مبادرة نشر الوفرة لفريق بناء مهارات الحياة

الوحدة: 6- 7- 2020

 

هم السباقون بأفكارهم ومبادراتهم النوعية والمميزة التي تأتي بأكلها ثمراً وجمالاً وخيراً وافراً للجبال والطبيعة وناسهم، فريق بناء مهارات الحياة في اللاذقية كما عودونا بانفرادهم وتفردهم بتجاربهم وإبداعهم الذي وصلوا فيه للطبيعة والغابة حيث طالوا اليوم غابات سد بللوران ونهره لينغلوا فيها وينبشوا ترابها بأيديهم الصغيرة وينثروا بذور الفاكهة في الأماكن الخالية من الأشجار.

 قسورة وعدنان درويش وشقيقتهما سحرتهم الطبيعة وما أحاط بهم من جمال وإلهام فاندفعوا لأوراقهم البيضاء وبدؤوا بالرسم  وعند سؤالهم عن سبب مجيئهم لهذا المكان أجابوا بصوت واحد إنها دعوة الطبيعة لتذكرنا بأهمية الحفاظ على جمالها الذي يكسوها غطاء نباتي فريد اللون، وقد أتينا لنزرع فيها بذور فاكهة نحبها وتوفرها لنا  كلما زرنا الغابة ونحظى بصحبة جميلة تحت ظلال الأشجار التي تمنع عنا حرارة الشمس والصيف وتلطف الجو.

الطفلة أسينات علي صف ثان، خرجت من الغابة وهي تحمل كيساً من جوزات الصنوبر وثمارها التي جمعتها بعد أن زرعت بعض البذور من الزيتون والمشمش والكرز كما علمتها عمتها عندما كانت تزورها في مزرعتها، وأشارت بأنها تريد أن تلون هذه الجوزات بألوان قوس قزح وتضعها في غرفتها لتكون جميلة.

السيد بسام عيسى، مدرب في فريق ثقافي جبلة: بعد أن قدم شرحاً مفصلاً عن أهمية هذه التجربة وقدم بعض النصائح والإرشادات في زراعتها والحفاظ على جذور النباتات إعادة حياتها، أشار إلى وجود قصص وتجارب واقعية كثيرة في البلاد الأوربية عن الوفرة وحققت نهضة اقتصادية مثل رجل مسن ندر نفسه لزراعة غابة فكان في موسم الزرع يغرس 1300 شجرة وعلى مدى 50 سنة حصل على غابة ضخمة جداً وفرت مدخولاً اقتصادياً من الخشب والعلف الحيواني، وشخص آخر كان يقوم بالرياضة والجري في طريق خال موحش فكان منه ليزرع الورود على الطريق التي جذبت سكان حيه ودفعتهم لممارسة الرياضة على ذاك الطريق، أما غيره وهما زوجان عجوزان يحبان الكرز وهو ما دفعهما لجمع الفصول ورميها في الأراضي العارية وإذا بهم يلاقونها في طريقهم أشجاراً مثمرة  يأكلون منها، ونحن في سورية لا نستفيد من الأشجار إلا كطبيعة ومحميات طبيعية محملة بالأكسجين والظل والفيء ومنتجات العلفية وليس أكثر من ذلك ويمكن لنا أن نستفيد من الخشب فلما لا نفكر به؟ اليوم بدأ الاهتمام بشجرة الباولينا وجربت زراعتها للاستفادة من خشبها وخلال أربع سنوات نحصل على شجرة بالغة طولها 30متراً نستفيد منها في صناعة الأخشاب وأوراقها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات 13% تستخدم علفاً للحيوانات وبنفس الوقت هي تخيم علينا  شمسية عريضة فيها الظل والفيء ونسبة عالية من الأكسجين وحالياً وزارة الزراعة تنشر الوعي حولها وتشجعها ولدينا  أيضاً شجرة الخرنوب وهي معروفة جداً بفوائدها ويحاولون إعادة زراعتها في المناطق التي تعرضت للحرق والدمار ونعلم جيداً فوائدها العديدة منها العلاجية والطبية وفيها فيتامينات عديدة، نحن اليوم نحاول نشر الوفرة بنثر بذورنا في هذه الجبال الرائعة .هي أول مرة لمبادرة نشر الوفرة.

السيدة آمال طوبال، رئيسة فريق بناء مهارات الحياة أشارت أنها المبادرة الأولى وعلى مستوى سورية لنشر الوفرة التي بدأت في اللاذقية وستغطي أريافها وتلم بأطرافها من خلال أعضاء الفريق الموجودين فيها كل في منطقته، وقد جاءت في وقتها في موسم زراعة البذور، لدينا حوالي 20 طفلاً مع آبائهم وقد خفف في عددهم نظراً للوضع الراهن والوقاية من المرض بأخذ التدابير الاحترازية، في السنة الماضية قمنا بماراتون (رئتك من رئة مدينتك) وتخلله حملة (في قلب الإسمنت) لزراعة الأماكن الخالية والخاوية من الأرصفة لنرد على زحف الإسمنت في المدينة وهي من النشاطات البيئية المتتابعة واليوم لنا أن ننشر الوفرة في ريفنا الجميل وغاباتنا التي تعرضت للاعتداء والجور عليها، كما جاء الهدف من المبادرة أيضاً تعويد الأطفال على الحفاظ على بيئتهم نظيفة ونضرة وعامرة بالخير والوفرة والجمال، وتعليمهم أن في البذرة حياة جديدة يمكنها أن تجدد الحياة في غاباتنا وتستمر بالعطاء فلا نرميها في الحاويات والنفايات وفي قلبها شجرة وبرعماً صغيراً، بل في أسوأ الاحتمالات هي سماد للأرض تستفيد منه الطبيعة وأيضاً فكرنا بالجذور ومنذ وقت طويل ونحن نشتغل على الموضوع ونحكي عن الضرر الذي لحق بالنباتات العطرية والطبية من قلعها عند قطافها ولدينا في منتصف الشهر الحالي محاضرة لمدير مؤسسة طبيعة بلا حدود تحمل نفس عنوان المبادرة والنباتات الطبية التي تنقرض لجهلنا بطريقة قطفها وغلطنا فيه الذي يؤدي لقلع الجذور، أرجو أن نحقق اليوم الغاية التي لأجلها.

بعد أن انتهت المهام ونثر الأطفال بذور الخير في الأرض اندفعوا لبعض اللهو فالصبيان رموا بكرتهم بين جذوع الأشجار وركضوا خلفها وآدم تسلق الشجرة وارتفع ليرى أصدقاءه يلتفون حوله خوفاً أن يقع، أما غيره من البنات فقد التفين حول أمهاتهن يتبادلن الأحاديث والمعلومات وغيره قضين الوقت في جمع النباتات وأوراق الأشجار، وغيرهن ابتعدن بخيالهن في الرسم والتصوير الضوئي لأجل دخول مسابقات وزارة الثقافة هذا العام، ولهم جميعاً التوفيق والنجاح وأيضاً كل الشكر والامتنان لما يعملون لأجل الوفرة  للطبيعة والإنسان، وسلاماً لهم وهم يخرجون من  أحضان تلك الطبيعة الوارفة بالجمال والاندهاش وعيونهم معلقة فيها وأرجلهم للوراء.

هدى سلوم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار