الوحدة 3-9-2020
شارفت العطلة الاستثنائية للعام الدراسي السابق على الانتهاء بعد قرار وزارة التربية بتمديدها حتى منتصف شهر أيلول الحالي، ومع نهايتها لا بد من وقفة مع ما تم إنجازه فيها تعليمياً وتربوياً خاصة فيما يتعلق بالمواد الدراسية التي تم فقدان جزء كبير من محتواها التعليمي وأنشطتها المتممة لها بسبب الحجر الصحي وما رافقه من إجراءات وقائية، فالعطلة التي تم الإعلان عنها من قبل وزارة التربية بتعطيل المدارس كانت نوعاً من الوقاية والحماية منعاً لانتقال الفيروس والمساهمة في منع انتشار الوباء والوقوف في وجهه، لكن مع قرار العودة للمدارس ولباقي الفعاليات في المجتمع يبقى الوعي المجتمعي هو الضمان الحقيقي لاستمرار الحياة وعودتها إلى شكلها الطبيعي بشكل تدريجي وحذر, فكيف تستعد الأسر لاستقبال هذا الحدث السنوي بظروفه الاستثنائية؟
الوحدة قامت باستطلاعٍ حول هذه الاستعدادات، فكانت الآراء الآتية:
السيدة جمانة الشيخ، موظفة وأم لثلاثة أطفال قالت: سيعود أطفالنا إلى ذات المدرسة التي تعلموا فيها، ولكنهم في الوقت ذاته، سيعودون إلى مدرسة مختلفة بسبب الظروف الصحية التي تحيط بهم ومن حق الأهل أن يقلقوا بشأن صحة أطفالهم، فالتوتر الذي عشناه خلال الفترة الماضية سيتجلى بشكل أوضح خلال فترة عودتهم إلى مدارسهم، ولا سبيل أمامنا سوى توعية أطفالنا بأساليب النظافة الشخصية ومنحهم المطهرات اللازمة لحمايتهم من أي عدوى قد تصيبهم، ومن الضروري أن نعلمهم العادات الصحية الأساسية التي تحميهم من الإصابة بالأمراض، مثل عدم ملامسة الأسطح الملوثة، والامتناع عن مشاركة الأدوات مع الآخرين، واستخدام المناديل عند السعال أو العطاس، والابتعاد عن الزملاء المرضى.
السيد زياد داوود، موظف وأب لطفلين قال: مخاوف الأهل من ذهاب أبنائهم إلى المدرسة هي الحالة السائدة بين أولياء الأمور تعبيراً عن قلقهم من انتشار فيروس كورونا، وبين الحذر والإقبال تتأرجح درجة القبول من الأهل والأطفال معاً لهذه العودة, والسبيل الوحيد اليوم هو تعليم أطفالنا نظام حياة مختلف، تحديداً في إجراءات النظافة والتعقيم والبعد عن أصدقائهم المقربين – التباعد الاجتماعي – خوفاً من كورونا، صحيح أن كثرة التحذيرات والتخوف من الأهل، يزداد وقعهما على الأطفال، لأنهم من أشد الفئات تأثراً بظروف الجائحة نفسياً، لكن ذلك يتطلب منا نحن الأهل الانتباه لطريقة التعامل مع هذا الواقع المفروض علينا جميعاً.
السيد بسيم نوفل، مدرس رياضيات قال: واجب التدريس للطلاب، هو الأمر الذي سيدفعنا إلى الذهاب إلى المدرسة، لمنح الطلاب حقهم في التعلم، على الرغم من الخوف بسبب تزايد الحالات المصابة بفيروس كورونا.. وقد عممت وزارة التربية بعض القرارات التي تضمن السلامة للكادر الإداري والتدريسي وكذلك الطلبة وأهمها تخفيف العدد في القاعة الدرسية وكذلك الالتزام بالإجراءات التي تضمن الصحة والنظافة العامة في المدرسة ومرافقها، فنحن أمام فيروس خطير لا تفيد معه كل التجهيزات الطبية والاستعدادات الصحية ما لم تقترن بالتصرفات الواعية والمسؤولة باحترام الأنظمة والقواعد الصارمة التي علينا الالتزام بها – كلٌ حسب موقعه – وسنحاول بكل جهدنا العمل بأمانة لتوعية طلبتنا والتعاون معهم للوصول معاً إلى البر الآمن فهم مسؤوليتنا التي تستحق منا حملها بجدارة.
السيدة مانيا زاهر، مرشدة اجتماعية قالت: الدور الآن يقع على عاتق الأهل، في ظل هذه الفترة غير الطبيعية على العالم أجمع، حيث أن تبعات كورونا طالت مختلف القطاعات ومن ضمنها التعليم، لذا على الأهل أن يعودوا إلى اتزانهم وهدوئهم في الحديث عن الواقع التعليمي أمام أبنائهم، حتى لا يؤثر هذا على نفسية الأطفال الذين ينتظرون عامهم الدراسي بترقب، وكي لا ينعكس تخوف الأسرة على استعدادهم وحماسهم للعودة للمدرسة، وأنا أرى بأن الأطفال أصبحوا قادرين على التعامل مع التباعد الاجتماعي وأمور الحماية من العدوى، حيث تم تعليم الأطفال بوسائل مختلفة – كصفحات التواصل الاجتماعي والإعلانات التلفزيونية وغيرها – كيفية حماية أنفسهم، والتعامل مع كورونا، وهذا من شأنه أن يخفف من حدة الأثر النفسي والخوف من العدوى لديهم، ومن النصائح الهامة التي قدمتها الدراسات الطبية لعودة آمنة إلى المدرسة، مجموعة من التوصيات الأساسية للحفاظ على صحة وسلامة أطفالنا نلخصها بما يلي: يعد الصابون والماء من أفضل الطرق للحماية من فيروس كورونا، ولكن معقم اليدين بديل جيد عند التواجد خارجاً، وكذلك وجوب ارتداء الكمامات مع الحفاظ على مسافة كافية بين الطلبة وعدم الخجل من إخبار الزملاء بخطورة المصافحة وعدم مبادلة الأشياء الخاصة حتى مع أقرب الأصدقاء.. والأفضل من هذا كله الالتزام بمراعاة القواعد الصحية التي تكفل سلامة الأشخاص المحيطين خاصة – كبار السن – كالجد أو الجدة، وكذلك يعد الحفاظ على قوة جهاز المناعة والحصول على قسط كاف من النوم، والحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة من الوسائل الأساسية للوقاية من الأمراض خلال العام الدراسي. بقي للقول
بوعينا والتزامنا نحمي مجتمعاتنا وعائلاتنا وأنفسنا، صحيح أن الآراء حول عودة أطفالنا إلى مدارسهم تختلف بين مؤيد ومعارض، فالمؤيد يملك أسبابه التي تتمثل بضرورة عودة الحياة بكافة مرافقها إلى حالتها الطبيعية وكذلك تعويض أطفالنا ما تم فقدانه تعليمياً واجتماعياً، أما من يعارض هذه العودة فله حجته القوية التي تنطلق من قلقه وحرصه على صحته وصحة أطفاله في جو من الازدحام والمشاركة في المقعد أو الباحة أو وسيلة النقل، لكن يبقى الوعي والحذر وتعليم أطفالنا التقيد بقواعد السلامة والصحة هو الدرع الحصين وحزام الأمان الكفيل بنجاح الأهداف المرجوة من عودة طلبتنا إلى بيتهم الثاني وهذه مسؤولية جماعية نعبر من خلالها عن مدى وعينا والتزامنا الصحيح والسليم في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تهدد العالم بأسره… مع التمنيات بالسلامة للكوادر الإدارية والتعليمية ولجميع تلامذتنا وطلبتنا على امتداد ربوع وطننا الحبيب.
فدوى مقوص