العــدد 9302
الخميــــــــس 28 شـــباط 2019
افتتح في الخامس والعشرين من الشهر الجاري أوّل معرض (خريجي كليّة الفنون الجميلة بجامعة تشرين) وذلك في صالة الباسل للمعارض التابعة لفرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية، الذي قام بالدعوة لهذا المعرض وكانت أوّل ثمرة تعاون مميزة بين كليّة الفنون الجميلة وفرع الاتحاد، ضمَّ المعرض /49/ عملاً منّوعاً بمعدل عمل واحد لكل خريج، زيّنت صالة المعرض وتمحورت أغلبها عن الإنسان والإنسانية بمضامين وأساليب مختلفة عكست مكنونات ودواخل ومهارات الخريجين، التي تفادت بمستواها الفني إن كان بالأفكار والطروحات وطريقة تجسيدها في العمل أم من ناحية التكنيك الفني المختلف الأدوات من حيث اللون والإضاءة وعمق المنظور، بالمجمل المعرض يصوّر لحالة فنية راقية تعكس الحس والمخيلة التشكيلية عند الخريجين الذين نفيد التذكير باختلاف مستوياتهم وهو أمر طبيعي وفي سياق الحديث عن المعرض كانت لنا وقفات مختلفة بدأناها مع د. عبد الحكيم الحسيني المُدرس لمادة الرسم والتصوير في كلية الفنون في اللاذقية الذي حدثنا عن كيفية اختيار الأعمال لهذا المعرض فقال: قمنا باختيار مجموعة من الأعمال التي تمثل كل طالب من الخريجين، واستثنينا الأعمال ذات المقاسات الكبيرة بسبب ضيق مساحة الصالة لكن هذه الأعمال المختارة تمثل التجارب المتنوعة في قسم الرسم والتصوير وأغلبها ذات مقدرات فنيّة جيدة وذات مضامين مهمة وهي تعبر عن هواجس هؤلاء الخريجين وتأثرهم بالجانب الإجتماعي والنفسي والثقافي بالتعبير من خلال اللون فمثلاً يقوم يوسف قبيلي برسم محيطه في مرسم التخرج بالكلية وهو التأثير المكاني.
بينما يقوم عز الدين نزال برسم واقع العمال الجالسين في ساحة اليمن، وتقوم شيراز درويش بوضع تناص لوني بين كتاب /البني/ لجبران خليل جبران والتعبير عن محتوياته بأسلوب تعبيري واقعي.
أما باسل دهمان فهو إلى جانب كونه مصوراً فهو موسيقي مهتم بالعالم الموسيقا فكانت لوحته تجسيداً لذلك.
أيضاً مرح شعبان بألوانها المتوازية مع جو السيرك تضع تشكيلاً معاصراً في لوحتها، ومن المتفوقات سارة عريس التي تتصدى لموضوعات تتعلق بالمرأة المعاصرة، وراما هاشم ترسم والدتها بتقنية عالية، وهبة فهد تصور جوّ المقهى بما يحتويه من نماذج المجتمع السوري.
ولا ننسى زينة بدران وغريتا سعيد وعلي معمار فهم يبوحون بعوالم ذاتية داخلية.
اما د. نجوى أحمد مدّرسة فيلا كليتي العمارة والفنون الجميلة بجامعة تشرين أخذ حديثها منحى أخر فقالت: طالما تميّزنا كإدارة وهيئة تعليمية في دعم طلابنا في كليتّي العمارة والفنون الجميلة وخاصة في كلية الفنون الجميلة من ناحية تقديم بعض المواد الأولية اللازمة لنتاجات الطلاب التصويرية، وضمن هذا السياق والدعم نقيم هذا المعرض لخريجينا ولأول مرة خارج نطاق الكلية، هنا في فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية وبدعوة وتعاون ودعم ممثلاً برئيس الاتحاد الفنان فريد رسلان الذي أوجه له كل الشكر على الاستضافة وبالنسبة لأعمال المعرض هي عبارة عن مشاريع تخرج لطلاب الكلية وهي وثيقة امتحانيه بتكلفة عالية وهي ملك للجامعة ويمكن للكلية الاحتفاظ ب3أو 5 أعمال وحتى وبالنتيجة كل ما تحتفظ به الكلية هي وثائق امتحانيه لمشاريع التخرج لطلابها وهي مدفوعة الثمن وبالعودة للحديث عن هذا المعرض أقول: يضم نخبة مميزة من المشاركات الفنية مثل راما هاشم سارة عريس، زينة بدران، علي نزيهة، علي المعمار، نغم سليمان، هبة فهد.
آراء في المعرض:
الفنان التشكيلي عصام اليوسف قال: يشكّل المعرض فرصة جميلة لتسليط الضوء على نتاجات الفنانين الشباب، الذي أصرّ كفنان على الاهتمام بهم من خلال إقامة معرض وورشات ومنتديات وندوات.
واشكر في الاتحاد في اللاذقية على هذه الفرصة الهامة والضرورية وبالمجمل الأعمال المعروضة جيدة وهناك ما هو جيد جداً.
المعرض يعطي مؤشراً جميلاً بآن الفن التشكيلي السوري سيكون خلال الخمس سنوات القادمة مبشراً وبالصدارة بالتكوين والألوان والحركة غفي العنصر الأساسي في اللوحة، وسيفرز أسماء فنانين مهمين في الحركة التشكيلية السورية عموماً واللاذقية خصوصاً.
الفنان التشكيلي راقي اسماعيل:
برأيي المعرض ناجح من حيث المواد الأولية والتقنيات ولكن أتمنى على المواهب الشابة طرح مواضيع جديدة وأفكار متجددة بعيدا عن النسخ والتقليد الذي لاحظناه عند بعض المواهب الخريجة وهذا ما يحتاج الفن التشكيلي اليوم بأن يكون منبعاً للأفكار الجديدة والطروحات الجريئة بكافة المواضيع الإنسانية والاجتماعية لا ننكر أن المعرض ضم بعض من هذه المواهب صاحبة الأفكار الجريئة والمبشرة بإمكانات وطاقات وجهود مميزة.
الفنان محمد بعجانو مدرس مادة النحت في كلية الفنون الجميلة- تشرين قال:
أنا سعيد بهذا المعرض أعدّه إنجازاً كونه أول معرض لخريجي كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين خارج حرم الجامعة أو الكلية وذلك منذ افتتاح الكلية في الجامعة وهي خطوة أولى ضرورية نتمنى أن تكون فاتحة خير بوجه خريجي الكلية وهي خطوة سباقة لكلية الفنون الجميلة في اللاذقية تحسب لها.
آراء أخرى مهتمة
المهندسة زينب الخيّر:
الانطباع الأول عند مشاهدة هذه الأعمال أنها شُغلتْ بجهد لافت وإمكانات مميزة وتقنيات عالية، وما لفت نظري أيضاً عدد الشابات الخريجات المشاركات وجرأتهن في الطرح، وفي بعض الأحيان رأيت عندهن مواءمة بين الأدب والفن وهذا جميل جداً، ويجب ألاّ ننس أن هذه اول تجربة عرض للخريجين بمعنى ان المشوار لا يزال طويلاً، وإنه من المؤكد أن التجربة لم تكتمل وأنهم في بداية تكوين الشخصية الفنية ولكن أشدّ على أيدي جميع الخريجين ولا شك ان المعرض ضم لوحات جيدة ورائعة أحياناً.
الفنان المهندس أحمد خضرو:
بكل صدق أقول رأيي بالمعرض أنه بالرغم من وجود بعض اللوحات المميزة بتقنياتها إلا أن ما رأيته كان متوقعاً، أغلب الأعمال نمطية مكررة، ومستنتجة، وهناك غياب للابتكار، أيضاً هناك أعمال غاب عنها نظافة اللون، او نقاء اللون.
لم يحضر عنصر الدهشة او المفاجأة عند رؤيتي لأغلب الأعمال،ـ ولكن المعرض فرصة جميلة للخريجين لتلقي الآراء وتبادل الأفكار وخطوة أولى في طريقهم الفني الذي أتمنى أن يكون مبتكراً خلاقاً وجديداً، من دون تقليد أو استنساخ وخاصة في المواضيع.
وختامها مسك مع الفنان مزيد رسلان رئيس فرع الاتحاد في اللاذقية:
ومدّرس في كلية الفنون الجميلة بالجامعة الذي قال بهذه المناسبة: المعرض هو خطوة هامة جداً وسبّاقة كأول معرض لخريجي كلية الفنون في جامعات المحافظات خارج نطاق الجامعة والمعرض يوثق لنهاية تجربة تضم نتاجات مجموعة من خريجي كلية الفنون الجميلة باللاذقية من الجيل الشاب الذي يعدّ رافداً مهماً وضرورياً للحركة الفنية التشكيلية التي ستحتضن هذه التجارب الجديدة والتي ستشكل امتداداً فنياً، لمسيرة سابقة لتكمل المشوار الفني برؤيا مختلفة ونفسْ مختلف سواء في المحافظة أو على مستوى القطر وستكون هذه التجارب الجديدة دماء تُضخ في الجسد التشكيلي الذي سيعرض لطاقات وإمكانات ورؤى فنية ستشكل دعماً مميزاً للحراك التشكيلي خاصة والثقافي عامة ونتمنى ان تكون هذه الأول مرة بداية لعشرات وعشرات المعارض التشكيلية لكليّة الفنون الجميلة في اللاذقية.
مهى الشريقي