قمصان الرماد

الوحدة : 15-10-2020

ها أنت ذا توشك أن ينفطر قلبك، أن تبوح للسماء، للحجر، لنؤي الدار، للساقية، للرمال، للظلال وأفياء الشجر تباريحك الموجعة ونشيجك الناري..

موجعة تباريحك.. موجوعة روحك.. يصعد النبض ومثله القصيدة جبال المجاز، جبال الملح، تتعثر بالحفر، عباراتنا قتيلة تقصير الأبجدية، وقد اكتنفها اهتراء الحروف، بعثرة الأصوات، والمفردات يخنق انطلاقتها حبل الملل يرفعها، يشنقها، يعدمها شنقاً حتى الموت، يحولها عدماً وقمصاناً من رماد…

لكنما القصيدة العنقاء تكشف عن ساق جمالها الممرد وتعلن: إن الاسرار قاب رفع إلى الفضاء أو اللا فضاء وما بعده أو أدنى، إلى انبعاثات الأجنة في بذور الحياة في أرض الشوق وسهوب الحزن واحتراق النبض عند قارعة الوتين..

ثمة احتشاء للمعاني في عيوننا المتقرحة.. توجع قلب العاشق.. ينبري الشاعر يمرر أوكسجين الحياة وأكسير الأمل لتولد القصيدة الخضراء من جديد..

×××

في زمن المستحيلات، وتحقيق الأماني والرؤى، ما أحلاها أحلامنا، تراودنا عن آلامنا، أحزاننا.. خيباتنا.. وحرائقنا.. تقد قميص النهر المطر.. البحر.. يكشف عن موج يتلوه موج.. يقد قمصان أمنياتنا الموجوعة.. يشف عن طبقات الألم في دهاليز النفس يحاكي أطلال الخراب.. لكنه يعد بصبح أخضر جميل…

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار