مركز بيع منتجات التبغ بالقرداحة نموذج جميل عن القطاع العام

الوحدة: 13-7- 2020

 

في كل تفاصيل الوجع التي مرّ بها المواطن السوري خلال سنوات الحرب والحصار السابقة وحدها مؤسسات الدولة وقطاعها العام من أثبت إخلاصه ومحبته للمواطن  ووقوفها الى جانبه رغم الإمكانيات المحدودة التي تمتلكها ورغم الضغط الهائل الذي يتعرض له موظفيها في حين وقف الآخرون متفرجين إن لم يكونوا مشاركين في صناعة الأزمة وتكثيف الضغط على المواطن.

ونسوق مثلاً على هذا الكلام مراكز بيع التبغ الوطني في كافة المناطق والتي تتبع للمؤسسة العامة للتبغ والإقبال الشديد لشراء المنتج الوطني وخاصة بعد  ارتفاع أسعار الأنواع الأجنبية وفقدانها من الأسواق.

في مدينة القرداحة مثلاً يوجد مركز بيع واحد يتجمهر الناس حوله قبل بدء ساعات العمل به ويستمر الازدحام عليه إلى وقت انتهاء ساعات العمل وإغلاق المكتب.

لفتتنا هذه الظاهرة اليومية وحاولنا كثيراً أخذ بعض المعلومات من السيدة سوزان والتي عرفنا اسمها من المواطنين الذين ينادونها مرات ومرات بالدقيقة الواحدة لتلبية طلباتهم وحاجاتهم من أصناف علب الدخان الموجودة في المركز والتي رفضت إعطائنا أي معلومة عن تفاصيل العمل لأنها غير مخوّلة بذلك.

وكما نرى الحالات السلبية ونكتب عنها ومن منطلق ميزان العدل لابد أن نرى الحالات الإيجابية ونكتب عنها وننقلها إلى الشارع العام آملين ان تعمم ويقتدى بها، ومكتب بيع القرداحة مثال على ذلك بتعامل موظفيه ومديرته بكل أخلاق واحترام مع المواطنين وعملهم الدؤوب على إرضاء الجميع وتلبية طلباتهم ضمن القوانين المسموح العمل بها والتعليمات الواردة لديهم.

سألنا بعض المواطنين المزدحمين أمام المكتب بانتظار ان يأتي دورهم في شراء علبة او علبتين من التبغ عن آرائهم فجاءت كالتالي:

السيد إبراهيم قال:  لأن الفارق كبير بالاسعار بين مكتب المؤسسة وبين المحلات الخاصة ولقرب عملي من المركز انتظر كل يوم بعض الوقت لاحصل على (باكيتين) من الحمراء الطويلة الجديدة بسعر يناسب راتبي ووضعي المادي حيث يباع نفس النوع بضعف السعر وأكثر احياناً في المحلات العادية رغم أن المصدر واحد وهو مؤسسة التبغ.

السيدة مريم قالت: طبعاً سنأتي إلى مركز الدولة وننتظر دورنا بعض الوقت للحصول على حاجتنا للفارق الكبير بالأسعار بين المكتب وبين المحلات الأخرى في السوق والتي لا ترحم أبداً وتأخذ السعر الذي تحدده وكأنه لا رقابة على الاسواق إلا بالكلمات بينما بالأفعال كل يتصرف حسبما يشاء.

وتساءل السيد حسين ما المانع من وجود مكاتب أخرى للبيع تغطي المنطقة وتحد من عمل التجار واستغلالهم للمواطن.

واكد السيد ماهر بأنها فرصة رائعة لمؤسسة التبغ لتعزيز الثقة بينها وبين المواطنين ودعم المنتج الوطني بأسعار جيدة ونتمنى لو يسمح للموظفة بإعطائنا أكثر من (باكيتين) في اليوم حتى لا نتكلف عناء دفع أجرة الطرقات والانتظار بشكل يومي.

وآراء أخرى كثيرة اكدت على الفارق الكبير بالأسعار ما بين مكتب المؤسسة والسوق وعلى حسن استقبال وتعامل الموظفة فيه مع المواطنين رغم كل الازدحام والضغوطات وأحياناً الإساءات من البعض، وتمنى أصحاب هذه الآراء أن يوجد أكثر من مكان للبيع للحد من الضغط على مركز البيع الوحيد في مدينة القرداحة وللوقوف في وجه جشع التجار وزيادة مخصصات المواطن اليومية كما ورأى البعض أنها فرصة لبيع منتجات المؤسسة وتصنيع التبغ المتراكم من السنوات السابقة في المستودعات.

وفي النهاية نضم صوتنا إلى اصوات المواطنين متمنين من المؤسسة افتتاح مراكز متعددة لقطع الطريق بوجه المتاجرين وتامين كافة احتياجات المواطنين من المنتج الوطني الذي يجب دعمه بما يعود بالفائدة على المواطن والمؤسسة معاً.

سناء ديب

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار