الشاي والقهوة بدأت تجارب زراعتهما في مركز تشرين وانتهت في هيئة البحوث الزراعية فهل يتم إحياء الفكرة من جديد؟
الوحدة 23-6-2020
الزراعة هي الحل و60% من صادراتنا هي من الإنتاج الزراعي هكذا وصّف وزير زراعتنا مساهمة الزراعة في اقتصادنا الوطني وفي توفير متطلبات أمننا الغذائي من مختلف منتجاتها الحيوانية منها أو النباتية وهي المساهمة التي تتضح أكثر إذا ما تعمقنا في مساهمة هذا القطاع في دخلنا الوطني وتوفير سبل العيش الكريم لشريحة واسعة من أبناء شعبنا ودخولها كمادة أولية في الكثير من صناعاتنا ناهيك عن دورها المباشر وغير المباشر في الكثير من المجالات التي تنعكس خيراً على وطننا ومواطننا وهي جملة الأمور التي جعلت هذا القطاع الحيوي والهام تنال جلّ اهتمام ورعاية القائد المؤسس حافظ الأسد الذي أعطى الزراعة والعاملين فيها كل ما يحتاجونه فما يقوله الفلاح قانون والدعم كله لكافة مستلزمات الإنتاج الزراعي وإمكانيات الدولة كلها في خدمة المشاريع التي تلبي حاجة القطاع الزراعي من مشاريع الري والاستصلاح إلى تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي بأيسر السبل إلى إحداث المؤسسات التي تعنى بتسويق الإنتاج الزراعي بمختلف أصنافه إلى غير إقامة المعامل التي تصنع هذا الإنتاج والتي امتدت على مختلف بقاع الوطن إلى ذلك من أشكال الدعم التي تمكنت سورية بفضلها من الانتقال من الندرة إلى الوفرة بل إلى الشكوى من فائض الإنتاج وأزمات التسويق في بعض المراحل.
وإذا كان لكل منتج زراعي قصته الخاصة به من القطن إلى الشوندر السكري وصولاً إلى القمح الذي تعتبر التجربة السورية رائدة في مجاله كونها مكنت القطر من امتلاك المادة الأساسية لإنتاج رغيف الخبز الذي يعتبر رمز السيادة وامتلاك القرار السياسي والذي كان ولا يزال الخط الأحمر الذي لا يجوز تجاوزه فإن اهتمام القائد المؤسس رحمه الله امتد ليصل إلى استشراف أفق وإمكانيات إدخال الكثير من المحاصيل الزراعية الأخرى التي تدخل في سلة الاستهلاك اليومي لمواطننا ومنها الشاي والقهوة التي سعى إلى إدخالها إلى قائمة زراعاتنا وهو الأمر الذي حدثنا عنه المهندس أحمد الشيخ يوسف الذي أشار إلى أن فكرة زراعة محصول الشاي تولدت لدى سيادته أثناء الزيارة التي قام بها في العام 1983 إلى الاتحاد السوفيتي السابق والتي سأل فيها خلال وجوده في جمهورية جورجيا عن زراعة الشاي وأتى خلالها ببعض الغراس والبذور الخاصة بهذا المحصول ليتم زراعتها في مواقع معينة من القطر حيث أوكل الموضوع في حينه إلى مركز تشرين في محافظة اللاذقية الذي تم فيه إجراء العديد من التجارب لاستنبات بذور الشاي وغراسها ضمن البيت الزجاجي الموجود فيه وذلك من خلال توفير متطلبات نمو هذا النبات في هذا البيت ليتم بعد ذلك زراعة بعض الغراس في مواقع محددة تتوفر فيها الشروط الملائمة لزراعة هذا المحصول والتي تتضمن التربة الحامضية والأمطار الصيفية التي تصل إلى 1200 ملم في السنة ومن هذه المناطق بوقا وكسب ثم تطورت هذه التجارب بجلب غراس لهذا المحصول من بعض الدول الصديقة الأخرى مثل إيران لتزرع في مناطق أخرى مثل كسب والسن.
إضافة لإقامة بعض التجارب لإنبات هذا النبات بالعقل الغضة وليتم بعد ذلك تسليم الموضوع إلى هيئة البحوث العلمية الزراعية وذلك وفقاً لما أشار إليه فحدثنا المهندس أحمد الشيخ يوسف الذي كان يشغل منصب مدير مركز تشرين في اللاذقية والذي أشار إلى أن الرئيس المؤسس وجه بإجراء التجارب الخاصة بإنبات نبات القهوة والتي تم زراعتها وإثمارها بعد جلب غراسها من اليمن والتي لاقت نجاحاً مقبولاً بعد توفير شروط إنباتها بعد توفير الشروط المناخية المطلوبة لها لتلاقي نفس المصير بعد ذلك ولتقف الأمور عند حدود التجارب التي انتظرت التطبيق علماً بأن النتائج كانت مبشرة وذلك ضمن إطار البحوث والتجارب التي أجريت في حينها.
وفيما لفت م. الشيخ يوسف إلى الاهتمام الذي أعطاه السيد الرئيس بشار الأسد للقطاع الزراعي وللعاملين فيه حتى في ظل الظروف الصعبة التي نمر فيها من حرب وحصار فقد أعرب عن أمله في إحياء هذه التجارب والبدء من حيث ما انتهت للوصول إلى تعميم هذه الزراعة التي يمكن في حال تعميمها ونجاحها أن تسهم في تحقيق اكتفائنا الذاتي من هاتين المادتين بل وربما الانتقال من مرحلة ما إلى التصدير وهو الأمر الذي يدعم خزينتنا العام إن كان من خلال تخفيف فواتير الاستيراد على الأقل في المرحلة الأولى أو تأمين إيرادات جيدة من خلال التصدير في مرحلة لاحقة وفي كلتا الحالتين فائدة وخير لاقتصادنا الوطني ولمواطننا ولا سيما في هذه الظروف الراهنة التي يجب أن يعطى فيها القطاع الزراعي كل اهتمام لمواجهة ظروف الحصار الجائر المفروض على سورية بهدف كسر إرادة صمودها وهو ما استعصى على الأعداء تحقيقه بالميدان العسكري ويحاولون تحقيقه عن طريق الحصار الذي سيكون مصيره الفشل.
نعمان أصلان