الوحدة 25-10-2020
فنانة محترفة طموحة تعشق المسرح وبالأخص مسرح الطفل، صالت وجالت على خشبات المسرح في أعمال خلاقة ومتميزة لا تهملها الذاكرة.
إحدى رهاناتها الفنية للمرحلة المقبلة التطلع نحو واقع أكثر تطوراً ومواكبة لحاجات الناس واستيعاب مشكلاتهم بفن لغته الجمال والحب والإبداع.
حاورناها وهي مثقلة بالأفكار والهموم الفنية التي لا تبارح خيالاتها وتأملاتها من أجل فن سوري معافى يتوق للقمة لإثبات ريادته في الخلق والإبداع في أرجاء المعمورة وطرحت عليها سيل من الأسئلة التي تناقش جوانب من واقع الفن الحالي أجابت عليها بروح الشفافية ودقة التصويب إنها الفنانة ريم نبيعة.
– الفنانة ريم نبيعة الغنية عن التعريف لما أنتِ مقلة في الظهور التلفزيوني؟
ريم نبيعة (لينا نبيعة) دبلوم تربية، عضو في نقابة الفنانين، موظفة بصفة فنانة في مديرية المسارح والموسيقا رصيدي من الأعمال المسرحية ما يقارب 25عملاً مسرحياً، مدرسة مسرحية لأطفال جمعية (أرسم حلمي الفنية)، لي مشاركتان في السينما وعدة مشاركات تلفزيونية عملت كمخرج مساعد ومساعد مخرج في بعض الأعمال المسرحية.
كانت لي عدة مشاركات تلفزيونية ولكنها لم ترتقِ للأدوار الأساسية والسبب الرئيسي هو غياب المعايير والأسس الناظمة للعمل الدرامي في بلدنا واعتماد الشللية والمحسوبيات في أي عمل تلفزيوني وغياب دور نقابة الفنانين في خلق عمل لأبناء النقابة حيث الأدوار حكر على النقيب ورؤساء الفروع في المحافظات إضافة لانشغالي بالعمل المسرحي الذي يحتاج لوقت وجهد مضاعف وهذا تقصير مني فالعطل من الطرفين ربما.
– في ظل ترشيحات النقابة السورية ما هو رأيك مما حدث، وما الرسالة التي توجهينها للنقابة؟
كثر الكلام واللغط في ما يخص انتخابات النقابة وأي إضافة مني لن تفيدنا بأي جديد، وأنا كفنانة وبرأيي الشخصي لا تعنيني الأسماء من يكون نقيباً وكيف يكون، ما يعنيني ماذا سيقدم لي هذا النقيب في مجال عملي و كيف سيوفر فرص العمل للفنانين ويحميهم من الجوع والمرض وللأسف حتى اللحظة لا شيء ملموس في عمل النقابة سوى الخطابات والوعود الوهمية، ورسالتي هي (افعلوا نصف ما تتكلمون ونحن لكم من الشاكرين).
– ماهي علاقتك بالمسرح، حدّثينا عنها، وبالأخص مسرح الطفل؟
المسرح وطني الصغير وعندما أغادره أغادر ذاتي، من يعمل على خشبته ويتنفس عبقه يدرك جيداً العلاقة الروحية التي تربطه بأبي الفنون، المسرح روح والروح لا تموت، أما بالنسبة لمسرح الطفل فله في قلبي الحصة الأكبر، فأي عمل مسرحي موجه للأطفال يتطلب مني جهد ثلاثي الأبعاد، أنا أمثل كما يشعر ويحب الطفل على خشبة المسرح أنا طفلة أكثر من الطفل ذاته والنتائج المباشرة التي أحصدها في نهاية العرض هي بمثابة اختبار حقيقي في كل مرة أقدم فيها عمل للأطفال.
– من خلال نشاطاتك للأطفال وتعليمك لهم، كيف تنظرين للجيل الجديد، وهل تسمحي لأبنائك دخولهم الوسط الفني؟
للعمل مع الأطفال نكهة وطعم خاص فكيف إذا كان العمل في مجال المسرح وعلى الرغم من وجود صعوبات بما يخص انعدام ثقافة المسرح لدى الأغلبية فأنا أبدأ معهم من الصفر بكل شيء ويكون للجانب التربوي جزء مهم من صلب عملي ويجب العمل مع هذا الجيل على جميع المجالات فآثار الحرب تركت في نفوسهم شيء مفقود ربما نرممه بالمسرح والرسم والموسيقا ونعمم هذه الثقافة بدلًا من ثقافة القتل التي ترعرعوا على أحداثها.
بالنسبة لأولادي حقيقة أنا لا أستطيع أنا أقرر عنهم ولهم حرية الاختيار على أن أنصحهم وحسب وهم يعرفون جيدًا الصعوبات التي أعانيها أنا ووالدهم في مجال الفن لكن أرغب أنا يعيشوا حياة أكثر سعادة وهدوء من حياتنا الفنية.
– لماذا الفنانة ريم نبيعة لم تأخذ حقها بالشكل المطلوب أدوار بطولة مطلقة أم أن هناك من يتقصد غيابك؟
أتوقع أني أجبت عن هذا السؤال ومن وجهة نظر فنية ليس حجم الدور هو من يصنع نجماً، ربما بمشهد صغير جداً تثبت حضورك وألقك.
– لماذا لم تغادري سورية وخاصة أن فرص العمل في الخارج متاحة؟
دون أي مبالغة أنا حقيقة لا أجد نفسي خارج حدود وطني ربما الأسباب مجهولة ولكن هذا شعوري الحقيقي فمن خرج كان هدفه مادي بحت وأنا المال بالنسبة لي وسيلة وليس غايتي جمع أموال، ربما مرة واحدة شعرت بالضعف وتمنيت الهجرة بسبب سوء الأحوال النفسية عند أولادي.
– إلى أي مدى أنتِ جريئة، وحدثينا عن علاقتك بالكاميرا؟
أنا جريئة بمقدار ما يتطلب مني الدور فالجرأة لا تعني المشاهد الحميمية بل أن تؤدي الدور بكل تفاصيله، أنا ممثلة مسرح وهذا يعني لدي خبرة كافية تجعلني أقف أمام الكاميرا بكل ثقة وعفوية فمقابلة الجمهور وجهًا لوجه على المسرح أصعب بكثير من الوقوف أمام الكاميرا وهي جزء بسيط جداً من جمهور المسرح.
– هل سبق وأن ندمتِ على عمل أو علاقة صداقة في الوسط الفني، وأخبرينا عن كتابتك وكما نعلم أنك تنشرين مقالات؟
أنا بالأساس مقلّة بعلاقاتي إن كان من داخل الوسط الفني أو خارجه، فوقتي لا يسمح لي قد أحتاج لأكثر من 24ساعة لأنهي عملي بإتقان لهذا لم ولن أندم على علاقات ليست موجودة أساساً فأنا أتبادل مع الجميع الاحترام وعلاقتي بهم لا تتخطى خشبة المسرح والكل يعلم أني أعبر عن رأيي بكل صراحة حتى وإن كانت مؤلمة، أما الكتابة فهي جزء من حياة أخرى أعيشها ضمن حياتي المعتادة هي نافذة تطل على روحي وعلى عوالم خاصة جدًا بي وبدأت منذ أربع سنوات بالنشر في جريدة البعث بتشجيع من الكاتبة سلوى عباس والآن أكتب في مجلة البعث المحدثة من فترة قصيرة فأنا أكتب لأحيا.
– لو تدخلنا في حياتك الخاصة ما علاقتك بالأسرة؟
أنا متزوجة من الفنان والمخرج فايز صبوح وعندي حمزة وشام وكما ذكرت سابقاً لا أستطيع أن أقوم بأي عمل إن لم يكن صادقاً وبإتقان كامل فكيف إذا كان ما أقوم به هي الأمومة فلا أساوم على سعادة أسرتي فهي دائماً في المقام الأول وكل شيء يأتي لاحقاً، فأنا لم أصنع أسرة لأعاقبها وأقتص منها بل وجدتها لنحيا سوياً حياة تشاركية جميلة.
– هل سبب قلة أدوارك ونشاطك الدرامي تواجدك في اللاذقية بعيداً عن العاصمة؟
ربما، فالبعيد عن العين بعيد عن القلب، وباعتقادي أنه سبب أساسي بعد الحرب وليس قبلها، فلقد عرضت علي عدّة أدوار لكني رفضتها بسبب السفر حيث كانت الأمور سيئة بسبب الحرب لكني العام الماضي شاركت بأكثر من حلقة في مسلسل للأطفال (حكايا العم حمدان) وهو يعرض الآن على الفضائية السورية، دائماً فرص العمل لأبناء المحافظات أقل بكثير من سكان العاصمة.
– ماهي أخر تحضيراتك الفنية وما هو الجديد القادم؟
منذ أقل من عشرة أيام أنهيت عرضي المسرحي (بذرة الإجاص) ومن يومين أنهيت تصوير دوري في فيلم قصير بعنوان (عندما تغرب الشمس) إخراج مجد قاسم، وأنا وأطفال جمعية أرسم حلمي الفنية نتابع تحضيراتنا لمهرجان أرسم حلمي السنوي.
– كلمة أخيرة
أنا بنت الوسط الصحفي وأشعر بغيرة كبيرة عليه وفرط محبة تجاه أي نجاح يخص أي صحفي فيه، لنعمل بصدق ولتكن الجريدة منبراً حراً وسلطة رابعة بكل ما للكلمة من معنى، شكراً من القلب.
وسيم نصر عليا