سفينة الجنون.. عودة الحياة إلى المسرح القومي بطرطوس

الوحدة 23-6-2020

ثقافة مع بروشور (سفينة الجنون)

 

سفينة الجنون، ارفعوا الأشرعة, بدأت الرحلة..  بهذه الجملة تبدأ مسرحية سفينة الجنون، وبها تستمر, وتنتهي.

هي رؤية المؤلف والمخرج الفنان نضال حمود مدير المسرح القومي بطرطوس الذي يبحر بالمشاهد, كما تبحر المسرحية في العبث..

سفينة, وأشرعة, وركاب يصعدون, أو ربان, وبحارة.. لا يهم.. المهم أن الصاعدين إليها هم أنفسهم الذين يقفزون منها, هم المتعبون, المضطهدون, المظلومون, والظالمون..

 والختام: سفينة هي الناجي الوحيد, فكل الذي فوق التراب تراب..

رؤية الفنان حمود الذي رفض الحديث عن عمله, وترك لنا كمشاهدين التحليل, والوصول لما نبتغي, ويبتغي  بعد متابعة العمل بفنانين أبدعوا بالدخول في عوالم شخصياتهم  المتألمة, الصاخبة, الصابرة, والمضطرة لتحمل مصائب الوجود الإنساني, واللا إنسانية حيث تصل كما يريد أصحاب العمل إلى: ابتسم للألم حتى يتوجع الوجع.

قد يرى المشاهد في العمل المسرحي الأول بعد انقطاع بسبب الكورونا والحظر, وعودة الحياة إلى المسرح القومي بطرطوس سوداوية, ويشعر بالألم, والضياع كما عشناه, ونعيشه منذ سنوات الحرب على سورية.. فالسفينة تتخبط بطاقمها, وركابها..

وقد يرى مجموعة مشاهد مؤلمة لشخصيات من دم, وروح, وأخرى كأشباح, هم  ألعاب من قماش تعيش الحالة, تتألم, تتأوه, وتصرخ من الحياة.

سفينة الجنون كما اسمها.. جنون الشهوة التي وجدت مع الإنسان كما الحيوان, لكن العقل هو الضابط الذي بضياعه يصبح الحيوان أفضل.. نموذج للحياة بوجهها الأسود رغم اللباس الأبيض للشخصيات..

سفينة تتشح بالسواد, والأحمر القاني، لون الدم, جروح الحياة, ومنها تولد الحياة إذ لا بد أن يتبع الألم ابتسامة..

وهنا كانت الابتسامة في ضحكة طفل .. ضحكة تزيل غيم المسرح, وغمامه, فتضاء الأنوار معلنة نهاية العمل.

 لعب الممثلون أدوارهم بمهارة.. غاصوا, ضاعوا, تألموا, وآلموا, وجرحوا, وحلقوا وهم يعيشون الحياة التي رسمها لهم العمل لذلك تراهم يحملون أجسادهم ألعاباً من قماش, يغوصون فيها, يتبادلون الأدوار حتى تصرخ..

أما الموسيقى فكانت هي الأخرى تتألم, وتصرخ ثم تهدأ.. نعيش هنا كي نحيا هناك.

سفينة الجنون مسرحية تعيد الألق للمسرح بعد هجرة, بدأت أول عروضها يوم الأحد 21/ 6 على المسرح القومي بطرطوس من تمثيل نصر مغامس, مارلين خليل, شذا حسن, حلا يوسف, مجد مغامس, عمار حمود، وقد تم اتخاذ إجراءات التباعد بين الحاضرين, وهي للكبار.

سعاد سليمان 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار