الوحدة: 13-7- 2020
تجمعوا على همّ واحد في ملتقى القنديل الثقافي بالدعتور وكيف لا وخناق العيش يضيق عليهم سبل الحياة إن كانوا مزارعين أو موظفين من المدينة والريف، جاؤوا يتساءلون عن الحل عند أهل القضية وليس أعمامها ومن قلب الحدث وأتى الجواب بالزراعة هي الحل.
حكمت صقر، رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية حل ضيفاً مرحباً به في الملتقى ليدور حديثه حول أهمية الزراعة اليوم ودور الفلاح في معركة الحصار الاقتصادي والدفاع عن الوطن فأشار إلى ما جاء عليه الأستاذ حيدر نعيسة، مدير الملتقى بأن الزراعة هي التزاوج بين حبات المطر وحبات التراب ليعم الخير بالبلاد، ونوه بأنه البارحة شارك بلقاء على التلفاز ليدور الحديث حول الغلاء المعيشي وغلاء الحمضيات والثوم ومعظم المنتجات الزراعية وحتى المنتجات الحيوانية فقال: جميعها درسناها مع القيادة وبعثنا بكتبها إلى دمشق لكن للأمانة الأزمة هي التي أثرت على البلد وأرخت من بلائها.
في سنوات خلت كان كبيرنا يردد على ابنه (إذا جار الزمن عليك فلك بالأرض) واشتغل فيها، لكن اليوم تحتاج الأرض لرأسمال بصراحة، وكان سعر البقرة 25 ألف ليرة والآن 3 ملايين وكان سعر فلاحة الدونم الواحد 100ليرة والآن 5آلاف ليرة الوجع كبير ومرهقة هي النفقات والمصاريف، نحاول المساعدة مثل أننا نؤمن المازوت للجرارات الزراعية للتخفيف عن الإخوة الفلاحين إذا ا أرادوا حراثة أرضهم.
وأشار إلى أن عدد سكان اللاذقية اليوم مليون و300 ألف نسمة وحوالي 70% منهم يشتغلون بالزراعة و45 ألف أسرة تستفيد من الحمضيات ولدينا 10.3 ملايين شجرة حمضيات وعندنا 60 ألف أسرة مستفيدة من الزيتون حيث لدينا 11مليوناً و500ألف شجرة زيتون، ونقول ارتفع سعر الزيت والليمون والفاكهة والخضار.
كرئيس فلاحين (والكلام للسيد حكمت) قال: سوقت فكرة لأبناء المدينة الذين ليس بحوزتهم أو ملكهم قطعة أرض لكن لديهم الشرفة والسطح والحديقة، ويمكنهم استبدال زراعة الورود ببعض الخضار وقد نجحت التجربة وأثمرت ما يقيهم الحاجة والشراء وممن خاضوا غمار التجربة ونجحوا..
نعيش أزمة خانقة تتطلب منا التعاون، ولا حل لها غير الزراعة، ولا تضع اللوم على الدولة أو تعلقه على جارك، وكل ما تريده يمكن أن تجد المساعدة لدينا، فماذا اشتغلت بهذه الأزمة وما قدمت؟ لماذا لا تبادر وتشتغل بأرضك وتزرع ولو كان على الشرفة لتؤمن حاجتك ويكون بها اكتفاؤك الذاتي، وعيب على كل منا أن يهجر أرضه ويدعها تبور ليبحث عن رزقه في مكان آخر ويهجر أرضه وقريته، لقد قص المزارع أشجار الليمون وهجر الزيتون والحال قد تغيرت مع تغير أحوال الليمون أيضاً وانفرجت الأسارير ليصار تصديره إلى العراق لبنان ودول الخليج، كما امتنع الناس في القرى عن زراعة الثوم مثل قريتي (الجنجيني) التي كانت تحصد وتشيل ملايين الأطنان من الثوم عندها كان سعر كيلو الثوم 100ليرة فقط، واليوم ارتفع سعره إلى 5آلاف ليرة، وليلتزم أبناء اللاذقية بقراهم دعونا الروابط وهي أربع (اللاذقية، الحفة، جبلة، القرداحة) ووجهنا الجمعيات الفلاحية (508) على امتداد ساحة اللاذقية لواجب زراعة كل شبر فيها، حيث نعلم جميعنا أن منا الكثير لديه 100 دونم أرض ولا يزرع منها غير دونم واحد ويتركها لتبور عند نزوحه للمدينة، وقد جاؤوا لمكتبي في المحافظة عندما كنت فيه يطلبون عقد عمل لثلاثة أشهر أو ستة براتب 15ألف ليرة وسوف يضعها أجور طريق، أليس من الأفضل له أن يزرع دونماً واحداً من الدخان وقد رفعت الدولة من سعره ليصار إلى 3500 ليرة ويحصل من الدونم على 300كيلو من الدخان والفرق بينهما شتان.
(من امتلك الماء والتراب ما انفقر) وهذه مشكلته وليست مشكلتنا كل ما يريده ويطلبه يمكن أن نلبيه بحسب مقدرتنا، وليس أمامه غير الزراعة لعلاج حاله ونشلها من البؤس، وليس منه أن ينتظر على ابن حمص أن يمده بالملفوف والزهرة، كما يجب عليه أن يأتي لابن المدينة بالخضار والفاكهة فيخدم نفسه وهو أمر طبيعي.
كما أشار إلى ارتفاع سعر البيض والفروج لخلو القرى ممن يربيها وكذلك الأبقار التي بيعت بأبخس الأسعار(25 ألف ليرة) وتخطت الحدود لتكون ب200ألف ليرة واليوم ب3ملايين، كما المعامل والمطاحن وغيرها، ونوه إلى (وطى البسليس) كان يضرب به المثل في الخصوبة والمحاصيل لتقام عليه اليوم المنطقة الصناعية.
واختتم حديثه قائلاً: يجب علينا أن نعمل بضمير وبما يمليه علينا الواجب لبناء هذا الوطن الذي لطالما افتديناه بالأرواح، وهي مهمة تقع علينا جميعنا والكل معني بالأمر، وكل من يود خدمة من اتحاد الفلاحين سيجدها على الفور وله كل المعونات والتسهيلات لإنجاح زراعاتنا وإعادة إحيائها وتطويرها من جديد لأجل بناء الوطن والإنسان.
وفي ختام الملتقى قدمت بعض الفقرات الثقافية والفنية المنوعة بين الشعر والتشكيل.
هدى سلوم