في طرطوس.. سوق فايز منصور ينال شهادة الإيزو..!

الوحدة 21-6-2020

 

منذ عدّة سنوات يتصادف مرورنا في منطقة مهجورة ومقطوعة، شارع رئيسي باتجاهين، مظلم تحفّ به أشجار الكينا الضّخمة وتنتصب في وسطه أعمدة، هي للإنارة لكنّ لمباتها إما محروقة أو نُقلت إلى أماكن أكثر أهمّية، هي سوق الشهيد فايز منصور، وهو سوق تم إنشاؤه منذ سنين عديدة لبائعي البسطات في طرطوس، بدلاً من انتشارهم هنا وهناك بطريقة عشوائية تسيئ للناس وللمنظر.

سيدة ومعها ابنها المعاق تقف وحيدة في السوق منذ الصباح، تعمل بائعة ومعتمدة للخبز، بالجهة الغربية من السوق، بادرناها بالسلام فردت عليه، أخبرتها أننا من صحيفة الوحدة ونرغب بالاستعلام عن هذا السوق المهجور، ليأتي في ذات اللحظة التي أخذنا بالتقاط الصور رجل من الجهة الشرقية، بائع هو الآخر، يفرد بضاعته على الرصيف المقابل، يحرس تلك الجهة، مستفسراً، فأخبرته أننا نعمل بالصحافة وهمّنا المصلحة العامّة، فقال لي (لشو الحكي، شو الفائدة، اجتنا عشرات الصحف والتلفزيونات والصحفيين ولم نستفد شيئاً) وهمّ بالمغادرة، فقلت له: (طيب خلينا ندردش قليلاً، عم نسولف شو خسران، نحن في صفّك حاكينا قليلاً، فبدأنا سويّة حوارنا القصير والمعبر).

السيدة قالت: أنا ربة منزل وولدي معاق وزوجي مقعد، اشتريت هذا المحل من رجل لا شغل له به.

ولماذا كل هذه المحلات مغلقة: أجابت: كل من اشترى محله هنا ليس بالضرورة بحاجة له فبعضهم يعمل بالبحر أو عندهم محلات تجارية وليس بهم حاجة للعمل بالسوق أو للمحل، كما أن السوق غير مخدّمة.

قالت: تعالوا إلى داخل السوق وانظروا للقذارة، وهناك في وسط السوق يظهر كلب أسود له أربع سنوات، يربيه صاحبه للحراسة فالسوق عرضة دائماً للصوص والحرامية.

والآجار الذي تدفعونه؟ تجيب السيدة والشاب: ثلاثون ألف ليرة كلّ سنة، وهي ضريبة مالية للبلدية وبدون أي خدمات أو مقابل.

الشاب الذي أكّد أن محالاً كثيرة تعرضت للخلع والسرقة وهو شخصياً محلّه تعرّض للسرقة ثلاث مرات وكانت خساراته بمئات الآلاف من الليرات، والكلب الموجود وضعه صاحبه لحراسة محله ففيه بضاعة غالية، والسوق بلا إنارة إلا من عمود وحيد فيه لمبة إنارة واحدة شغّالة لكن أشجار الكينا العالية تحجب الإضاءة منها تماماً،  والسوق من الداخل غير مخدّم بالكهرباء! ليكون الظلام سيد الموقف.

يُضيف: الشارع يمتلئ بالأوساخ والقاذورات والحفر، الخدمات غائبة تماماً، البنية التحتية لاوجود لها.. نسأل لماذا؟ فيكون الجواب: كان هناك عامل بلدية يقوم بالتنظيفات الاعتيادية لكن فوجئنا بانتقاله للشارع الواصل بين دوار المطاحن والعقارية الجديدة، لأن مسؤول سكن هناك، على ذمة الراوي! هذا بعض مما قالوه وليس كلّه..

الكرة بملعب البلدية أو المحافظة، أفيدونا بما لديكم!

أحمد كريم منصور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار