تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على اللغة العربية

الوحدة 5-11-2020  

 

 أقام المركز الثقافي العربي في عين الشرقية محاضرة بعنوان (تأثير النت على اللغة العربية الفصحى سلباً وإيجاباً) قدمتها الأستاذة أمل محمود علي .

بدأتها بالقول : اللغة العربية هوية وطن حضارية وباعتبارها وسيلة اتصال تحمل ثقافة شعب بأكلمه ، ومن اعتاد الحديث بالعامية بالتأكيد يقرؤها ولا يفهمها ومن يقرؤها بالفصحى ربما سيحتاج إلى معجم لأن مفرداتها لا تتناسب مع مستجدات العصر في التعبير. وتابعت الأستاذة أمل : للخوض في هذا المجال هناك مجموعة من التساؤلات تندرج تحت هذا العنوان:

 -هل النت خطر على اللغة العربية أم أنه دفقات أكسجين لانتعاشها وإنعاشها؟

 -هل الفصحى بقواعدها الدقيقة وبحركات إعرابها من فتح وضم وكسر مطلوبة ونحن ندردش ونتحدث بها شفاهاً أو كتابةً خلال جلساتنا الغير رسمية أو عبر صفحات ما يسمى بالسوشل ميديا؟

 – هل من الممكن أن يكون هناك لفة جديدة قيد الولادة وأن وقت المخاض لولادتها عبر قاموس ومعاجم محدثة؟

 -هل من الممكن للنت أن يكون جامعة عربية تجمع كل العرب الناطقين باللغة العربية بما لم تقدر كل مقومات العروبة على جمعهم بعد أن فرقتهم اتجاهات وتوجهات عديدة ؟

– هل اللغة العربية قادرة على صهر اللهجات المنبثقة من السوشل ميديا في بوتقة واحدة للوصول إلى قولبة ما يمتع السمع ويطرب الأذن من مصوغاتها المحدثة؟

 تمكّنت الأستاذة أمل علي من الإجابة على التساؤلات بمشاركة مداخلات الحضور وإعطاء أمثلة من التراث العربي . نوهت إلى أن الفيس بوك أداة للتعبير ، يتحدث ويثرثر ويكتب دون حساب حيث لا رقيب أكاديمي يفند لغته بقواعدها ومفاهيمها وجمالياتها ولا حسيب يمكن أن يحاسبه لذلك يجب تسليط الضوء على لإيجابيات والسلبيات لصفحات الفيس بوك وتوجهاتها ودردشات المسنجر من جهة اللغة وتحت عناوين براقة تحفز على الانهمارات الإبداعية وهي التي تعني بالشأن الأدبي بمختلف مفاصله شعري روائي وقصصي واللغة الفصحى مطلوبة وحكماً باندفاع غيورين على لغتنا الأم. من جانب آخر نرى أن اللغة تتمتع بصفات رائعة تنحو بها نحو الاستقبال والتقبل لكل ما يطرأ على هيكليتها المتينة الصلبة من مستجدات ولا خوف عليها ولا هم يحزنون

 . الأستاذة خرّجت ببعض الاستنتاجات

– اللغة العربية حية بل عالية الحيوية حافظة لأصول اللغة الأم وما يستجد ويدخل عليها من كلمات ومصطلحات غريبة بتناغم وتآلف مدهشين، في الوقت ذاته نستطيع بكل تأكيد وثقة اعتبارها مصادر ينابيع ثرة يتدفق منها نسغ الحياة بتجدد لامتناه، هي لغة متجددة بالاشتقاق والتوالد، هي كائن ولود بشكل لا محدود تأخذ وتعطي تتجدد تتقبل مفردات المصطلحات المرافقة الحديثة بكافة انتماءاتها البشرية.

 اللغة العربية حمالة أوجه ومعان حسب السياقات المختلفة ، مرنة تتقبل المصطلحات، مطواعة لينة متناغمة مع التطور بطل لطف ورقة. لو دققنا في اللهجات المحلية لك حي أو قرية أو منطقة من عالمنا العربي المتداولة بين بني البشر على مواقع التواصل لرأينا الفصحى تطل برأسها بكل حذق ومهارة منحوتة مقصوصة معجونة بتوابل ونكهات أبناء اللغة الأم الذين هجروها ردحاً طويلاً من الزمن منضوين تحت لواء مجموعات مستقلة عنها تماماً فرضها الانتماء الثقافي للمناخات الجغرافية والطبيعية.

 أرادت الأستاذة أمل إيصال رأيها الشخصي حيث قالت : اللغة العربية الفصحى بخير وصحة وسلامة لديها حصانة ذاتية ومناعة قوية تسمح لها بالاستمرار والخلود وتمكنها من القدرة على التشافي الذاتي وتصحيح ما يعتريها من أعراض مرضية لتزيح الغث السمين الممجوج وتبقى على الجذور اللغوية الصلبة وفروعها الفتية معافاة لا يصيبها تآكل . ختمت الأستاذة أمل محمود علي محاضرتها : ربما سيكون هناك طرق آخر في التصنيف لخلق ما يسمى باللهجة النتية الدارجة التي قد تجمع العرب تحت راية واجدة في مجالات أكثر من أن تعد ويكون هناك قاموس يجمع مفرداتها .

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار