الوحدة : 27-9-2020
هي الخطوات نفسها في الحياة ، سواء أو على ركن يمسح جبين الأحداث، ينقيها ويعود يرويها بلسان حال الأيام ، لا يهمّ العد في هذه الخطوات إنما ما تحمله من مكامن للروح فيها ببوحها وشفافيتها . هو ذا المسرح راوي حكايا الروح عبر العصور، لم تهدأ خطواته قط لأن نبضه نبض تلك المساحات التي نسير عليها ، وسيبقى لوقعها صدى يلامس الجرح وشغاف القلب وللمسرح السوري في تاريخه تلك الحكايا وذاك الصدى القوي الذي مازال يطرق بوابات العيش في تبادلية بين الجدران والنوافذ التي تطل، وأناسها الذين يملؤون الأمكنة بوحاً (بذرة الإجاص) مسرحية تعادل الحدث الذي نعيش، بأحداثه وشخوصه، فيه يحترم الراوي عقل المتلقي للتتمازج الصور بين الحقيقة والحقيقة . على مسرح دار الأسد باللاذقية تعرض مسرحية ( بذرة الإجاص) وهي من تأليف د. حمدي موصللي ومن إخراج الفنان فايز صبوح مع مجموعة الفنانين المسرحيين الذين جسدوا أدوارهم بتقنية عالية حيث جسد الأدوار الفنان نبيل مريش و ريم نبيعة ومحمود كعيد. و محمد أبو طه و. مصطفى جانودي و مجد عمران و كان للمخرج صبوح دور في العمل.
يبدأ العرض بدخول فرقة فنية تقدم أهازيج ورقصات جميلة وفروض الطاعة لجلالة الملك الذي يبدو عليه الانشراح ( وقام بالدور الفنان نبيل مريش) . ويخرجون بخفة ليبقى الملك مع الوزيرة و قائد الحرس و خازن بيت المال ويتساءل عن اسباب عدم تبسم رعيته . تقترح الوزيرة إحضار اللص الذي تم إلقاء القبض عليه في السوق بتهمة السرقة, وأنه سيكون مبتسماً، عندما يحضر الدرويش ” اللص” ينفي حالة السرقة وأنه شاهد مقصاً صدئاً في الطريق وعند التقاطه اتهم بالسرقة . لايصدقه الملك ويحكم عليه بالشنق ويعد قائد الحرس أن من نباهة رجاله أنهم ألقوا القبض على السارق فوراً، في السجن تخطر ببال الدرويش حيلة جميلة ،حيث يطلب مقابلة الملك ، ويعد السجان بثروة صغيرة يخبئها في مكان إن أتاح له مقابلة الملك .وطمعا بالمال يقدم السجان الدرويش للملك. ،الذي يقول إنه ليس هو من حكم عليه بالشنق بل “القانون” وأمام العرض الذي يقدمه( اللص – الدرويش) للملك. وهو: أنه يحتفظ ببذرة إجاص ستنبت ثماراً من ذهب إن زرعها من كان بلا أخطاء ونظيف اليد لم يرتش أو يظلم وانه اي الدرويش لاتتوفر فيه هذه الشروط وأنه يرى في جلالة الملك هذه المواصفات،يفرح الملك لكنه بعد صمت يرتبك يتذكر أن ليس بلا أخطاء ، ويطلب من الوزيرة الصادقة والوفية أن تزرع البذرة وتؤتيه بثمرة واحدة كتذكار، ترتبك الوزيرة وتعتذر فهي قد ارتكبت الكثير من الأخطاء وكذلك يفعل قائد الحرس وخازن بيت المال ، يقرر الملك إعطاء البذرة للدرويش ،وصدقه أنه لم يكن يقصد السرقة . وبأمر بسجن الحاشية ، وإن تفتح الخزائن للشعب . – في منشور ” بوستر” المسرحية ورد في كلمة وزارة الثقافة ” يظل المسرح أمل المستقبل، إن متعة المسرح الخالدة في عصر تكنولوجيا السينما و التلفزيون هي قدرته على مس شغاف القلوب ببساطة، وتحقيق اثر فكري ينحفر عميقاً في الوجدان.” أما المخرج فائز صبوح فقد ذكر في نهاية العرض المسرحي : “إنها محاولة لإدخال جرعة فرح معجونة بنكهة الثقافة والفكر على أرواح اطفالنا في خضم حالة الوجع واللااستقرار الذي سببته الحرب الكونية علينا. إضافة لجائحة كورونا التي خلقت حالة تباعد وهزت عرش التعليم” . المؤلف حمدي موصللي فيعتبر إن المسرح جامع لسائر الفنون الأدبية ، والمسرح لايمكن أن ينمو بعيداً عن المؤسسة ، والاستهداء بنصوص مسرحية مترجمة ، قد تتقاطع مع همومنا لكنها لاتحمل خصائصه. في نهاية العرض كلن لنا وقفة مع أحد صانعي العرض ، الفنانة المتميزة ريم نبيعة فباحت لنا :
٨- إذا كان المسرح أبو الفنون ، كيف تقيمين التجربة المسرحية السورية بشكل عام ، ومع بذرة الإجاص بشكل خاص ؟ ١- كيف بدأت فكرة العمل ؟
ج-1 من خلال القراءات العديدة لعدة نصوص مسرحية وقع الاختيار من قبل المخرج فايز صبوح على نص ” بذرة الإجاص” للكاتب الدكتور حمدي موصلي وتم اختيار الشخصيات بعناية واخترت أنا للعب شخصية الوزيرة وأنا منذ القراءة الاولى للنص أعجبت بهذه الشخصية. ٢- ماذا تقول ( بذرة الإجاص ) في هذا العمل ؟
ج-2 بذرة الإجاص تطرح مواضيع جداً حساسة نعيشها هذه الأيام بجدارة وهي الغش والفساد والرشوة التي أنهكت كاهل الشعب السوري. ٣- ما هو عدد الفنانين المشاركين ؟ ج-3 نبيل مريش ..ريم نبيعة ..مصطفى جانودي..محمد كعيد..مجد عمران..حمزة صبوح وأخرون. ٤
– كيف تمت التحضيرات للعمل ، وكم استغرقت البروفات من وقت ؟
ج٤- هناك خطة لأي عمل مسرحي فهي تبدأ ببروفات طاولة لمدة شهر تقريباً ثم انتقلنا إلى الحركة على خشبة المسرح ورسم ميزانسيه العمل والسينغرافية بشكل نهائي للعرض المسرحي وقد اخذ منا وقت تقريبا ثلاثة شهور.
٥- ماذا تقولين عن دورك في ( بذرة الإجاص) ؟.
دور الوزيرة هو بالأصل مكتوب لرجل ولكن رؤية المخرج جعلته يوكل لي هذا الدور وفعلاً حاولت أن أستفيد من هذا وقدمت الشخصية الأنثوية بطريقة ذكورية أي أنثى مسترجلة كما يقولون بالعامية ..هي شخصية مركبة ممتعة رغم قوتها وروح الاحتيال التي تسكنها ..حقيقة أنا مستمتعة جدا بأدائها. وأغلب الجمهور بدأ يتداول كلمة ” مولاااااي ” التي استخدمتها جداً بالعرض.
٦- كيف تقيمين العمل الإخراجي المسرحي للفنان فايز صبوح ؟
ج٦- في الحقيقة شهادتي مجروحة بالفنان فايز صبوح مخرج العمل كوني زوجته ..ولكن أستطيع أن أقول بأن ما يميزه عن غيره بدون الدخول بقصص الإخراج. .هو روحه المرحة وأسلوبه السلس مع الممثلين في إدارة البروفة وإعطاء المعلومة.
٧- من قام بفنية الاضاءة والديكور في هذا العمل ، وكيف تقيمينها ؟
بالتأكيد الديكور والموسيقا والأزياء والإضاءة هم من ركائز العرض المسرحي وبالتالي سيكونوا من صلب مقولة النص ..وتم العمل على هذا الأساس فالديكور تصميم وتنفيذ الفنان والنحات ماهر علاء الدين والأزياء التي لفتت نظر الجمهور كثيراً كانت من تصميم الفنانة التشكيلية هيام سلمان والإضاءة تصميم وتنفيذ جميل شانا.
٨- في زمن من الأزمات والضغوط والحاجة ، كيف كان إقبال الجمهور على المسرح ؟
ج ٨- هذا ما تحدثت عنه طويلاً وشكرت أنا والمخرج كل يوم عرض الجمهور العظيم الذي لم يتغيب عن عروضنا رغم وابل الأزمات التي نمر بها ..من أزمة بينزين و وباء كورونا وغلاء معيشة ..الخ. الجمهور هو بطل العرض بلا أي منازع ..ترفع له القبعة آلاف المرات .
٩- إذا كان المسرح أبو الفنون ، كيف تقيمين المسرح السوري حاليا بشكل عام ، ومع بذرة الإجاص بشكل خاص ؟
-قلت ومازلت أقول لن يكون المسرح بمنأى عن الجو العام السيئ الذي نعيشه فطالما نحن لسنا بخير ،فهذا سينعكس على باقي مناحي الحياة ومنها المسرح ..أبو الفنون يعاني فقراً متقعاً هو وأبناؤه وهذا له دور كبير بخفض السوية رغم الكم الجيد في إنتاج العروض المسرحية ..وما تحدثت عنه ساري على بذرة الإجاص وغيرها من العروض .
سلمى حلوم