هموم ارتفاع التكاليف والتسويق والأضرار ترهق الفلاحين في جبلة وريفها

الوحدة 14-7-2020  

 

 لا تقل المشاكل التي يعاني منها الشق الحيواني عن تلك التي يعاني منها الشق النباتي عن القطاع الزراعي في جبلة وذلك وفقاً لمحمد حسن رئيس الرابطة الفلاحين الذي أشار إلى وجود الكثير من المعوقات التي تعترض مربي مختلف أصناف الثروة الحيوانية في المنطقة وأهمها بالنسبة للأبقار انتشار مرض جدري الأبقار الذي  وصلت عدد الإصابات فيه لغاية الشهر الماضي إلى (1787) إصابة نفق منها حوالي 80 رأساً ونسق نحو 300 رأس آخر وهي المشكلة التي استمرت خلال هذا الشهر الذي سجل نفوق 7 رؤوس أبقار جديدة وفقاً لرئيس الجمعية الفلاحية في قرية البودي وهو الأمر الذي ألحق أضراراً كبيرة  بالمربين تتضح آثارها إذا علمنا أن سعر رأس البقر  الواحد يزيد عن 3 ملايين ليرة سورية وأن تكاليف علاج المرض كبيرة ومدته طويلة ومكلفة تجعل المربّي أمام خيارات صعبة تتراوح ما بين موت البقرة أو بيعها بسعر منخفض وهو العلاج الذي يضطر الكثير من المربين لاختياره نظراً لعجزهم عن دفع تكاليف العلاج الكبيرة.

 خسائر صناعة  الدواجن

 أما المشكلة الأخرى التي يعاني منها الشق الحيواني في المنطقة فتكمن في ارتفاع تكاليف تربية الدواجن والناجمة عن ارتفاع تكاليف تربية الدواجن والناجمة عن ارتفاع أسعار الأعلاف إلى المستوى الذي أوصل سعر الظن منها إلى  ما يتراوح بين 900 ألف- 1,1 مليون ليرة سورية إضافة لارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وتكاليف التهوية الناجمة عن الحرارة المرتفعة في هذه الفترة من العام وهي الأمور التي أدت مع انخفاض أسعار  بيع منتجات الدواجن عن حدود التكلفة الفعلية إلى إلحاق خسائر كبيرة بالمربين أدت إلى خروج نصفهم تقريباً عن العمل في مجال المهنة وهو الأمر الذي ينذر بارتفاع أسعار منتجات الدواجن في المرحلة القادمة نتيجة لقلة إنتاجها وعرضها مقارنة مع الطلب المتزايد عليها نتيجة لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء  في الأسواق.

 نقص في الأعلاف

 مع الإشارة إلى أن النقص الحاصل في كميات  الأعلاف المقدمة من خلال الدورات العلفية المفتوحة من قبل فرع المؤسسة العامة للأعلاف في محافظة اللاذقية معاناة مشتركة لكافة المربين في ضوء الارتفاع الكبير في أسعار المواد العلفية  في الأسواق وهو الأمر الذي يطالب معه أصحاب الثروة الحيوانية بزيادة كميات الأعلاف المخصصة لكل رأس من رؤوس الثروة الحيوانية في الدورة  العلفية الواحدة وتزويد مدينة جبلة بحصتها كاملة  من هذه الأعلاف كون الكميات التي وصلت في الفترات الماضية لا تعادل أكثر من ثلث الكمية المخصصة لمدينة جبلة وريفها.

 هموم الزراعات المحمية

 وبالعودة إلى القطاع النباتي فإن مشاكله متعددة أيضاً ونبدأ بالزراعات  المحمية التي تعاني أسعارها حالياً في الأسواق من انخفاض كبير مقارنة بالتكاليف الكثيرة التي يدفعها الفلاح لهذه الزراعة التي تشكل محصولاً أساسياً لمنطقة جبلة التي تحوي على أكثر من 12 ألف بيت بلاستيكي والتي تعد  تلك الزراعة مصدر رزق لشريحة واسعة من السكان فيها, ويقول رئيس الرابطة الفلاحية بأن هذا الأمر في حال استمراره سيؤدي إلى خروج  أعداد كبيرة  من المزارعين من دائرة الإنتاج خلال العام القادم وهو ما سيؤدي  إلى ارتفاع أسعار منتجات هذه الزراعة التي تؤمن لأسواقنا الكثير  من المنتجات الضرورية التي تدخل ضمن سلة الاستهلاك اليومي للمواطن / البندورة – الخيار- الكوسا- الفليفلة – الباذنجان../

 وأوضح حسن في تفاصيل التكاليف الباهظة للزراعة المحمية بالقول بأن سعر بكرة النايلون اللازمة للبيوت البلاستيكية قد وصل إلى حوالي 600 ألف ليرة وأن أسعار البذار قد تضاعفت أيضاً وذات الأمر بالنسبة للأسمدة وباقي المواد الأخرى التي تدخل في تجهيز البيت البلاستيكي الذي أضحت تكاليفه تصل إلى نحو 2 مليون ليرة سورية وانتاجيته إلى حوالي 4 أطنان مضيفاً بأن المستلزمات اللازمة لهذه الزراعة مثل الأسمدة لا تتوفر في الأوقات المناسبة / سماد السوبر الثلاثي/ الذي لا يتوفر حالياً والذي يطالب الفلاحون بتأمينه نظراً لحاجة مزروعاتهم  إليه حالياً مشدداً على ضرورة  تأمين مستلزمات هذه الزراعة ودعم زراعتها كونها تسهم في توفير  أكثر المواد تناسياً مع دخل المواطن في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها والناجمة عن الحصار الظالم المفروض على وطننا والتي يعتبر القطاع الزراعي من أهم القطاعات القادرة على توفير متطلباته كونه يساهم بشكل كبير في تحقيق أمننا الغذائي من الكثير من المنتجات.

 أضرار الحمضيات

أما الزراعة الأهم بالنسبة لمزارعي  جبلة فهي الحمضيات التي أصيبت أصناف الماير والأبو صرة  منها بخسائر كبيرة نتيجة لموجة الحر التي حدثت في فترة عقد الثمار والتي أدت إلى تساقط نسب كبيرة منها وصلت إلى نحو 70 % بالنسبة للأبو صرة وإلى 80% وأكثر بالنسبة للماير وهو الأمر الذي تجاوبت معه الزراعة إيجابياً من خلال إقرار تقديم التعويضات اللازمة للفلاحين من خلال صندوق  الحد من أضرار الكوارث والجفاف وهو الأمر الذي يتم لأجله حصر الأضرار الحاصلة بحقول الفلاحين من خلال الوحدات الإرشادية الزراعية التابعة لمديرية زراعة اللاذقية

 في قرى جبلة وريفها.

 وتراجع في إنتاجية الزيتون

  وفي الجانب المتعلق بمحصول الزيتون قال رئيس الرابطة بأن موجات الحر فعلت فعلها فيه أيضاً لناحية تسببها في تساقط الأزهار ولاسيما في فترة العقد متوقعاً بألا تتجاوز نسبة الإنتاج في هذا العام عن 15 % من تلك  التي تحققت في الموسم الماضي مؤكداً ارتفاع أسعار الزيت خلال الفترة الماضية لتصل إلى 4000  ليرة سورية للكيلو من الزيت الأخضر  و 4500 ليرة للكيلو من زيت الخريج منوهاً بتعاون مديرية الزراعة على صعيد تنفيذ العديد من الحملات لمعالجة أمراض عين الطاووس وثمار الزيتون التي أصابت أشجار المحصول في العديد من قرى المنطقة.

 وأخيراً:

وختم رئيس الرابطة حديثه بالتأكيد على معالجة المشاكل التي يعاني منها القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وذلك نظراً  لأهمية هذا القطاع على صعيد تأمين سبل العيش لشريحة واسعة من السكان وتوفيره الكثير من المنتجات التي تحتاجها أسواقنا وأمننا الغذائي.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار