الوحدة 14-7-2020
لم يكن وجود المرأة في مجلس الشعب وليدة الصدفة بل جاء نتيجة وعيها السياسي الذي ترجمته إلى واقع نضالي ضد الاحتلالين العثماني والفرنسي حيث دعمت المرأة السورية المناضلين معنوياً ومادياً وحملت فاطمة وزينب السلاح إلى جانب البطل الشهيد يوسف العظمة في معركة ميسلون، وشاركت بالمظاهرات المناهضة للظلم والاحتلال.
أول تمثيل للمرأة السورية في المجالس التشريعية كان بعد الاستقلال في مرحلة الوحدة بين سورية ومصر 1958-1961 حيث ضم البرلمان المعروف آنذاك بمجلس الأمة برلمانين في القسم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة وشمالها وكانت المرأتان السوريتان وداد هارون وجهان موصلي أول سيدتان دخلتا البرلمان..
وبعد الحركة التصحيحية 1970 التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد ( طيب الله ثراه) والتي تعد حدثاً مفصلياً وتحولاً جذرياً في تاريخ سورية تحولت سورية من دولة الانقلابات العسكرية إلى دولة الاستقرار السياسي ومن دولة ضعيفة إلى دولة مؤسسات ديمقراطية شعبية.
من المؤكد أن مجلس الشعب الذي يمثل الفئات الاجتماعية كافة وينتخب انتخاباً حراً ديمقراطياً هو إحدى هذه المؤسسات التي اختارت مبدأ الديمقراطية الشعبية.
ففي 1971 تشكل مجلس الشعب حيث عينت أربع نساء وفي أول مجلس شعب منتخب من قبل الشعب 1973 حظيت المرأة السورية بست مقاعد مع تزايد العديد بالدورات الانتخابية المتتالية.. إن وجود المرأة تحت قبة البرلمان حقق المزيد من الانجازات التي تخدم الدولة والمجتمع.
لا شك أن المرأة السورية أول امرأة عربية ضمن لها الدستور حق الترشح والانتخابات، ولم لا وهي حفيدة زنوبيا وجوليا دومنا وأختها جوليا ميزا وابنتي أختها جوليا سوميا وجوليا مامة اللواتي غدون امبراطوريات حكمنا روما والعالم ولا شك حفيدة الخنساء فهي أم الشهيد بل لشهيدين أو لأربعة شهداء أو لخمسة أم الجريح والمفقود أم البطل الذي يقهر الإرهاب الدولي الممنهج بتحقيق الانتصار تلو الانتصار ليرسم خارطة العالم الحديث..
يسرا أحمد