دوار الأسعار الدهليزي

الوحدة 23-7-2020 

 

عندما يصاب عدد أو قلة من الأشخاص بمرض الدوار الدهليزي والذي أهم أعراضه فقدان التوازن لأسباب مرضية يحددها الطبيب المختص والذي سيصف علاجاً أو أدوية معينة من شأنها شفاء الحالة المرضية أو تحسنها ليستعيد المريض عافيته وتوازنه في حين تكثر في الآونة الأخيرة حالات وأعراض الإصابة بمرض من نفس الفصيلة ولكن بحلة جديدة وأعراض مفرطة قد أنهكت حال أغلب المواطنين دون استثناء (إنه دوار الأسعار الدهليزي) الذي سطر أكبر رقم قياسي من الأشخاص المصابين به، فمن الطبيعي ورغم كل الخناقات الاقتصادية والمعيشية التي خلفتها الحرب الإرهابية القذرة على البلاد وتبعياتها من قوانين مجحفة بحق المواطن السوري، من الطبيعي أن يستمر الأشخاص في السعي لتلبية متطلباتهم المعيشية واليومية وتأمين مستلزمات منازلهم وأطفالهم كالمعتاد إلا أن الملفت للنظر ما يحدث للمواطنين في الأسواق وأمام المحلات التجارية وداخلها عند التصادم مع خلية الأسعار التي تطير وترتفع دون هوادة أو رحمة.

فبعد تجرؤ المواطن وتخلصه من تلعثم مربك لدقائق والسؤال عن سعر المادة الغذائية أو ربما الكسائية أو المنزلية يتلقى الجواب غير المتوقع من التاجر والذي يعادل عشرة أضعاف السعر الذي اعتاد عليه منذ فترة أشهر وبالتحديد قبل مجيء كورونا (والله لا كان جاب البلا) لتتولد شرارات كهرطيسية من جواب التاجر وتصعق مخيخ المواطن الذي تقلص تفكيره أمام صاعقة السعر المرتفع ليدور حول نفسه في كل الاتجاهات بحثاً عن طريق الهرب والعودة إلى المنزل.

ولكن لو أردنا البحث عن أوجه الشبه والاختلاف بين حالات الدهليزي الطبيعي وحالات دهليزي الأسعار الراهن لرأينا أن المرضى يعانون من نفس الأعراض إلا أن الاختلاف واضح في المسببات والعلاج، ففي حين يتم الكشف عن أسباب الدوار الدهليزي للحالة المرضية من قبل الطبيب خلال ساعات ووصف علاج لها ما الذي يمنع الجهات المعنية من التحري ورصد حالات المواطنين الدهليزية المعيشية والتي طال أمدها  في الأسواق وكبح جنون الأسعار  وتخفيضها والتي من شأنها ستكون علاجاً فعالاً لجميع المواطنين ليستعيدوا عافيتهم وتوازنهم.

جراح عدره

تصفح المزيد..
آخر الأخبار