الوحدة : 4-10-2020
عظيم هو اتساع مجازك، لا تدركه أذرع الأسطر والصفحات، يتأبى على مدى الفضاء الممكن واللا ممكن لمعجم الحياة وأبهة المفردات، يأخذنا يرمينا في جب القصيدة، عمقها، قعرها بانتظار أن يلتقطنا سيارة اللغة، فنعود إلى رشدنا…
×××
أذيبيني كما الحروف وأصوات تأوهاتها على شفتيك، تتشهى النوم، البناء والإعراب بين أسرة الكلمات..
أيا أنت، أفيضي علي شبيه نهر فك قيده، اجتاح مدن الشوق وتلال ملح عطشي إليك.
أطفئي مرجل الأيام الخوالي تدور مثل مطحنة على نهر الحب، أعيديني إليها بقطاف من عنب النوال، لا تتركي ضفافي، قد تصحرت مني شفاه الصراخ بصمت الوجع..
أنا يا عشق قصيدي يغتالني الوقت آلاف المرات كل يوم حين أكتبك في القصيدة، تائق إليك أنا إلى مواعيدك واللقاءات، خائف من ازدحام الشعراء في أسواق الشعر تحت قباب ذي المجاز، وسفسطة الأوصاف والتشابيه ووهم الاستعارات، أتوق إليك يحلو بك هواي، ومعك سهري، أذيبيني على محيط شفتيك حروف اسم، كلام نثر، غناء شعر، لا تأبهي لعلامة تعجب من عذول، أو إشارة استفهام من واش يكيد لنا كيد الحاقدين..
×××
لأجلك سأصعد جبال القصيدة، وأسكن قمر الكلام، أمتطي استطالات الخيال، وأعلن وعلى وقع ارتعاشات القلب إنك الدرب إلى المجرة، وما خلاك نجوم ، تهرب، تغيب، تحتجب كالضمائر المستترة خلف الأفعال، والأقوال والنيات والأسماء، وحين تظهرين يشرق كل مستتر، حتى ضمائر الوهم، فأنت وأبجديتك واحد، فالحاضر أنت وضمير المتكلم مسبوقاً بوقاية نون أقسمت تقيك من انحراف المتعدي، وتنازع حركات الحروف وشجارها، تقيك من كل شيء سوى السقوط في مهواة الهوى والغرق في بحار الحب أو الصعود إلى ملكوت المجاز..
خالد عارف حاج عثمان