أعمارنا وتأشيرة الهوى

الوحدة 21-10-2020

يطوي السندباد كعاشق دروب الهوى، يقطع – كصاحب بينلوبي- بحار المؤامرات والدسائس والأهوال ومخاطر السفر القسري باتجاه الأمان، يمتطي أمواج الغربة، يعتليها مثل خيال وخيل، يدخل بوابة الميناء العتيق، يصرخ في أذن الليل وأهدابه:

واوجعاه!

وجع مسافات الارتحال خلف سراب الوهم، قد سئمت الترحال، وآنَ أن أسند الرأس إلى جذع شجرة حاكورتنا الكهلة، أقصّ على مسامع جنّ الغابة أهوال الركض الممض باتجاه الأحلام الخلبية، المزيفة في حكايا ألف ليلة وليالي عثر متعبة.

أصرخ: أيها الحارس ميناء قلبها، لا تفتح الباب لغيري، وحدي أنا من يملك جواز الولوج إلى عشقها، طمأنينتي وتأشيرة الدخول.

×××

العمر يجري، عطش أنا، كل الخطا ملح، إلى نبعك الزلال، يروي حقلي الترابي، ذات ظمأ مقيم كسمرته، كلونه..

أجيء إليك، تجيئين إلي، لا فرق.. هو عمرنا، شوق يغرينا، من الأحلام يدنينا أو كاجتراح الكوابيس في عتمة الكآبات، في غفلة من ابتسامات النور في الوجوه التي نسيت أبجدية البهجة، واقتراف الفرح في ذا الزمن الموارب من أيامنا، سنواتنا، ولحظاتنا الهاربة من روزنامة عمرنا.. ما أقساك أيتها الأيام، مثل امرأة لا تعرف الحب، أو أنها لم تذقه.. كم قاسية أنت! أيطاوعك الفؤاد، في الحلم أغراني طيفك كسراب بقيعة هربت إليك، مددت ذراعي، ناشدتك: تعالي نحتوِ بعضنا، لكأنما الهناءة تسرقنا إليها، ونحن كصغار وزغب الطير لا ندري.

تعالي، أصافحك، أحضنك، أيتها القريبة البعيدة، هاتي ذراعيك، هل مازال فيهما بقية من دفء أيامنا المنصرمة؟

اسرعي.. لا تتمهلي، الخريف يزحف نحو غابة عمرنا!

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار