الوحدة 3-11-2020
مركز البحوث الزراعية في اللاذقية مركز بحثي بامتياز وعمله في أبحاثه عن مشاكل القطاع الزراعي وكل بحث يقوم على نقاط رئيسية..
عن عمل المركز التقينا مدير المركز الدكتور محمد سلهب الذي حدثنا عنه بالتالي:
إن المركز يتبع للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية في دمشق حيث يتخصص المركز بالأبحاث التي تقوّم إشكالية البحث والهدف منه واستراتيجيته والنتيجة أو التقنية وإمكانية وتعليم وتطبيق هذه التقنية أو النتيجة على أرض الواقع بما يخدم حل الإشكالية التي انطلقنا منها.
ويستدل على إشكالية واقع القطاع الزراعي من خلال الاحتكاك المباشر مع المزارعين أو المربين أو عن طريق التواصل مع دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في المحافظة، ويضيف د. سلهب بأن هذه الأبحاث توضع ضمن خطة علمية بحثية سنوية باختصاصات مختلفة بعد المصادقة عليها من قبل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية إذ يتم تنفيذ الخطة البحثية من قبل فرق متخصصة (كل فريق بحثي ينفذ أبحاثه وفق جدول زمني محدد) ويتم تنفيذ الأبحاث في مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية من قبل باحثين (حملة شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية) ومساعدين باحثين حملة الماجستير إضافة إلى الفنيين ومهندسين زراعيين ومخبريين ومراقبين وعمال زراعيين)، حيث يصار إلى نقل النتيجة التقنية التي تم الحصول عليها إلى الفنيين والمزارعين والمربين من خلال أنشطة علمية مختلفة (نشرات علمية، ندوات، ورشات عمل، دورات تدريبية، أيام حقلية) وذلك بمشاركة دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة والجامعات والهيئات العلمية المختصة، كذلك تشمل الخطة البحثية السنوية أبحاث طلبة الماجستير والدكتوراه يتم تنفيذها بالتنسيق والتعاون المشترك ما بين باحثي المركز وأساتذة الجامعات والهيئات البحثية الأخرى في مختلفة جامعات القطر.
يوجد في المركز جميع الشعب البحثية المتخصصة ويتبع له خمس محطات وثلاثة مواقع بحثية.
محطة بحوث كسب وهي متخصصة بأبحاث التفاحيات واللوزيات والكرمة والنباتات الطبية والعطرية بمساحة مستثمرة حوالي 150 دونماً، كذلك محطة بحوث ستخيرس المتخصصة بأبحاث الري (طرق، ري، تقنياته) ودراسة الاحتياجات المائية والري التسميدي وحصاد المياه يتبع للمحطة موقعين بحثيين (موقع دبا والصمنديل المتخصص بأبحاث حصاد المياه).
محطة الهنادي متخصصة بتحليل العناصر الكبرى والصغرى في الترب والنباتات والمياه والأسمدة تنفذ فيها أبحاث عديدة ونشاطات ودورات تدريبية تتعلق بالطرق المثلى ولأخذ العينات من التربة وتحليلها في المخبر، كذلك يوجد محطة الصنوبر المتخصصة بالزراعات المحمية والزراعات الحقلية المكشوفة، ومحطة سيانو المتخصصة بأبحاث الحمضيات (أصول وأصناف).
– يتم تنفيذ أبحاث عديدة في مختلفة الاختصاصات، ويتم حالياً تطبيق برنامج إدارة التربة والمياه والإدارة المتكاملة للآفات على الأشجار المثمرة (زيتون، حمضيات، تفاح وغيره)، وذلك بهدف تحقيق منتج جيد كماً ونوعاً بأقل التكاليف مع الحفاظ على سلامة البيئة والإنسان وتحقيق مبدأ التنمية المستدامة في خطوة على طريق الزراعة البيئية من خلال تطبيق التقنيات الحديثة (الزراعة الحافظة، الزراعة العضوية، اختيار الأصل البري البذري والصنف الملائم بمواصفات نوعية، وذلك بعد أن يتم التحضير العلمي للأرض من زراعة ري بالتنقيط والري التكميلي والتسميد العضوي والتسميد الأخضر والتسميد بالكومبوست الناتج عن مخلفات التفاح المصائد الغرمونية التكليس واستخدام المركبات النحاسية التي تعكس نتيجة إيجابية على نمو النبات).
ولكن في ظل التغيرات المناخية الحاصلة وتدهور التربة وتعرضها المستمر للانجراف المائي الناتج عن عمليات الحراثة المتكررة في ظروف الهطولات المطرية الغزيرة ونمو الأعشاب الكثيفة على مدار العام تم تطبيق تقنية الزراعة الحافظة وفق نظم متنوعة على بساتين الأشجار المثمرة (تفاح، دراق، كرمة، نباتات طبية وعطرية) للحد من هذه المشكلات حيث لوحظ بعد أربعة مواسم زراعية تفوق معاملات الزراعة التقليدية وحالياً يتم في محطة بحوث كسب تطبيق تقنية الري بالتنقيط ( GR – منقطات خارجية) على الأشجار المثمرة والري التكميلي على التفاح من أجل رفع كفاءة استخدام المياه وحل مشكلة الإجهاد المائي في الظروف المناخية لكسب خلال شهري تموز وآب تحديداً إضافة إلى تطبيق برنامج الري التسميدي (الآزوتي والبوتاسي) لرفع كفاءة استخدام الأسمدة المعدنية والحد من هدرها في ظل عدم توفرها وارتفاع أسعارها بالإضافة إلى الحد من تلوث المياه الجوفية بعنصر النتريت السام.
كذلك يتم حالياً صناعة الكومبوست من مخلفات التقليم ومخلفات الخل وثمار التفاح المتساقطة قبل نضجها لاستخدامها في تسميد البساتين المزروعة لتحقيق مبدأ إعادة تدوير المخلفات النباتية حيث تم تسميد حوالي 4000 غرسة من الكومبوست المنتج.
ويستمر المركز بإجراء دراسات وأبحاث على أصول وأصناف التفاح والكرمة حيث تم إنشاء مجمع وراثي لأصناف الدراق الإيطالية وحقل لأصول الكرمة ولوحظ تفوق أصناف التفاح (جوبوليه، جرسي ماك، أنا، رويال غالا، إيرلي غولد، ويلثي دبل ريد) على أصناف التفاح الأخرى,
كذلك الكرمة (الفونس- لافليه) على أصناف الكرمة الأخرى من مقاومتها للأمراض والمواصفات الإنتاجية فهي متوافقة بيئياً مع المنطقة الساحلية ومنطقة كسب تحديداً.
وتم إنشاء مجمع وراثي للنباتات الطبية والعطرية والتزيينية من غار وزعتر وعجرم اللافندر وغيره وتم إدخال الوردة الدمشقية من منطقة القلمون إلى كسب لإجراء الأبحاث اللازمة أيضاً يوجد في المركز تخصص تربية دودة القز وإنتاج الحرير في مقر المركز حيث تعد سورية من الدول العريقة في مجال تربية دودة القز وصناعة الحرير ولكن تراجعت بسب اعتماد أساليب تربية الدودة بطريقة تقليدية واستبدال أشجار التوت بأشجار أخرى مما أدى إلى تدهور وضياع سلالة دودة الحرير المحلية المتأقلمة مع الظروف البيئية السائدة في سورية.
وحالياً تتوجه الجهود من الوزارة لإحياء تربية دودة الحرير القز وزراعة أصناف جديدة من أشجار التوت المناسبة لتربية الدودة وذلك لأسباب ومبررات عديدة (بيئية واقتصادية) حيث تعتبر هذه الصناعة من أنظف النشاطات الزراعية من الناحية البيئية وتسهم في تحسين دخل المزارع ونظراً لضرورة تطوير طرائق التربية في سورية والحاجة إلى إنتاج كميات كافية من بيوض هذه الدودة خالية من الأمراض توجهت جهود الباحثين المختصين في المراكز للعمل على دراسة المواصفات والكمية والنوعية تهجين دودة القز المنتشرة في الساحل السوري وذلك بهدف تحسين هذه الدودة بمواصفات إنتاجية جيدة ومتأقلمة مع البيئة، ومن ثم التهجين بين السلالات المنتجة والسلالات الأوربية للحصول على قوة الهجين وزيادة إنتاج الحرير وتحسين نوعيته والعمل على تحسين النظام الغذائي لهذه الدودة عن طريق مستخلصات النباتات والأعشاب المتوفرة في البيئة السورية لزيادة كفاءة التغذية وتحسين إنتاج هذه الحشرة من الحرير كماً ونوعاً،إضافة لوضع برنامج المكافحة المناسبة لها.
وحول تقييم الواقع الحراجي البيئي للمقاسم الحراجية المحروقة وإعادة تأهيلها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لتنفيذ حالة دراسية قابلة للتقييم الحراجي البيئي للواقع الراهن مسقط مياه بللوران بما يشكله من وحدة حرجية بهدف إعداد قواعد بيانات ديناميكية تعطي صورة عامة عن هذا المسقط بما يسمح بوضع خطط متكاملة للإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في إعادة تأهيل المواقع المتضررة بالحرائق ينفذ هذا البحث بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد.
أيضاً هناك العديد من الأبحاث في محطة بحوث ستخيرس بالاشتراك مع كلية الزراعة في مجال علوم التربة والمياه ويوجد أبحاث تطبق في المحطة تتعلق بتأثير تقنيات حصاد المياه على نمو وإنتاج أشجار الزيتون في موقع الصمنديل حيث لوحظ أن معدلات انجراف التربة قد انخفضت وزادت قيم المحتوى الرطوبي للتربة لمعاملات تقنيات حصاد المياه مقارنة مع الشاهد مما انعكس على زيادة نمو وإنتاج أشجار الزيتون في الموقع.
كذلك تقوم محطة بحوث الهنادي بتنفيذ تحليل عينات ترب كيميائياً وميكانيكياً لأبحاث عديدة، إضافة إلى أبحاث عديدة خاصة بالحمضيات تنفذ في محطة سيانو حول دراسة تأثير أصول مختلفة من الحمضيات في مواصفات النمو والإنتاج لأصناف مختلفة ( برتقال- كلمنتين- ساتزوما) ودراسات أخرى تتعلق بالوضع الراهن للحشرات القشرية التي تصيب الحمضيات وأعدائها الحيوية في الساحل السوري.
فضلاً عن أبحاث أخرى تنفذها محطة الصنوبر خاصة بالزراعات المحمية والزراعات الحقلية المكشوفة أما في مجال أبحاث وقاية النبات هناك العديد من الأبحاث الخاصة بأمراض النباتات الفطرية والبكتيرية والفيروسية على مختلف المحاصيل، مثلاً تم تعريف عزلات فيروس تدهور الحمضيات (الترستيزا) في سورية باستخدام بعض النباتات العالة والحشرات الناقلة وهناك أيضاً أبحاث خاصة بالنيماتودا فضلاً عن أبحاث الأعشاب الضارة والأكاروسات وأبحاث اختبار المبيدات إزاء أمراض الخضار والأشجار المثمرة.
الشق الحيواني
فيما يتعلق بالشق فهي عديدة تتركز وفق محورين أساسيين دواجن ومجترات فهناك أبحاث خاصة بالتغذية كذلك أبحاث تتعلق بدراسة استخدام ثمار الحمضيات المتساقطة في تغذية الأبقار، وذلك من خلال عملية سيجة مع قشور الفول السوداني واليوريا حيث لوحظ بتجربة الاستساغة السيلاج بشكل جيد من قبل الأبقار، كذلك لدينا أبحاث تتعلق باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في إنتاج المحاصيل العلفية ودراسات جزيئية قيد التنفيذ لسلالة الجاموس السوري الموجود في الغاب ودراسة جزيئية أخرى لمسببات مرضية تصيب الدواجن والمجترات.. وضمن محور الحراج وإدارة الموارد الطبيعية هناك أبحاث تندرج في الخطة العلمية الفنية السنوية مثل دراسة مدى تأقلم شجرة الجاتروفا للنمو في (ظروف الساحل السوري باللاذقية) دراسة تأثير الموقع الطبوغرافي على بعض خصائص التربة تقييم الواقع الحراجي البيئي للمقاسم الحراجية المحروقة وإعادة تأهيلها وأثر التغيير في استعمالات الأراضي في بعض الخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة إضافة لأبحاث عديدة.
إعادة تأهيل الغابات بعد الحرائق
يقول مدير المركز د. محمد بأنه في ظل الحرائق التي شهدناها صيف هذا العام تم تشكيل فريق مختص من مركز البحوث العلمية الزراعية باللاذقية ومن إدارة بحوث الموارد الطبيعية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ومديرية الحراج في وزارة الزراعة وهيئة الاستشعار عن بعد تم وضع آلية عمل لتحديد نقاط للأراضي المحروقة وإعداد الخرائط وتشكيل قاعدة معطيات متكاملة بهدف إعادة تأهيل هذه الغابات ومنع التعديات، وفيما يتعلق بالأبحاث الخاصة بالمناطق الجافة وشبه الجافة هناك أبحاث مدرجة بالخطة العلمية السنوية تتعلق بتقنيات حصاد المياه وتأثيرها على خواص التربة وكمية ونوعية الانتاج وخاصة إن معدلات الهطل المطري من أكثر الموارد الطبيعية أهمية وخاصة في البيئات الجافة وشبه الجافة وبالتالي تعتبر إدارة مياه الأمطار عن طريق ما يعرف بتقنيات حصاد المياه من الوسائل المتاحة للتصدي لشح المياه وخاصة في ظل ظروف التذبذب المناخي وتعاقب فترات جفاف متتالية أو حدوث تذبذب في كميات الهطول وشدته ومدته، وانطلاقاً من التغيرات المناخية التي تحدث والتي تؤدي أحياناً إلى حدوث تدهور بيئي في بعض المناطق تأتي أهمية تطبيق تقنيات حصاد المياه والتي لا تقتصر فقط على المناطق الجافة وشبه الجافة بل في المناطق الرطبة أيضاً والتي من خلالها يتم توجيه المياه وتخزينها بوسائل مختلفة سواء في خزانات أرضية أو إلى المخزون الجوفي مع المحافظة على التربة من الانجراف وهذا حال تربتنا في موقع الصمنديل.
هذه التقنيات تسمح بحجز وتخزين مياه الأمطار والسيول في فترات سقوطها بطرق تختلف باختلاف الغابة من تجميعها ومعدلات هطولها وإعادة استخدامها عند الحاجة سواء للشرب أو للري التكميلي أو لتغذية المياه الجوفية، إذ تتلخص مكونات نظام حصاد المياه في ثلاثة أجزاء وهي منطقة حجز المياه- وسيلة التخزين- نظام النقل.
وقد تم تنفيذ هذا البحث في موقع الصمنديل (محطة بحوث ستخيرس- مركز بحوث اللاذقية) منطقة استقرار أولى وذلك بهدف المحافظة على التربة من الانجراف وزيادة مخزونها المائي.
تحليل التربة للمزارعين: لدى المركز محطة بحوث الهنادي وهي محطة متخصصة بتحليل العناصر الكبرى والصغرى للترب والنباتات والمياه والأسمدة تنفذ فيها أبحاث عديدة ونشاطات ودورات تدريبية تتعلق بالطرق المثلى لأخذ عينات التربة وتحليلها في المخبر وهناك إقبال من قبل المزارعين لتحليل عينات ترب أراضيهم وخاصة أن سعر تكلفة عينة التربة للمزارع مخفضة جداً ( 3000 ل.س تشمل تحليل كل العناصر التي يحتاجها المزارع من أجل تحديد كمية ونوعية السماد الواجب إضافتها إلى أرضه مما يخفض من الهدر في الأسمدة بشكل كبير).
أميرة منصور