وقال العرّاف الساحلي… ضيّعتني الأشرعة.. مراثي الرماد- ذاكرة في المرآة

الوحدة 5-11-2020  

 

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية ظهرية أدبية للسادة أعضاء اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية وهم د. فارس حاج جمعة، شعبان سليم، فؤاد نعيسة وذلك في صالة الجولان بمقر الاتحاد.

قدّم الظهرية الأديب عدنان بيلونة رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب سابقاً والبداية مع د. فارس حاج جمعة وهو طبيب وروائي، فرع القصة والرواية، له عدة أعمال روائية منشورة منها: (على لائحة الانتظار) حائزة على جائزة الإبداع والنقد من دار الفكر بدمشق ودار الفكر المعاصر بيروت (ذاكرة في المرآة)، (أوراق رجل حر)، (أنين الذاكرة)، وله مجموعة من القصص القصيرة و المقالات المنشورة في الصحف والمجلات العربية والمحلية… وفي هذه الظهرية قدّم قراءة من روايته التي حملت عنوان: (ذاكرة في المرآة) وهي رواية وطنية واجتماعية ومنها اقتطفنا المقطع المعبّر التالي:

“فجأة توقف المحرك النفاث… في صدر صلاح .. توقفت عقارب الذاكرة، أكان شحم الشوق المتراكم .. أم ثورة في إيقاع الدم؟ لقد تخثر الحزن أخيراً..

فكل القلوب تستريح، تتناوب النبض … حجرة تنقبض وأخرى تنبسط. عدا قلب صلاح… لم يكن ليرتاح أبداً! ذهب في الرقصة الأولى للمطر حتى لا تغوص ذاكرته في الوحل، فلم يلقَ عصاه حتى وهو يزحف إلى الموت! أضجره الفراش .. ففتح الباب ومضى.. فهل هو تمرد على جليد الصمت.. أو نكاية بهذا العالم ! لقد رحل صلاح أخيراً، وقف قلبه دقيقة صمت.. حداداً، فظلّ واقفاً إلى الأبد”

المشاركة الثانية في هذا النشاط للشاعر شعبان سليم عضو اتحاد الكتاب العرب، جمعية الشعر له عشر مجموعات شعرية ومجموعتان نثريتان- دراستان في الأمثال الشعبية والأغاني الشعرية يكتب شعر التفعيلة والنثر… قدّم قصيدة حملت عنوان (مراثي الرماد) وقرأ مقطعين منها ومنها اخترنا مايلي:

أعوذ بكَ الآن

يا سيدي

من بغاث النفوس

وشرِّ المحبين

في السر

من لغو من

 يدعون الكلام

ومن خيبة الشعر

إما ترامى

على باب مولاه

من قلق الصخر

في ساحلٍ

رافعاً حزنه في الحطامْ

المشاركة الثالثة هي للشاعر والمترجم حيان الحسن عضو اتحاد الكتاب العرب، جمعية الشعر، لديه عدة مجموعات شعرية تجاوزت العشرة نذكر منها: (صهيل الرحيل)، (حين يصبح العمر رحيلاً)، (صرخة عاشق)، (عرينك شامخ)، (هواجس الموت المشتهى)،(ارتعاشات الذاكرة)، (غريب على أرصفة طوس) ترجم عن اللغة الفارسية، وله مخطوط مترجم (مختارات من الشعر الفارسي)، شارك في أمسيات شعرية في محافظات مختلفة، قدّم في هذه الظهرية نصوص وجدانية وغزلية من

فئة شعر التفعيلة والعمودي ونص نثري (احتراق), حمل النص الشعري الأول عنوان: (ضيعتني الأشرعة), وآخر بعنوان: (ضيعت عمري في مداها) وقد اخترنا من النص الأول ما يلي:

أينما سافرت طيفك

يعتريني

في الغرام

لأتبعه

شرقاً وغرباً ربما

براً أو بحراً أو سما

سأكون في وجعي معه

أبحرت خلفك

غير آبه لهفةً

بالنوّ بالطوفان

أشواقي ودمعي

نازفان

وضيعتني الأشرعة

 

المشاركة الأخيرة للشاعر فؤاد نعيسة وهو من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية, لديه سبع مجموعات شعرية نذكر منها: (آه يا ضيق العناوين), (للحب أحوال كثيرة), (أغاني الدرويش الساحلي), (أحزان الصفصاف الباكي), شارك في العديد من مهرجانات دمشق ومهرجان المدى في 2002 وسواه ينشر في الصحف والدوريات العربية والمحلية, قدّم في هذه الظهرية قصائد قصيرة وجودية تتعلق بالحياة حيث ألقى ثلاث مقطوعات لأولها ومضة بعنوان: (لمحة) ومنها اخترنا:

لحُسنك, نسقت هذي البراري

حدائق إثر حدائق

وآن استوت نزهة للنسيم

شممت عبيرك بوح زنابق

فأسلستُ شعري قصائد عشقً

ونقّطت أحرفها.. بالذهب

القصيدة الثانية حملت عنوان: (قال العرّاف الساحلي) ومنها اقتطفنا المقطع الآتي:

سرى عارض البرق

من جهة الشرق… قلنا:

هلا، بالنديم القديم… وملنا

نجاذبه الكأس صرفاً.. سكرنا

فراح يبشرنا بشميم تراب القرى

أوان يراقصه لؤلؤ العطر

فجراً

ليصدح ميزابنا بالمواويل

حتى ارتواء الثرى

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار