العدد: 9303
الأحد: 3-3-2019
يظن كثيرون أن الفساد هو آفة العصر الكبرى، وأنه العامل الأساسي في تردي حياة الشعوب، وعدم تحقيق تطلعاتها في مختلف المجالات بما فيها الرياضة، وتحديداً كرة القدم التي بقيت تحتل المركز الأول من حيث الشعبية والمتابعة والمتعة.
في حالتنا تبدو الأمور مركبة إلى حد يختلط فيه الحابل بالنابل، ولا ندري إن كان الفساد هو الآفة الكبرى، فالعوامل متعددة لتردي أوضاعنا الرياضية، لكن الجهل سيد هذه العوامل ودرة تاجها.
قد لا نملك أي وثيقة تدين اتحاد كرة القدم بالفساد (قد)، ولكننا نملك ألف دليل على جهل طاقم عمله، وفشلهم الذريع، وقلة معرفتهم بأبسط التفاصيل، إلى حد باتت فيه أخطاؤهم تراكم بعضها وتتصدر المشهد العام من دون أن يستطيعوا تقديم عذر أو مبرر لطريقة أدائهم التعيس، وحتى إن حاولوا لن يسعفهم الوقت، فمع كل شروق شمس يصدرون لنا عيباً جديداً، ومع كل غروب شمس يزيدون الطين بلة والكرة السورية علة.
أقرب مثال لتخبط هذا الاتحاد وضياعه في غياهب الجهل كان قبل أيام، عندما أصدر المضبطة الاتهامية بحق أندية جبلة والساحل وتشرين، فغرم تشرين مالياً، وحرم جمهوري جبلة والساحل من حضوره لقائهما (المفترض أنه جرى يوم أمس)، وأمعن في حرمان جمهور الساحل أيضاً من حضور لقائه القادم على أرضه.
بالقانون أولاً:
كلنا نعلم أن اتحاد كرة القدم أصدر بلاغاً مع انطلاق مرحلة الإياب من الدوري الممتاز ينص على إلغاء كافة الإنذارات والعقوبات الصادرة عنه بحق اللاعبين والإداريين والأندية، وإلغاء كافة العقوبات المالية أيضاً.
هذا البلاغ يعني أننا عدنا إلى نقطة الصفر، وكل ما هو سابق لتاريخه قد ألغي، وكأنه لم يكن، أي أن الوصول إلى عقوبة حرمان الجماهير من الحضور يجب أن يمر بمراحل عدة تشمل العديد من الإنذارات والتنبيهات قبل أن يتخذ الاتحاد قرار الحرمان، أليس كذلك يا جهابذة (الكرة)؟.
ما شهدناه في حالتي الساحل وجبلة يخالف تماما روح البلاغ الاتحادي، فالاتحاد بنى قراراه على تنبيهات وإنذارات سابقة للبلاغ، فكانت العقوبة مباشرة هي الحرمان من أجمل ما تنتجه مباريات كرة القدم في العالم.
نوايا غير سليمة
إذا تجاوزنا الشكل ودخلنا إلى عمق القرار الأخير للاتحاد الفذ، سنجد أنه انتظر أكثر من عشرة أيام كي يعلم نادي جبلة بأنهم محروم من جماهيره في لقاء الساحل، فالعقوبة بنيت على تقرير لقاء جبلة وتشرين في يوم الخامس عشر من الشهر الماضي، في حين علمت إدارة نادي جبلة وجماهيرها بفحوى القرار يوم الأربعاء الماضي أي بعد أحد عشر يوما من تاريخ اللقاء الذي أدى إلى العقوبة، فأين كانت اللجنة المشرفة على الدوري؟، ولماذا (نيمت) الأمر كل هذه المدة؟، أليس السبب هو فرض الأمر الواقع وعدم إتاحة الفرصة لمن يريد أن يعترض؟،والسؤال الأهم، لماذا رحلت المباراة بين جبلة والساحل إلى يوم السبت بدلاً من الجمعة؟، أليس في الأمر ما يدعو للاستغراب والاستنكار، (والقرف) من عمل هذا الاتحاد؟.
لماذا عوقب الساحل بهذه القسوة؟
هكذا ومن دون سابق إنذار قرر اتحاد الكرة حرمان نادي الساحل من جماهيره في لقائه القادم مع النواعير، (ليلحس) الاتحاد توقيعه في خمس مناسبات على اعتبار جمهور الساحل مثالياً في مرحلة الذهاب، وهنا من حق إدارة ناي الساحل وجماهيره أن يصابوا بالدهشة، وأن يشككوا في غايات مبطنة لاتحاد الكرة عندما قرر إنزال هذه العقوبة القاسية بناديهم، فكل بلاغات اتحاد الدباس في مرحلة الإياب لم تشهد عقوبة واحدة لجماهير نادي الساحل، ومن عوقب فقط هو مدير الفريق قبل أن يعود الاتحاد ويخفف من عقوبته.
بالله عليكم ماذا تفعلون؟، قولوا لنا إن كان موسم المحاباة قد بدأ، وإن كان قراركم بإيقاف مسيرة بعض الأندية لحساب أندية أخرى قد اتخذ، فما يصدر عنكم يثير الريبة، ويؤكد أن جهلكم تفوح منه روائح الفساد أيضا، فالفاسد أحيانا يغشي على أبصار عارفيه بقليل من العمل الجيد، ولكنكم بهذا الجهل وعدم الاكتراث بالآخرين، ترمون بجميع أوراقكم، وتكشفون أنفسكم للأعمى قبل البصير.
وكي لا ننسى سبب خروج جماهير الساحل عن النص، نسألكم:
هل راجعتم شريط لقاء الساحل مع الاتحاد؟، وهل رأيتم ماذا فعل حكم الراية في ثلاث حالات متتالية؟، ألا تدعو تصرفات الحكم المساعد إلى الجنون، والخروج عن النص؟، أم أن أخطاء حكامكم، ومحاولاتهم لتجيير النتائج حسب أهوائهم لا يجب أن تقابل بردة فعل من جمهور يرى فريقه متجها نحو الفوز، وهناك من يسعى لإحباطه.
يثبت القابعون تحت قبة الفيحاء بأن وجودهم على رأس اتحاد الكرة لن يجلب لكرتنا سوى الويلات، وإن كان الواقع معهم سوداوياً، فإن المستقبل سيكون كارثياً، ولا حياة لمن تنادي.
غيث حسن