الوحدة: 15- 7- 2020
عكرت أجواء البحر والسياحة في طرطوس الأعداد الكبيرة من القناديل البحرية التي تسببت بإصابات مختلفة للعديد ممن أتوا للسباحة من كل المحافظات السورية فيما أشار الباحث البحري محمود هلهل أنه ولأول مرة في مياهنا البحرية السورية تخرج قناديل البحر في موسمين موسم شتوي ربيعي لثلاثة أشهر وموسم صيفي بدأ منذ الشهر السادس فيما تشير الأعداد الكبيرة من القناديل إلى وجود اختلال في التوازن البيئي البحري، ويوضح هلهل أن هذه القناديل مهاجرة وهي من نوع روبالينا روماديكا لونها ثلجي (أبيض مائل للأزرق) وهي تغزو شواطئنا السورية منذ ثمانينيات القرن الماضي إلا أن ظهورها تكثف على شواطئنا في التسعينيات لنعتاد ظهورها صيفاً من ذلك الوقت كل عام لكن في السبع سنوات الأخيرة بدأت القناديل تظهر شتاء وبأعداد كبيرة تغطي الشواطئ حيث يكون القنديل حي في الأعماق ثم تخرج الأمواج ما ينفق منه الأمر الذي يؤثر سلبا على السباحة و السياحة و الصيد حين يعلق في شباك الصيادين بأعداد كبيرة ويصعب على الصياد إخراج الشباك بسبب الوزن الكبير ومن ثم يعاني الصياد لنزعه من الشباك وتنظيفها كما تؤثر أعداده الكبيرة على المنشآت الصناعية في الساحل كالمحطة الحرارية ما يمكن أن يؤدي إلى إغلاق محطات التبريد ويحتاج لتكاليف مادية لاحقة لصيانتها، كما تؤثر تجمعاته الضخمة على الثروة السمكية كونه يتغذى على العوالق التي تتغذى عليها الأسماك كما يتغذى على يرقات وبذرة السمك، فيما تختلف أذية القنديل ففي حال كان حي تكون الأذية كبيرة لأنه يفرز المواد السامة بكثرة مستهدفاً الضحية ليتفاعل سمه مع الجلد مسبباً حروقاً كبيرة وتحتاج لعلاج فوري في المشفى إضافة لرعاية خاصة أما إن كان القنديل نافقاً و ارتطم بجسد السباح فإن المواد العالقة والمتبقية على أذرعه تؤدي أيضاً لأذية الإنسان وتحتاج لإسعاف ولعلاج حسب حجم الأذية، كما ويؤكد هلهل الذي زودنا بصور عن بعض الإصابات الحديثة والقناديل المتواجدة على شاطئ طرطوس بأن تزايد أعداده ومواسمه في مياهنا علائم على خلل معين في بيئتنا البحرية سببه التغير المناخي وميل حرارة المياه للارتفاع وأيضاً نقص الأعداء والمفترسين له وأهمها السلاحف البحرية التي تتغذى عليه والتي نقصت أعدادها بسبب التلوث بأكياس النايلون التي تنمو عليها بعض الكائنات وتعطي رائحة بحرية وشكلها الذي يشبه القنديل فتظنها السلحفاة قناديل وتأكلها وكذلك بسبب قتلها من الكثير من الصيادين عندما تعلق بشباكهم بسبب صعوبة نزعها من الشباك إضافة لتقلص الشواطئ الرملية التي تضع فيها بيوضها وغياب المحميات الرملية المناسبة لوضع البيض..
ويضيف هلهل أن ارتفاع حرارة المياه تؤدي أيضاً لزيادة طول فترة تكاثر القنديل وبالتالي زيادة أعداده و بعض القناديل الموجودة تصل لقطر متر ووزن يفوق ال25 كغ وقد سجل في طرطوس قنديل بقطر 80 سم ووزن 14 كغ وقد نرى البعض يمسكه وهو نافق من مظلته حيث لا تفرز أي مواد أما أذرعه اللاسعة من أسفله فلا يمكن لمسه بها لأن المواد السامة تكون عالقة عليها دوماً وهو كائن من شعبة اللاسعات وهي من الفصائل البدائية حيث لا تمتلك عظام ولا رأس ولا دماغ ولا جملة عصبية ولا جهاز دوران ولا جهاز تنفس وأكثر من 90 % من تركيبته ماء.. أما الكابتن والغواص محمد الطحان فينصح أي شخص أصيب بلدغة قنديل البحر أن يقوم بسكب خل التفاح فوق المكان المصاب وبعدم وضع الثلج على مكان الإصابة أما في حال التعرض للإصابة بأشواك قنفذ البحر فالأنسب وضع زيت الزيتون وتعريض مكان الأشواك إلى حرارة السيشوار، أما الأمر المثير الذي وجدناه أثناء بحثنا فهو أن لقنديل البحر فوائد عديدة كما تبين الشبكة العنكبوتية فهو يعتبر غذاء صحياً ولذيذاً في الصين كما يستخدمون الجزء العلوي منه والذي يتراوح قطره بين 2و10 سم فقط في صناعة بعض مستحضرات التجميل والمنظفات الصناعية المختلفة، كما أن أجسام القناديل تحتوي على مادة تستخدم في زراعات البطاطا ما يجعل ورقتها تضيء عند حاجتها إلى الماء كما أن للقناديل قيمة دوائية في علاج أمراض النقرس وضغط الدم وترطيب الجلد إضافة لأن بعض الدول تقوم بجمعه وتجفيفه لتصديره بالصناديق للصينن فهل من الممكن أن نتحول نحن لتجارة القناديل قريباً!
رنا الحمدان