انتخابات مجلس الشعب…الحل بتنشيط الأحزاب وتفعيلها

الوحدة 16-7-2020  

 

استكمالاً للوقوف على آراء المواطنين وموقفهم من الاستحقاق الوطني بانتخابات مجلس الشعب تواصلنا مع الأديب أكثم ديب فكان رأيه: الحلول موجودة وبسيطة, لكننا غافلون, فهذه رؤيتي المتواضعة:

تفعيل وتنشيط الأحزاب السياسية كروافد تصب في نهر الوطن العظيم, أولوية استراتيجية وضرورة بديهية لما لها من مكاسب أساسية (وطنية ومستقبلية) وسأقدم شرحا مبسطاً:

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يقضي على الطائفية والعشائرية بشكل تدريجي وعفوي وتراكمي, فانصهار الشعب في أحزاب وانشغاله بالعمل الحزبي الذي يصب في مصلحة الوطن والتنمية المجتمعية في جميع جوانبها, سيؤدي بالتدريج إلى اضمحلال التفكير الضيق والمريض بسبب تغيير رؤى التوجه والعمل والاهتمامات…

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يقودنا بخطى واثقة نحو المجتمع المدني وفصل الدين عن الدولة.

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يفعل عمل مجلس الشعب ويقودنا نحو انتخابات حقيقية وفاعلة للأسباب التالية:

أ. يتم الترشيح على أساس حزبي (لا مناطقي ولا طائفي) وبالتالي فإن القاعدة الجماهيرية للحزب ذاته ترشح منها وتنتخب منها.

ب. في هذه الحالة فإن أعضاء مجلس الشعب الناجحون سيضطرون للعمل لصالح الجماهير كيلا يسيئوا لحزبهم ولكي يضمنوا استمرارهم وتأكيد أحقية وجود حزبهم وصدقيته…

ج. نصل لمفهومين هنا: مفهوم البرامج الانتخابية الفردية يلغى في هذا السياق ونصبح أمام برنامج انتخابي يتبناه الأعضاء الناجحون من حزب معين بشكل جماعي وهذا له تأثير أقوى وأكثر فاعلية, ومن ناحية أخرى نفتح الباب أمام تحالفات برلمانية وتكتلات برلمانية تستطيع تبني مشاريع انتخابية وتضمن تحقيقها بسبب القوة التمثيلية الحاصلة.

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يقودنا نحو التعددية, وهذه التعددية تقودنا إلى حالة مجتمعية راقية, وإلى حالة إعلامية ناضجة.

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يقودنا إلى حالة تنافسية بين المؤسسات, وضمن كل مؤسسة, وهذا بالتأكيد يرفد نهر الوطن العظيم.

– عندما يقوم كل حزب بانتخاب نخبه لقيادة الحزب, فهذا سيفرز نخباً وطنية ناضجة, ستجتمع لتعمل بتشاركية لأجل الوطن, فجماهير كل حزب هنا ستختار قياداتها على أسس واضحة وصحيحة, فتخف عندنا الاختيارات العشوائية للرجال في مناصب ليست لهم…

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يقودنا إلى رؤى استراتيجية وإلى تخطيط وإدارة استراتيجيتين على مستوى الوطن, ويلغي رؤية البعض للوطن على أنه مزرعة.

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يقودنا إلى اختيارات المخاتير ورؤساء البلديات ومجمل الإدارات العامة والفرعية على أسس صحيحة, وهنا نفتح مجال المحاسبة والعقاب والمكافأة على شكلين:

الأول: الحزب ذاته سيفعل هذا.

الثاني: الدولة ستفعل هذا.

وبالتالي: أية حالة فساد من حزب معين في موقع مسؤولية معين ستؤذي الحزب وتقلل جماهيره وتشوه سمعته أمام الأحزاب الأخرى والدولة, والعكس صحيح.

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يقودنا بخطى واثقة نحو محاربة الفساد فببساطة الأمور فإن هذه التنافسية بين الأحزاب ستفرز لنا رقابة مجتمعية عفوية, فالأحزاب ولأنها تتنافس فستراقب بعضها, وسيشتغل طق البراغي الإيجابي, لأنه لا يمكن بطبيعة الحال أن يكون سلبياً ومغرضاً, فكشف الحقيقة والتلاعب سيؤذي الحزب ذاته كما قلت سابقا, وفي نفس الوقت فطق برغي صحيح مسنود بمعطيات ووثائق وإثباتات سيقوي مصداقية الحزب وسيزيد من امتداده الأفقي والعمودي.

– تفعيل وتنشيط الأحزاب يقودنا لتحصيل حقوق المرأة تدريجيا, ولتغيير النظرة للمرأة تراكميا وعفويا, فانخراط المرأة في العمل الحزبي لإثبات عقلانيتها وتفانيها وتأثيرها سيقرب المسافات وسيضيق المساحات العنصرية والمتطرفة تجاه المرأة…

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار