ولا الّليل بمنجلٍ

الوحدة 20-10-2020  

 

آه لتلك الرّيح الّتي تهبّ مع أنفاس الحبيب فتوقظ أحلامي وتُعيد الدّفء إلى قلبي فتبثّ فيه الحياة وقد يبس عودها.

آه لتلك الرّيح الّتي تزيح عتمة الّليل فيُشرق فجرُ عينيكِ لتُحلّق العصافير في سماء أحلامي حاملة أطياف الحبّ ونبض القلب فيشرد حلمٌ ويتوه طيرٌ ويبقى السّفر والتّرحال عنوان حبّي,  وأنتِ ما أنتِ تبقين على عهدي بكِ , وأسأل نفسي أتُراكِ غربة السّفر أم أنّكِ برقٌ واعدٌ لمّا يفِ بوعده وقد سافر والغيابَ وبقيتِ وحدَكِ طيَّ أجفاني الحالمات ؟ , أبحثُ عنكِ في صباحات الغيم المسافر والنّدى المتناثر فأراكِ تحطّين على فمي ندًى مبعثراً فتورقُ شفاه الحبّ, وأرى أناملَكِ تُداعبُ فميَ المُندّى فأتوه بين الضّفاف وأرى نفسي مستقرّاً على الشّفة الّلمياء.

آه لتلك الرّيح الّتي تُخاصمني بين الخصام والخصام وأجدُ نفسي ما بين الوجيب والنّحيب وأبقى وحيداً في منفى الدّروب لا نديم لي إلا الجرح أرطّبه بالدّمع وأنتِ, وحيداً أسير ثمّ أجلس وأسير ثمّ أجلس وأتوه في حيرتي لا أعرف ما أنا فاعل غير أنّي أُسلم نفسي للتّعب فأجد نفسي قد جلستُ غير قادرٍ على المسير فأجلس على رصيفٍ تاركاً جرحي ينزف أيّامه المُرّة يلبس عباءة الحزن متدثّراً بالجمر , وأنظر إلى ليلي لأرى نفسي غريباً بلا ليل وأُنادي الّليل: ألا انجلِ بصبحٍ آتٍ من عينيها ولكن نداءاتي لا تجد بعض صدى وأراها تتوه في غيب المدى فلا الصّبح بآتٍ ولا الّليل بمنجلٍ.

نعيم علي ميّا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار