الفنانة نجود اسعيد جعلت (الحجر) ينطق فناً

الوحدة: 26- 10- 2020

 

 

الإبداع هبة من الله لا عمر ولا وقت له بدأت الفنانة التشكيلية نجود اسعيد رحلة شغف وحب كبيرين للرسم منذ عمر الأربع سنوات بتشجيع ودعم من عائلتها؛ وكبرت معها الموهبة بالرغم من عدم وجود أي معاهد أو مختصين لتنمية هذه الموهبة في ذلك الوقت فلم يكن الانترنت شائعاً آنذاك ولم يكن الرسم يأخذ حيِّز اهتمام المجتمع بل كان الرسم مهنة ثانوية مهمشة وهنا برز دور والدها الذي كان له الدور المشجع والداعم في مسيرتها الفنية بشراء مواد الرسم من دفاتر وأقلام وغيرها وعدم معارضتها في رغبتها بممارسة هوايتها….

وبمزيج من التعب والجهد والإصرار أكملت الفنانة نجود مسيرتها الفنية فانتسبت لنقابة الفنانين التشكيليين بطرطوس وأسست مرسمها الخاص بها ونذرت نفسها لتدريس الأطفال وتعليمهم أصول الرسم ؛وشاركت بالعديد من المعارض المشتركة والمعارض الخاصة في محافظات اللاذقية ،طرطوس وجبلة وريفها وشاركت بثلاث ملتقيات رسم زيتي بالهواء الطلق بالإضافة لرسم اللوحات قامت برسم منمنمات صغيرة :الرسم على الصحون الذي لاقى رواجاً لدى نسبة كبيرة من الشباب (الصغار والكبار )محبي التحف الفنية الفريدة من نوعها فرسمت عليها بورتريهات (وجوه أشخاص) ونقوشا ولوحات طبيعة بمناسبة أعياد الميلاد وغيرها من المناسبات بناءً على الطلب فضلاً عن لوحات كثيرة بمواضيع مختلفة.

 

وكواقع الكثيرين من الناس تأثرت بجائحة كورونا التي هددت حياتنا وقيدت واقعنا فرسمت لوحة لعائلة الشهيد وماذا حلّ بها بهذا الوضع الصعب وقد أصبح في كل عائلة شهيد فعبرت عن حال الزوجة التي فقدت زوجها والأولاد الذين فقدوا الأب والسند، والتي ستشارك فيها قريباً بمعرض بمناسبة أعياد تشرين مع نقابة طرطوس .

ورسمت أيضاً على الحجر أشكالاً ورسومات جميلة فجعلت منه تحفة فنية وهذه الفكرة التي كانت اقتراحاً من ابنة أختها المحامية علياء نصور التي دفعتها محبتها للبحر والطبيعة وإيماناً منها بقدرة خالتها الفنانة نجود على جعل الحجر فناً ينطق بأشكال تعبر عن الحب والجمال فساعدتها بإعادة تدوير الحجارة الملقاة على شاطئ البحر فصنعت منها نجود تحفاً فنية وتذكارات بالرسم عليها وزخرفتها وتلوينها الأمر الذي لاقى استحساناً ورواجاً لدى محبي الفن واقتناء القطع المميزة ؛ فهو ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلى مجهود في انتقاء الحجر المناسب لرسم الشكل المطلوب .

ونوّهت علياء بأن الغرض من هذا العمل ليس التسويق والبيع وإنما خلق الفن بأسعار رمزية وإتاحته للجميع ليستمتعوا بمزايا الطبيعة وإعادة تدوير مخلفاتها بتحف فنية في كل بيت.

  رهام حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار