العلاقات الاجتماعية.. هل من (صدمة) تضبطها؟

الوحدة 8 – 10 – 2020

 

الكلّ يجمع على أنّ علاقاتنا الاجتماعية انحرفت (سلبياً) بشكل خطير، والكلّ يتحدث عن خطر ذلك، ويضع نفسه خارج دائرة المسؤولية!

وحتى لا نغرق في العموميات، سنحصر إشارتنا السريعة في بعض العلاقات (الريفية)، والتي كانت تشكّل (نظاماً اجتماعياً واقتصادياً) متطوراً، لكنها بكل اسف اندثرت، وجرفت معها الكثير من الإيجابيات..

نحن الآن في شهر تشرين الأول، هو شهر قطاف الزيتون، وأول ما يخطر على البال، ونحن نذكر هذه الشجرة المباركة، هو تلك اللقاءات التي كانت تتحلّق حول مائدة طعام تحت أكبر شجرات الحقل لتتسع للجميع الذين تسابقوا للمساعدة قبل أن تداهم الأمطار الغزيرة المزارعين ويصعب معها جني محصولهم..

التعاون في قطاف الزيتون لم يكن بحاجة لدعوة، كان صاحب الرض يجد في حقله عدد من الجيران والأقارب الذين سبقوه تلقائياً، ممن ليس لديهم مواسم، والله يبارك بـ (الكترة)، وخير مثل هذه (الجمعات) كان يصيب الجميع، لأنه وأثناء الموسم سيتم توزيع الزيتون بلونيه الأخضر والسود على من ليس لديه، وستصل حصص الزيت إلى كل محتاج…

وتخفيفاً عن صاحب (الرزق)، والذي ربما لم يحسب حساب ذلك، كانت كل أسرة راغبة بالمساعدة تأخذ معها (زوادتها)، وبيدون ماء الشرب، والأواني التي ستجمع بها هذا الموسم المبارك، وحتى الحمير من أجل المساعدة في نقل المحصول إلى المعصرة..

في هذه الأيام تتراوح أجرة العامل بين 05- 10) آلاف ليرة في اليوم الواحد، أو بالحصّة (ربع المحصول أو ثلثه وأحياناً نصفه)..

يقول (الختايرة) إن شجرة الزيتون تمتلك مشاعر، وأنّها تحبّ من يحبها، ولذلك فإنها تضنّ هذه الأيام معظم الأعوام، ولم تعد (قطعية الزيت) كما كانت في الماضي، والسبب أننا كجيل لم نعطِ هذه الشجرة ما تستحقه من رعاية واهتمام وحبّ..

لم تقتصر هذه التغيرات (السلبية) على موسم الزيتون وطقوسه، ولكن بدل التباكي على ايام مضت، هل نفكّر كيف نستعيد بعض نفحاتها، ونحن بأمس الحاجة إلى هذا التعاضد في ظروف معيشية قاسية للغاية!؟

ميسم زيزفون

تصفح المزيد..
آخر الأخبار