الوحدة 6-10-2020
نداء علي، شابة بمقتبل العمر، أحبت الرسم منذ الطفولة، ومارست موهبتها، وصقلتها إلى جانب دراستها في كلية الهندسة الزراعية في جامعة تشرين، فتعلمت على يد الأستاذ عبد الله خدام في مركز الفنون التشكيلية مبادئ وأساسيات الرسم، وتأثرت بنصائحه في صقل موهبتها، خطوة بخطوة، فضلاُ عن دعم وتشجيع الأساتذة محمد هدله وعبد الناصر الشعال اللذين وثقا بقدراتها، فشاركت نداء بالمعرض السنوي لطلاب الفنون التشكيلية، والآن بدأت العمل لتحقق طموحها بإقامة معرض خاص بها.
رسمت نداء لوحات عدة متفاوتة في الحجم، تجسد أفكاراً مختلفة، اعتمدت فيها البساطة والفكرة الهادفة الواضحة، ولكن لا يخلو الأمر من إبراز مهارتها وبراعتها، فوضعت لها بصمة بكل لوحة وهي فن الماندالا (أحد الفنون التي تميزت بها منطقة التيبت، كما يعد من أكثر الفنون تفرداً وروعة، هو عبارة عن أشكال هندسية أو عشوائية متكررة بنظام داخل دوائر تتوسع، وفي الأصل هو عبارة عن طقس ديني للهندوس والبوذيين للتعبير عن أصل الكون الميتافيزيقي، وساعدت في التنقية والشفاء) معتمدةً الألوان الزيتية والمائية والإكريليك بتدرجات الألوان المختلفة المليئة بالطاقة والحيوية لتعطي جمالية للوحاتها، فرسمت لوحات بسيطة للطبيعة ولوحات ذات أفكار عامة واضحة مبتعدة عن التعقيد في الفكرة، وإنما بالرسم المعقد المزخرف كلوحة شرفة (باريسية) ذات الطابع الفرنسي لفتاة تقف على نافذة شرفتها بثيابها البسيطة ولكن بأسلوب نداء الخاص مستخدمة الألوان النافرة الملونة المتناغمة واعتمدت في لوحة (كف الحسد) كف مريم على رسم الماندالا في زخارف معقدة بداخل الكف وخلفية بسيطة بلون واحد وهو الأزرق (لإبعاد الحسد) إيماناً بقوته في رد العين الحسود بلوحة بمنتهى الجمال، كما رسمت لوحة عن المجتمع الأنثوي تضم نساء مختلفات عرقياً وطائفياً وتخللها الماندالا في الخلف بتناغم، وابتعدت نداء عن رسم الوجوه كغاية باللوحة إيماناً منها أن الرسام يضع في لوحاته شيئاً من نظرته الجمالية للأشخاص الذين يعرفهم ولذلك هي تحب رسم وجوه أشخاص تعرفهم، وهذا ما يميز رسم الرسام للوجوه والأشخاص عن الكاميرا، فالرسام يضع شيئاً من روح الشخص باللوحة وإن لم يكن يعرفه فستكون الرؤية غير واضحة والصورة ناقصة تقتصر على الشكل الخارجي فقط. وكسائر الناس تأثرت نداء بواقع الكورونا الذي نعيشه والذي قيد خروجها وعملها ودراستها لكنها عبرت بفنها عن تصورها للواقع بلوحة ذات نظرة مستقبلية لدكتورة تبعد الكمامة عن أنفها وفمها معلنةً انتهاء الكورونا واهتمت فيها بتفاصيل اليد والكمامة والفم وتركت اللباس بسيطاً، وعلى الرغم من الغلاء الذي نعيشه وارتفاع الأسعار نداء تجعل الرسم أحد أولوياتها وتتخلى لأجله عن أشياء أخرى ثانوية فغرفتها المتواضعة التي جعلت منها مرسماً وغرفةً للدراسة علقت في زواياها لوحاتها وأحلامها بدعم من الأهل وحاولت في عدة لوحات دمج هوايتها باختصاصها بلوحات بسيطة وجميلة. هكذا حاربت نداء (الكورونا) برسم لوحات الأمل وشقت طريقها نحو حلمها فلنكن نحن أيضاً متفائلون ولنبحث عن الأمل في زوايا حياتنا ولنرسمها بريشة الفرح والألوان الزاهية.
رهام حبيب