الأديب والباحث محمد مروان مراد.. توثيق الحقائق العلمية للأطفال بلغة علمية مشوقة

الوحدة 1-10-2020

 

على الرغم من ندرة الأعمال الأدبية الموجهة للأطفال والتي تتضمن موضوعات علمية أو تنتهج منهجاً علمياً تقدم فيه المعارف بلغة تواكب التطور والحداثة وبمصطلحات تلامس التقدم التقني والمعلوماتي في حياتنا المعاصرة، إلا أن بعض الاستثناءات تخرج من هذه الندرة من خلال بعض الكتب أو السلاسل الأدبية ذات المنحى العلمي والإطار المعرفي الذي يقدم لأطفالنا الإجابة عن الكثير من الأسئلة التي يطرحونها في البيت أو المدرسة وغيرها من الأماكن.. وبالتالي يشبع فضولهم وبحثهم الدائم عن الإجابات المقنعة عن واقعهم وما يحيط بهم ، إذ لا يوجد ما هو أكثر بهجة من نظرة الدهشة في عيني طفل يكتشف شيئاً جديداً أو يشاهد تجربة جديدة أو عندما يتلقى إجابة وافية عن سؤال يؤرق خياله الفضولي.

 

جريدة (الوحدة) وعبر هذه السطور تلقي الضوء على نتاج الأديب والباحث محمد مروان مراد الذي اختار هذا النوع من الأدب والذي يوثق في سلسلة متكاملة مجموعة من الحقائق العلمية الحديثة ويؤرخ في أرشيفها تاريخ كوكبة من العلماء والمخترعين الذين خدموا البشرية باكتشافاتهم وإسهاماتهم، عن سيرته الذاتية قال الأديب والباحث محمد مروان مراد في لقاء سابق معه: نشأت في بيئة أدبية في حي سوق ساروجة الدمشقي، جدي لأبي كان شاعراً، ووالدي كان لديه مكتبة ضخمة جداً، وكانت هوايتي منذ الصغر التسلل إليها ومطالعة ما احتوته من كتب – خاصة سير المؤلفين – ونشرت وأنا طالب في المدرسة الابتدائية في مجلات (العندليب) و(الطفل) وأول مؤلف لي للأطفال كان بعنوان (حكاية عين الحياة) وقد فازت بالجائزة الأولى لقصة الطفل العربي في أبو ظبي، كما فازت قصة حكاية (الوردة التي لا تذبل) بجائزة في الصين، لي ثلاثة كتب للأطفال بعنوان (حيوانات المروج والغابات، أعلام الكشف والاختراع، العلماء العرب), وفي الحقيقة بدأت كتابتي للأطفال عندما بدأت أتلمس أن الطفل بحاجة لعناية خاصة في التوجه إليه، وأؤكد أن الكتابة للطفل أصعب من الكتابة للكبار وأنه لابد لمن يريد الكتابة للطفل أن يتحقق في كتاباته عدد من الشروط أولها: أن تكون المواضيع تربوية وواقعية بحيث تهذب نفسيته وتهيئه لمواجهة المجتمع والحياة، والشرط الثاني أن تكون الكتابة في مستوى فهم الطفل لغوياً وتعبيرياً، أما الشرط الثالث فأن تكون الكتابة مشوقة وممتعة.

وعن مؤلفاته الأخرى للطفل قال: حرصت على الكتابة عن مصطلحات يعيشها الطفل وقمت بتفسيرها له وتفسير معناها، إضافة لمجموعة سلسلة (أنا مبتكر)، ولا بد من الإشارة إلى أنني قمت بإعداد مسابقات علمية للأطفال لمجلة أسامة، وهذه المسابقات كانت تعرف الأطفال بالاختراعات والعلماء وغيرهم.

وفي كتابه (أعلام الكشف والاختراع) قدم الأديب والباحث محمد مروان مراد حكايات العلماء الخالدين الذين استحقوا تقدير العالم وتكريمه من خلال توثيق السيرة الذاتية للمخترعين وأهم إنجازاتهم في المجالات الآتية: الفلك والفضاء – المواصلات والاتصال – الفيزياء والكيمياء – الطب والصحة.

 

 وقد جاء في تقديمه للكتاب: أتاح التقدم العلمي المعاصر للإنسان، نهضة شاملة في كل مجالات الحياة، وقد تم ذلك بجهود العشرات من الباحثين، الذين أمضوا سنوات في البحث والعمل حتى قدمّوا منجزات باهرة ذللّت المصاعب وجعلت الحياة أكثر راحة وأمناً ورخاء، كما حظي العالم منذ بواكير الثورة الصناعية في القرن الخامس عشر بعشرات المنجزات، قدّمها العلماء في الشرق والغرب، فاحتفظ التاريخ بأسمائهم وأعمالهم في سجله الذهبي باعتزاز، ولا شكَّ أنَّ من حق هؤلاء العلماء أن نتعرف على سيرهم وخطواتهم على طريق الإبداع والابتكار، وهو ما نقدّمه في هذا الإصدار ليكون تحية تقدير لكل من أسهم في إضاءة عالمنا بالمعارف الجديدة، ويسّر لنا حياة أفضل نحن على خطاهم مجدّدين ومتابعين مسيرة الرقي والتقدم في سائر مجالات الحياة.

 أما في بحثه (منجزات الثورة التقنية الالكترونية المعاصرة) فقد دون تاريخ هذه الثورة وروادها من العلماء والمخترعين بلغة علمية مبسطة وتعابير تلائم العصر الحديث وتقنياته الرائدة حيث قال: لا يمكن لمن يتابع منجزات الثورة التقنية المعاصرة، إلا أن يتوقف مذهولاً، وثمراتها تتوالى أمام عينيه كل لحظة، وتغمر العالم بعطائها السخي من نتاج الفكر العلمي، مبتكرات بالمئات تذلل المصاعب وتيسّر الحياة، وتفتح للإنسانية أبواب المعرفة الواسعة إلى آفاق التقدم والرفاهية.. ويستطيع الباحث أن يعرض وجوهاً متألّقة لتلك المنجزات التقنية التي حفلت بها مسيرة العلم الحديث في ميادين الطب والعلوم والتجهيزات الحديثة، ولكنه يبقى محيّراً حين يهمّ بترتيب تلك المنجزات في سلّم الأوليات، لأن كل ابتكار علمي جدير بأن يحتل درجة الأسبقية بين سائر التقنيات الباهرة.

وقد قدم الأديب والباحث محمد مروان مراد في هذا البحث لائحة لأهم أعلام الحقبة الزاهرة من عصر المعلوماتية الحديث وروّاد التقدم العلمي الذين قدّموا للإنسانية نتاج معارفهم الذكية، وجعلوا الحياة أكثر راحة ورفاهية ومنهم: ستيف جوبز، العبقرية الفذّة على ذروة عالم المعلوماتية الرحيب وسيرغي براين ولورنس بايج، عمالقة ميدان الانترنت وجيمس راسيل، رائد تسجيل وتخزين البيانات في القرص المرن ومارك زوكربيرغ – المنتدى العلمي للتواصل الاجتماعي – ويوجين بولي، مخترع التحكم بالتلفزيون عن بعد وغيرهم من العلماء والمخترعين العظماء.

 بقي للقول: توصي الدراسات التربوية بأنه: من المهم أن نزرع شغف المعرفة في الطفل منذ البداية، وهو سيتابع البحث بمفرده فقط إذا زرعنا بداخله ما يكفي من الشغف، يمكننا دائماً استثمار البيئة من حولنا، وتحويلها إلى بيئة تعليمية، عن طريق تشجيع الطفل على التفكير في الظواهر من حوله، وهذه دعوة لكم أعزائي الأطفال – للرجوع إلى هذه المراجع العلمية المبسطة لغة ومضموناً للتزود من معارفها وبناء ركيزة هامة من المعلومات التي تفيدكم في مسيرتكم الدراسية والحياتية – مثلها مثل الانترنت الذي بات مصدراً غنياً للمعلومات والتجارب، فهناك الكثير من المحتوى المجاني المتاح لتقديم العلوم بشكل مبسط للأطفال بأيسر السبل والوسائل.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار