لا يهمّ أن أكون النصف!

الوحدة 8 – 10 – 2020

 

حمل ديوان (لا يهم أن أكون النصف) للشاعرة زينب حيدر عنوان إحدى قصائدها الموجودة في الديوان، وتقول زينب بأن حكاية النصف أننا لا نملك الحق في خيارات كثيرة من حياتنا، ممكن أن نكون سبب ذلك، وممكن أن يلعب القدر لعبته، فإن استسلمنا تكون الخسارة نتيجة محتمة، وإما أن نصنع من هذا النصف الذي حصلنا عليه الكل الذي يرضي قناعتنا، بل نكمله بالعطاء والمحبة، هكذا ارتأيت، وهكذا جاء  العنوان ليكمل إحساسي.

 وأشارت أن الديوان يتألف من ٨٨ صفحة حملت ومضات جاءت دون عناوين لأني لا أحب أن اعنون اي منها، أحبها هكذا خفيفة على الروح والقلب، وعن رأيها بالشعر قالت: هناك شعراء الشعر لهم وسيلةُ تعبير لا غير، وبما أن موضوع الذين يستخدمون الشعرَ وسيلةً للتعبير عنه سيئ، فإن أي قصيدة مهما كانت براعتها الوزنية اللفظية والإيقاعية، تبقى سيئة عاجزة عن الذهاب أبعد من مضمونها الذي جاءت لخدمته، فثمة شاعر ينام في قصيدته فيغفو معه القراء، وثمة قصيدة تعيش ألف عام، بلا نوم، أيضاً الإمساك باللحظة الشعرية الراهنة عمل متقن وصعب، يقتضي إرهاف الحواس جميعاً لإيقاع الحياة الدائرة فينا وحولنا من خلال اللغة والاستعارة الشعرية من  كافة نواحي وجوانب حياتنا اليومية  فلكل شيء لغة، واللغة هنا تتجاوز مفهوم التقليد والقاموس لتندرج في سيميولوجيا الإشارة العلامة وبمقدار ما هي اللحظة الشعرية لحظة إشارية برقية وحسية إلا أنها أيضاً إشارة في الروح، والشعراء حسب شيلر هم حفظة الطبيعة، تلك هي رسالتهم وجوهرهم الأصيل وواجب الشعر أن يعطي للإنسانية أكمل تعبير ممكن عنها بغير ذلك لا يمكن أن يسموا شعراء على الإطلاق، لأن ذلك واجبهم الطبيعي الذي لا يمكن أن يغفلوه وهو الذي يعبر عن ضرورة باطنية يشعرون بها في نفوسهم هذه هي ماهية الشعر وجوهره، إذا نظرنا إلى الشعراء اليوم من منظور الإنسانية سنكتشف هوة سحيقة بينهم وبين ماهية الشعر ولا نجد سوى نتف من احساسات نصف فيزيولوجية لا شكل لها، أما المتلقي أو المتذوق كما تريدين أسوء حالاً لأنه ضحية القوة المفرطة المفروضة على المجتمع والتي لا تنتج غير أيديولوجيا موبوءة تعود وتعكس الفن السابق على شكل هذيانات متكررة.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار