه يدل من باب آخر على ذكاء الطفل وقوة مخيلته ويتعلق النوع الثاني من التلعثم باحتباس شعوري في أثناء الحديث وهنا يجب عرض الطفل على الطبيب النفسي لتقدير حالته وبشكل عام يمكن للآباء أن يحسنوا تقدير وضع أبنائهم اللغوي من خلال ملاحظة ما يلي:
– ما بين سن 3-4 سنوات يجب على الطفل أن يعرف اسمه واسم عائلته
– طرح الأسئلة والتفوه بجملة مؤلفة من أربع كلمات على الاقل مع التصريف الصحيح للأفعال.
-استخدام صحيح للضمائر- وصف ما يقوم به من أفعال
– اللفظ الصحيح لغالبية الاصوات بخلاف بعض منها
ويكون وضع الطفل حرجاً إذا لاحظ الوالدان الحالات الآتية عدم قدرتهم على فهم ما يقوله بشكل كامل عدم القدرة على استخدام الضمائر,ومع بلوغه الرابعة وحتى الخامسة من العمر يكون الطفل قادراً على تكوين جملة معقدة من فعل فاعل ومفعول به واستخدام ملائم لظروف الزمان والمكان مثل ( أمس- اليوم- هناك)وما إلى ذلك.
– أن يعرف علاقة الصفة بالموصوف ويكون الطفل بحاجة إلى عناية طبية إذا كان يعاني
– صعوبة على فهم ما يريد قوله- ولا يفهم ما يطلب منه حتى مع تكرار الطلب بين 5-6 يتعين على الطفل اكتساب المهارات الآتية
– معرفة جيدة بتصريف الأفعال حسب الضمائر
– قدرة على سرد حكاية منتظمة الأحداث
– تكوين جمل معقدة
اللفظ الصحيح لجميع الأصوات وعدم قلب أي منها
– تكون الحالة حرجة وينبغي عرضها على الطبيب. إذا كان الطفل يعمد إلى تشويه لفظ الكلمات لا يمكنه النطق بجمل مفيدة ولا يمكنه فهم أو استخدام الظروف ولا يمكنه تصريف الفعل مع ضميره.
لمي معروف