الوحدة : 15-10-2020
رغم المحن التي تمرّ بها سورية إلاّ أننا نحاول أن يظلّ الأدب والشعر واحة نتفيأ في ظلالها… بهذه الكلمات الرائعة استهلّت الأديبة مناة الخير الظهريّة الشعريّة التي أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية وقد ضمّت مجموعة من الشعراء الذين قدّموا نتاجهم الأدبي عبر قصائد متنوعة المضامين والأفكار… “الوحدة” حضرت هذا النشاط الأدبي والبداية كانت مع د. ريم هلال وهي أستاذة في الأدب العربي لديها مجموعة من المطبوعات تتنوع بين الشعر والنثر والسيرة الذاتية… لها أسلوبها الشفيف في كتابة الشعر وقراءته يجعلها تدخل إلى قلوب سامعيها وقد قدمت في هذه الظهرية قصيدتين مع مقدمة لكل منهما تشير إلى المناسبة التي قيلت القصيدة لأجلها.. القصيدة الأولى حملت عنوان: أم أحمد وقد قالت في مقدمتها: كانت أم أحمد تعمل في بيتنا وفي بيوت أخرى مساعدة في تنظيف البيوت وكنا كلما سألناها فيما إذا كان بإمكانها أن تأتي يوماً ما.. في ساعة ما… لا يمكن أن تعطينا إجابة واضحة دقيقة لا يمكن أن تقول نعم أو لا… دائمة إجابة متأرجحة ما بين هذا وذاك وقد سألناها ذات يوم لماذا إجاباتك هكذا؟ قالت: أنا لا أدري ربما في طريقي تدهسني سيارة لا أستطيع أن أعطي إجابة قاطعة.. وحقاً (أم أحمد) لم ترحل عن عالمنا إلاّ بحادث سير ومن القصيدة اخترنا ما يلي:
أما صادفت أم أحمد وهي تكتسي جليد الصباح
لتسابق الشروق إلى البيوت
أما ألفيتها وهي تتكئ إلى ظلها
لتلمع البلاط والسقوف
أما رأفت بعينيها وهي تديرهما عبر النعاس
لتساءل النجم عن بابها
أما تسللت إلى حلمها لتلمحها طفلة في عيد
تنادم المراجيح والطيور
أما القصيدة الثانية فهي بعنوان: (غاضبة) وهي قصيدة هجائية كتبتها الشاعرة وصاغتها في السويعة الأولى من هجوم إسرائيل على غزة ومنها اقتطفنا الآتي:
قبيحة كل لحظة إسرائيل
دنسةٌ أنتِ
غابة من أبالسة
قطيع من عفاريت
محمية نمور جائعة
سرب من سمك القرش
ليتني زلزال لأهدمك
ليتني طوفان لأمحوك
المشاركة الثانية في هذه الظهرية للشاعر عاطف صقر وهو كاتب قصة وسيناريو، عازف موسيقي وناقد، حاز على العديد من الجوائز على مجموعات قصصية كتبها نذكر منها: (ترقية)، (الحاجز الأخير)، (مسلوس باشا) ولديه ديوان شعر بعنوان: (صوت المطر)، كتب عشرات المقالات في الصحف والدوريات تمثلت مشاركته بثلاث قصائد هي على التوالي: (أقرئك السلام)، (القافلة) وهي قصيدة صوفية وجدانية، و(أباميسٍ) ومن الأولى اخترنا ما يلي:
كذبَ الهديلُ، وضلّ فيه الأوّلونْ
تاهوا من الظن المبطن في اليقينْ
واستمطرت زرقاءُ من أهدابها
خرزاً وأحجية ورصداً للعيون
وترجّلت عن غيظها
أرجوزة الرمل الحكيم
ومن (القافلة) اخترنا المقطع التالي:
يا بلبلاً صدحت بسيرته السواقي والمراسي والأقاحْ
يا شاعراً سكب الهوى بجنونه عذباً قراحْ
وأتمّ خلق قصيدة في ستةٍ ثم استراحْ
وختام الظهرية مع الصحفي الشاعر مرهج محمد الذي لم تستطع الصحافة أن تقصيه عن عالم الشعر وقد ألقى مجموعة من القصائد الحديثة حاول منها أن يصور أشجان وآلام وآمال الناس وأوضاعهم ورصد همومهم وهي قصائد تفعيلة نثر وخواطر وقصائد موزونة، حاول الشاعر أن يكون مختصراً معتمداً على التكثيف في الصورة والرؤى والمعاني وتنوّع بين المتخيّل والواقع بشكل عفوي وقد قرأ مقاطع من قصيدة كتبها عندما كان عمره خمسة عشر عاماً وهي بعنوان: (رثاء غابة الأرز) ومنها اخترنا:
طوباك رسمك في شفاف فؤادي
ياغابة الآمال والأمجاد
صبّوا عليك النارَ في أحقادهم
يا ليت صبّوها على الأحقادِ
لو كانت العبرات تطفئها إذنْ
لبكت طيور الدوح ملءَ الوادي
ولقد عشقتك في رياض بنفسجٍ
دوّنت في أوراق ميلادي
ومن قصيدة أخرى اخترنا ما يلي:
هذا زمن يبذل فيه كرام الوجه السمح الماء
هذا زمن يتحير فيه الحلماء
هذا زمن لا يخجل فيه العاقل أن يستهدي المجنون
ندى كمال سلوم