العــدد 9302
الخميــــــــس 28 شـــباط 2019
منذ القدم، بل مع بدء وجود الإنسان على الأرض وانتقاله إلى مرحلة المجتمع الحضاري المتمدن، حين كان في حالة جماعات أو تجمع يعيش في الكهوف والمغاور، يلتقط البذور ويجمع جذور النبات والأشجار ويلم الحشائش والأعشاب ويصطاد الطيور والحيوانات، كان من ضروراته الحياتية بعض الحاجات والإشارات الإعلامية التي تساعده في إنجاز أعمال وقضايا وتؤمن له الاستمرارية في تواصل الأفراد فيما بينهم ومع غيرهم من الجماعات الأخرى، من تلك الحاجيات إشعال النار أو النفخ في بعض الأدوات لنقل الصوت إلى أماكن أبعد عمَّا هو فيها، أو الضرب والقرع على أشياء مختلفة لإصدار أصوات … الغاية من ذلك كله ايصال رسالة أو إشارات وعلائم يريد منها تحقيق أمر ما، وللإعلام والإخبار بالأخطاء أو قدوم أحد ما قرب حصول أمر ما… ليتمكن من تقرير ما ينبغي عمله والاستعداد له، هذا كله كان على جانب كبير من الأهمية على دروب الإعلام. وما سوى ذلك إذن إلاّ من أشكال الاتصال العفوي الذي كان قائماً بشكل فردي أو جماعي يعطي التجمع للأفراد فالمجتمع لاحقاً وحدة وتماسكاً.
أمَّا ما يجري الآن وما هو آت بخصوص وظائف الإعلام ووسائله بعد أن كبر التجمع وانتقل الإنسان إلى وضع المجتمع العصري الكبير والمتعقد النظم والخصائص وانجاز ما نسميه (الحضارة) صار تبادل المعلومات ونقل الأخبار والأنباء أسرع زمناً وأكثر انتشاراً وأدق أداءً وتطوراً في الأدوات والتنفيذ وتحقيق المطلوب.
وما كان عفوياً وعرضياً أصبح رسمياً، وما كان عن طريق الأفراد والجماعات أضحى بحاجة إلى مؤسسات وهيئات للقيام بها، فأدخلت في عملية الإعلام آلات تقوم مقام الإنسان بالرؤية والاستماع والتحدث والكتابة…
وبالتالي نشأت مؤسسات ووسائل الإعلام الجماهيرية، ولكل وسيلة إعلام وظائفها المناطة بها.
على الرغم مما وصلت إليه الآن مجتمعاتنا ومدينتنا بأدواتها ووسائلها الإعلامية والتكنولوجية..
لا تزال هذه المجتمعات بحاجة إلى الخدمات الإعلامية والتغلب كثيراً على حدود الزمان والمكان بالتقانة الأخلاقية والقيم الإنسانية بالحب والكراهية… واستخدام ميديا الإعلام لخير مصالح البشرية جمعاء.
بسّام نوفل هيفا