الوحدة 23-9-2020
حسناء عبد الفتاح كردية، أديبة سورية من مواليد مدينة اللاذقية، درست الهندسة الإلكترونية في جامعة تشرين، ولها مشاركات شعرية وقصصية عبر العديد من المهرجانات، عضو في ملتقى أوتار الأدبي، ولها إصداران قصصيان، الأول بعنوان (القلم لا يكتب وحده)، والثاني بعنوان (عامٌ من الزّنبق)، صادران عن ديوان العرب للنشر والتوزيع في مصر، عبّرت عن مسيرتها الأدبية بقولها: بعد التحديق في عيون الحياة نغدو أناساً آخرين، تتحول أجساد بعضنا بكاملها إلى آذان صاغية يطربها حفيف الورق، فتبث أقلامهم على عاجه صور الأحلام الطائفة في مضاجع الحالمين، ولأنني ساحلية المنبت، دمشقية الهوى، زرعت القصيد ياسميناً في صدري، فللياسمين مثل الأحلام قلوب وأجنحة وسفر، ها أنا ذا كلما كتبتُ حرفاً جديداً وجدّتُ فيه أحد أجزائي التَّائهة، وما زلتُ أبحث عنّي، وفي الختام أتحفتنا بإحدى قصائدها إذ تقول :
شجن هل من ملاذٍ يحتوي قلبي
إذا ما الشّوق أضرم في الفؤاد فتيلَهْ
أنا لست منقطع الرَّجاء
وإنَّما في عزلةٍ والحزن صار نهيله
إنّي لذو عينٍ تجود بدمعها
ترثي لمحزون الغياب عليله
وأدَ الوفاءُ ضلال أمر سلوه
غاب الحبيب فما ارتضى تبديله
لو أنّ أشلاء الضلوع تبعثرت
لسرت إليه وأوثقتْ تكبيله
دار الزّمان ولم يزل في بينِه
والسّمع يهفو راجياً ترتيله
حتّى إذا همس المحبُّ بصوته
سكن الحمام مرجِّحاً توكيله
وإذ النّسوم بلطفها قد قرَّبت
من وجنتيه فتشتهي تقبيله
فتألَّقت شمس الصَّباح وأطرَقت
ترنو لمولود الضِّياء سليله
لا يُسأل المشتاق عن أوجاعه
كان السُّكوت درايةً وفضيلة
إن جادلوك فقل لهم
هذا الهوى شمس الهدى إذ أوْقدَت قنديله
هي نجمةٌ ببريقها فرأيتُني
في ليل تيهٍ قد أضعتُ دليله
د. رفيف هلال