نبض الثقافة

العدد: 9303

الأحد: 3-3-2019

 

 

إذا كان هناك من ثروة في بلد من البلدان لا تنفذ ولا تنضب، لاشك هي المعرفة، هي الثقافة بجناحيها الروحي والمادي، المدنية والحضارة بأبعادها الإنسانية الراقية وفي تسلسلها التاريخي وتقدّمها المعرفي.
خبر الثقافة البشرية، خبر لا ينضب وجوده على مدى العصور، فكل عمل فني وإنتاج إنساني راق يخدم الإنسان روحياً كان أم مادياً هو جزء من الثقافة وجانب من جوانبها المتعددة وهو إغناء للكنز الثقافي مضافاً إلى أفضل ما في التراث الوطني لكل بلد، ومكرساً للإبداعات الجديدة في مختلف المجالات.
وأحد وجوه الثقافة الراقية تبقى الصداقة وفن التواصل والتعامل مع الآخر واحد من مجالات الثقافة اللامادي، والتبادل الثقافي والمعرفي متعدد الميادين أيضاً، وفي السياسة والاقتصاد والفن وأنواع العلوم الأخرى.
في الوقت الراهن وفي هذه الأيام المريرة التي تواجهها الأمة في النضال والتضحية والصمود لإثبات الوجود والانتماء الوطني وتحقيق العزة والكرامة، يكون الطابع الثقافي هو الغطاء الروحي للشعب، تلك السمة التي يتميز بها شعبنا وبالآثار التي تتكشف عنها أرضنا وإنسانها وإبداعه وصموده الذي أدهش العالم أجمع وما تزخر به حياته بما قدّم ماضياً ويكمله حاضراً، برغم كل محاولات الاستلاب الثقافي والفكري والحضاري التي انهالت عليه ومورست وتمارس ضدنا، وكل محاولات السرقة والنهب والحصار والقهر والاعتداء..
ما دامت النهضة تتكامل في شمولية البناء، وفي القدرة على العطاء الخلاق والإبداع في كافة الميادين سيتحقق النصر وتحبط المؤامرات، ويتحقق المستقبل الواعد المشرق لبناء الوطن، رافعاً شعار الثقافة للجميع وفي خدمة الجميع.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار