مستودع الأسرار

الوحدة 3-9-2020

يطولُ الّليلُ وأنتِ بعيدةٌ, وكم يَطيبُ لي السّهر وأنتِ معي, أيا حبّةَ القلب الّتي تسألني: تُراهُ هل تاه القلب عن دربه ومسراه؟ تُراه هل تاه عن خفق وريده في ليلٍ داجٍ؟ وأُجيبها والقلب ليس بخافقٍ إلاّ بحبّها, والعين ليست بباصرة إلاّ مرآها ومحيّاها, أيا حبّةَ القلب إنّك عروس النّور, وعطر الصّباح الّذي به يستنشق الورد أولى أنفاسه, بل أنتِ الضّحى الّذي يحطّ على الأهداب في سكرتها, وأنت بهجتي الّتي حفرَتْ لنفسها موطناً في مُهجتي, فكنتِ ربيعاً يتجدّد في خلايا جسدي.

ما أحلاكِ وأنتِ وعد الّلقاء ونور الصّباح! وما أحلاكِ وأنتِ البسملة على الشّفاه في الدّعاء في الخشوع وفي الصلاة, وأنتِ صلاتي وعيناكِ محرابي, وإنّي أصلّي لتلك العينين الّلتين اختصرتا الّليل والنّهار فاجتمعا.

أيا حبيبة العمر انظري كيف خاصمني النّوم وهجرني بعد أنْ كنتُ أغفو على زنديكِ وأرى الحبّ ملك يدي, وأعرف أنّ الحبّ عادةٌ وحياةٌ وأنا الّذي اعتاد أنْ يحيا بقرب الّتي وهبتي الحياة.

أيا حبيبة عمري وأنا المسافر على جناح الغيم الّذي كان لكِ قبّعةً في الحلّ والتّرحال, أسأله أين لي أنْ أوزّع نظراتي الّتي لا تملّ رؤيتها, فبتُّ كمَن يبحث في ليله عن النّهار وفي نهاره عن الّليل, فأيّامي عمرٌ مشلوحٌ على كتف الشّوق والأماني.

فيا أيُّها الّليلُ خذني معك حين تُسافر وحين تغادر وحين تهاجر, فحبيبة عمري تختبئ وأحلامَ الّليالي, وأنتَ ملاذي, وأنتَ خلاصي, وأنتَ أنتَ يا ليلُ … حبّي, مناجاتي, عشقي, وأنتَ مستودع الأسرار.

نعيم علي ميّا

         

تصفح المزيد..
آخر الأخبار