تجارة المعونات ومساعدات انسانية على قارعة الطريق

 الوحدة 25 – 10 – 2020

اختلف التلاميذ على آلية توزيع  قطعة الصابون على ثلاثة، هذه ليست عملية حسابية وإنما حالة عملية على الطلاب تنفيذها في المدرسة بعد أن أرسلت إليهم منظمة اليونيسيف أعداداً كبيرة  من صناديق الصابون على شكل مساعدات تكفي في حال تم توزيعها على جميع الطلاب والمدرسين بمعدل قطعة لكل ومنهم ويزيد ولكن الرؤية الثاقبة لإدارة المدرسة ارتأت أن تعطي لكل ثلاثة طلاب قطعة واحدة ليتقاسموها فيما بينهم وهنا  بهذه المناسبة نزف البشرى لمحبي صابون المعونات أنهم سيجدونها على الأرصفة قريباً.

وبمناسبة الحديث عن المعونات نذكر أنه إن لم يكن  أسبوعياً، يكون ثلاث مرات في الشهر تأتي المعونات والمساعدات لأغلب المدارس ولكن التلاميذ لا يأخذون منها إلا النذر اليسير بعبارة أخرى (من الجمل أذنه) ويشمل ذلك القرطاسية والمواد الغذائية والمعقمات والكمامات فقد حدثتنا إحدى المعلمات ممن راقبن في الامتحانات النهائية والتكميلية وفي أكثر من مدرسة كونها كانت احتياط حيث أكدت أن الكمامات كانت تأتي بشكل يومي بشكل يكفي لجميع الطلاب والمراقبين وتزيد وكذلك عبوات المياه والاكواب الفارغة وزجاجات الكحول والمعقمات ولم يتم توزيع أي من هذه الأشياء ولم تفتح الصناديق لتذهب ببركتها إلى سوق البيع لصالح  رؤساء المراكز ولا نعمم ولكن ننقل ما وصلنا  بكل أمانة.

ولعل ما يؤكد كلامنا ما نراه من انتشار باعة على الأرصفة يبيعون مواداً غذائية مختلفة من الزيت والبرغل والحمص والعدس وغيرها من المواد، والمشترك بينها جميعها أنها تحمل شعارات منظمة الغذاء العالمي وعبارة غير مخصص للبيع.

 

 واللافت أن هذه المواد الغذائية تلقى رواجاً ما بين المواطنين لأنها تباع بأسعار أرخص من مثيلاتها من السلع في الأسواق، لكونها تدخل إلى البلاد بدون رسوم جمركية ولا يتم استيرادها، وإنما هي مساعدات غذائية أممية معفاة من أي ضرائب ورسوم.

وعن كيفية وصولها إلى بسطات الباعة على الأرصفة فقد  أوضح بعضهم أنها تصل إليهم عن طريق وسطاء يقومون بإخراجها من المستودعات وبيعها للتجار والباعة على الأرصفة.

بينما أشار آخرون  أنهم ينتظرون أمام مقرات الجمعية الخيرية التي تقوم بتوزيع هذه المساعدات الغذائية على الأسر المسجلة لديها، ويشترون من الأسرة ما لا تحتاجه من هذه السلع مثل الحمص أو العدس، كما أن هناك أسر تقوم ببيع مخصصاتها بشكل فوري لكونها تحتاج للمال.

تكثر هذه المعروضات في سوق الريجي وفي سوق الجمعة وفي معظم التقاطعات بالقرب من حديقة أبي تمام وبالقرب من سينما أوغاريت وفي ساحة الحمام  وغيرها من الأماكن، وليس هناك من يسأل أو يحاسب أو يتوقف عند هذه الظاهرة سواء من الجمعيات الإنسانية أو الأهلية أو دوريات الرقابة التموينية أو الصحية.

وعن أسعار هذه المواد الغذائية فتبين أنها ارتفعت على الرغم من أنها مساعدات أممية ولا يتم استيرادها، ومع ذلك فإن أسعارها بقيت أقل من أسعار الأسواق بفوارق متفاوتة، فمثلاً سعر ليتر زيت دوار الشمس من المساعدات الغذائية هو 3500 ليرة سورية، فيما سعره في المحلات التجارية يصل إلى 3900 ليرة سورية، وسعر كيلو الحمص 1000 ليرة سورية، وسعره في الأسواق قد وصل إلى 1500 ليرة سورية.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار