عمليات تجميل الأنف من الكحل إلى العمى…

الوحدة 21-6-2020

 

تتسابق معظم النساء في عصر الموضة الحالي للوصول إلى أعلى مراتب الجمال والحصول على لقب أو تشبيه  يليق بجمالهن حيث تخسرن مبالغ هائلة من أجله،

 فهل التشبيه الذي ستنلنه هو لمغنية مشهورة أو ممثلة عالمية أو ربما جميلة من جميلات هوليود؟!

وتعتبر عمليات تجميل الأنف من أكثر العمليات التي تشهد إقبالاً لافتاً من قبل النساء والرجال لأسباب عديدة متعلقة بعيب خلقي أو عاهة ما أو حادث معين وأسباب أخرى مرتبطة بالجمال والأناقة والموضة وغيره، فهل نجاح العملية يتوقف على براعة وخبرة  الطبيب المختص أم في حال فشل العملية وعدم تحقيق النتيجة المطلوبة سيتحمل المريض أو مغرم التجميل مسؤولية الفشل؟!

وحول ذلك كانت لنا وقفة مع عدد من الأشخاص الذين خاطروا وجازفوا في غياهب عالم التجميل وسردوا لنا ما حصل معهم.

تقول هبا: منذ حوالي ثلاث سنوات قررت إجراء عملية جراحية لمنطقة الأنف بسبب معاناتي وشعوري بالخجل أحياناً من انحراف ملحوظ بعض الشيء في الجزء العلوي وبعد استشارتي لأحد الأطباء الذي أكد لي أنني سأحصل على نسبة نجاح عالية  قررت إجراء عمل جراحي تجميلي كامل للأنف بحيث يتم تغيير شكله بشكل لافت والحصول على شكل جميل أرغب به وهو المطلوب والمرغوب لدى أغلب الفتيات فكان طلبي أنفاً مرفوعاً أو ما يسمى بالعامية  (أنف ذو قبة)  مع طلبي تصغير ذروات الأنف وبعد خضوعي للعمل الجراحي الذي ليس بالسهل وخاصة الأسبوع الأول بعد العملية حيث صعوبة تحمل الجبيرة وإزالة الفتائل القطنية من الأنف والنزف وغيره وكل ذلك يحتاج إلى تحمل وصبر من قبل المريض ورغم كل ذلك لم أحصل على النتيجة التي طلبتها ولا أنكر أن الانحراف خف بعض الشيء ولكن لم أحصل على الشكل الذي أردته إضافة  أنني لاحظت إحدى ذروات الأنف أكبر من الأخرى وهنا قررت إعادة العمل الجراحي، وبعد مضي 6 أشهر قمت بإعادة العملية ذاتها عند طبيب آخر وقد نجحت عمليتي ورضيت بالنتيجة ولكن كان ذلك بعد إجراء عمليتين  كلفتاني ألماً وانتظاراً ومبالغ كبيرة ليس بالسهل تأمينها وتضيف هبا: إن عمليات التجميل بمثابة مخاطرة  ومغامرة فقد يحصل المريض على ما يرغب وهذا شيء جيد ورائع أو يخسر كل شيء من مبالغ دفعها مع عدم الحصول على نتيجة مسرة  لأسباب مختلفة وهنا يقع الفأس برأس المريض ليبدأ رحلة البحث عن الترميم والإصلاح مجدداً.

ميرنا تكشف أنها قامت بإجراء أربع عمليات جراحية حتى تمكنت من الوصول إلى ما تريد علماً أن الطبيب الذي أجرى لها أول عملية قام بتشويه غضاريف الأنف وأصبحت لديها صعوبة كبيرة في التنفس هذا ما ولد لديها خوف من إعادة العملية عند  نفس الطبيب الذي تكفل بإعادة العمل الجراحي إلا أنها رفضت إعادتها عنده

 على حد قولها، لتبدأ رحلة ميرنا بالبحث عن طبيب آخر يقوم بإصلاح المشكلة التي تواجهها وكل ما قامت باستشارة طبيب يعطيها نسبة ضئيلة بنجاح العملية لعدم وجود غضاريف يتم الاعتماد عليها لتحسين وتعديل شكل الأنف كما أخبرها الأطباء الذين    استشارتهم ورغم ذلك خاطرت لأكثر من مرة في إعادة العملية ولم تحصل على اي تغيير أو تحسن إلا بعد إجراء العملية الرابعة حيث حظيت بنتيجة جيدة وقد تم ترميم الأخطاء السابقة ولكن بعد معاناة حملت في طياتها تعباً وألماً نفسياً ومادياً لسنين طويلة.

علي شاب في ٣٨من العمر خضع لعملية جراحية للأنف منذ حوالي ست سنوات مبدياً إعجابه بالشكل الذي توصل له بعد العملية الجراحية الأولى وذلك  بسبب معاناته السابقة من الانحراف الواضح في شكل الأنف، هذا ما دفعه للتجميل وهو راض جداً عن الشكل الذي توصل له على حد تعبيره موجهاً رسالة شكر للأطباء عامة ولأطباء التجميل خاصة لجهودهم وخبرتهم التي تستحق كل الاحترام والتقدير.

الدكتور الأخصائي بأمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة محمد عبد الرحمن:

عمليات تجميل الأنف يتم من خلالها تجميل شكل أو حجم الأنف كاشفاً عن أهم الأسباب الشائعة لعمليات تجميل الأنف كتضيق فتحة الأنف الذي يعيق التنفس أو تعرض الأنف لكسر معين أو رضوض جراحية وربما مشاكل خلقية في تركيب الأنف وأسباب أخرى متنوعة.

ويشير الدكتور عبد الرحمن إلى أن سن ١٧ عاماً هو أفضل مرحلة عمرية لإجراء هذا النوع من العمليات الجراحية وخاصة للإناث منوهاً إلى أهمية وضرورة إجراءات الكشف الطبي عن حالة المريض الصحية قبل القيام بالعمل التجميلي من خلال التحاليل الدموية الطبية والاستشارات القلبية والصدرية والصور الشعاعية والفحص المتقن للأنف للتأكد من سماكة الجلد وقوة غضاريف الأنف.

ولابد للطبيب المختص الاستعانة ببرامج الصور الفوتوغرافية قبل إجراء العملية للمريض وأخذ صور أمامية وجانبية ومائلة لدراسة التعديل المناسب لشكل الأنف بالتفاهم مع المريض، وبعد إجراء العملية لا بد من وضع الجبيرة على ظهر الأنف لمدة أسبوع ثم وضع لاصق طبي عدة أيام مع مراعاة استخدام كمادات باردة حول العينين ورفع الرأس عن مستوى الجسم أثناء النوم وتجنب التعرض لأشعة الشمس مع التقيد الكامل بإرشادات الطبيب.

ويؤكد الدكتور محمد أنه يمكن للمريض العودة لحياته الطبيعية وممارسة الرياضة بعد مرور أسبوعين للعملية الجراحية التي أجريت له، أما في حال عدم نجاح عملية الأنف وعدم حصول المريض على النتيجة المرغوبة والمطلوبة أو حدوث اختلاطات معينة كهبوط ظهر الأنف وتضيق الدسام وغيره التي قد تنتج عن تقنيات جراحية خاطئة أو ربما لعدم التزام المريض بالنصائح الطبية فهنا من الضروري إجراء بعض الإصلاحات الترميمية بعد مضي ستة أشهر على العملية الجراحية، مبيناً أن الترميم يتم عندما يكون هنالك انهدام بظهر الأنف أو استئصال خاطئ لعظم أو غضاريف الأنف أو نتيجة ورم دموي وخراج بالحاجز الأنفي دون معالجة إسعافية هنا لابد من إجراء تطعيم بظهر الأنف بواسطة غضروف من صيوان الأذن أو من الغضاريف الضلعية، وفي حال الحاجة لعملية ثانية يشدد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التفاهم المسبق مع المريض وشرح له التفاصيل التي تستدعي حاجته لمرحلة ثانية.

رئيس فرع نقابة أطباء اللاذقية الدكتور منذر بغداد يقول: توجد لدينا نخبة من أطباء التجميل البارعين والمتميزين الذين أثبتوا جدارتهم وخبرتهم القيمة التي تستحق كل التقدير، إلا أن هذا الأمر لا يعني أن كل عمليات التجميل ستكون نسبة نجاحها عالية أو تحقق نسبة 100%، فقد لا يحصل المريض على نتائج مرضية كما يتوقع أو الشكل الذي رسمه في مخيلته وقد يعود الأمر لاختلاطات مختلفة متعلقة بطبيعة جسم المريض (الجلد)، أو عدم التزامه بالتعليمات والتحذيرات التي يرشده بها طبيبه المختص بعد إجراء عملية تجميل الأنف كعدم التقيد باللصاقة الطبية أو التعرض لإصابة معينة في الأنف والنوم غير الصحي إضافة إلى أسباب متعلقة بمدى خبرة الطبيب المختص ونسبة تجاربه الجراحية على المدى الطويل.

وبالنسبة لارتفاع تكاليف عمليات التجميل عامة وتجميل الأنف خاصة يبين الدكتور منذر: هذا مرتبط بارتفاع تكاليف أسعار المواد الطبية والتجميلية وصعوبة تأمينها وتوفيرها نتيجة الحصار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد موضحاً أن هناك تسعيرة خاصة لأي عمل جراحي طبي  تحدده وزارة الصحة  وذلك بناءً على الوحدات الطبية.

ويؤكد الدكتور بغداد أنه في حال ورود أي شكوى خطية للنقابة من أي مريض حول خطأ طبي معين يتم متابعتها من قبل مجلس النقابة وعليه يتم تشكيل لجنة طبية من اختصاصيين بموضوع المشكلة مع وجود طبيب من النقابة  (ضمن الاختصاص) لدراستها بعد حضور أصحاب العلاقة من الطرفين (المريض والطبيب) ومن ثم يتم تقديم تقرير مفصل من قبل اللجنة  حول المشكلة لاتخاذ الإجراءات ووضع الحلول بالنسبة لعدد الشكاوى التي ترد للنقابة.

 وذكر الدكتور منذر أنها لا تتجاوز ست شكاوى خلال ستة أشهر مشيراً إلى وجود بعض مراكز التجميل غير المرخصة التي أصبحت تتعدى على مهنة الطب موجهاً رسالة ونداء لجميع المواطنين بضرورة تبليغ نقابة الأطباء عن أي مركز تجميل غير مرخص لاتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة.

من المعروف أن أطباء التجميل عندما تتم استشارتهم حول أي عملية تجميل سيفصحون للمريض عن تكلفة العملية التي لا ترحم والتي قد تصل لأرقام خيالية ليس بالسهل تأمينها، ولو أردنا القول بأن المريض غير مضطر لعمليات كهذه فلا نستطع ذلك لأن هناك أسباباً خاصة مختلفة تدفعه لذلك بعيداً عن منافسات مغرمي التجميل وعصر الموضة وغيره ولنكمل ما كنا نود قوله.

إذاً، الطبيب يفصح للمريض بكل جرأة أنه لا يمكن أن يقوم بالعملية قبل تقاضي المبلغ المطلوب ومع الوعود التي يرسمها الطبيب للمريض حول الحصول على نتائج رائعة هذا من شأنه سيسهل على المريض خسارة هكذا مبلغ ولكن بعد خروجه من العملية وصدمته بالنتيجة التي لم يتوقعها ما الذي سيسهل عليه مصيبته والتي أصبحت بدل الصاع صاعين وهو خسارته لمبلغ باهظ  قد ذهب سدى وعدم تحقيق رغبته المرجوة من العملية الجراحية؟

جراح عدره

تصفح المزيد..
آخر الأخبار