الوحدة 23-9-2020
هي الأيّامُ تُلاحق ذاكرتي, لا تنفكُّ عن مُطاردتها, فتقف الأيّام في طرقاتها, وأقفُ في مُنعرجات الخُطا والحبّ, وأنا المُتأمّلُ دربَ خُطاكِ فيحرقني وجدٌ أذوب فيه ويصطليني, كما يسقيني دمعٌ فتنبتُ الآهات وتكبر, وألبسُ ثوبَ الحزنِ, وألوكُ تاريخ أوجاعي وآلام اشتياقي, وأمضي ما بين وجع اغترابي وأنين مساءاتي.
تلك الّتي غادرت عيني ولمّا تزل في القلب عالقةً, وكأنّي .. بل إنّي بلا عينين, بلا ضوءٍ يُنير دربي, ألا يا حبيبةَ عمري ما أجملكِ وأنتِ تردّينَ لي ما سرقته الأيّام منّي!
أعودُ بأيّامي إلى زمنٍ يتآخى فيه الحزن والأرق وأصير إلى سهدٍ ودمعٍ , فتصير الذّكرى ملح أوجاعي ولهيب آهاتي, وأصير إلى سهدٍ يُساهر الّليل بلا قنديل, وأعود بها الأيّام إلى وقتٍ أحتطبه فأمضي في متاهاتي وأغصُّ بالثّواني فتَشْرُقُ في تفاصيل عمري , وأبحثُ في ليلٍ غادرته المصابيح وانطفأت قناديل العشّاق فيه, فأراكِ نجمةً وكلُّ النّجوم أنتِ , وأنتِ شهقةُ الفجر وتاريخ ميلادي وأنتِ خفق وريدي ونبض قلبي, وأنتِ درب الدّم في شراييني, فأُنادي أيّامي : يا تلكَ الّتي تآخت وأوجاعي وكانت عنوان نهداتي وتهيامي, وأقول: وداعاً فقد انتهى تاريخ الأوجاع بميلاد وعد الصّبح وحلاوة الّلقاء , فها هو الصّبح قد انبلج وعادت إلى القلب خفقته, فأنتِ – يا سيّدتي – الحبّ النّابت في قلبي وأنتِ قنديل حياتي, وأنتِ الدّرب والعنوان , وكلّ الدروب بلا نهاية لطالما أنتِ معي يا حبيبة عمري , وهكذا أكون إذا ما فارقتني حبيبة عمري تردّدني الأيّام وتُسميّني حكاية بلا عنوان
نعيم علي ميّا