الوحدة: 18- 6- 2020
في كل عام يصاب العشرات بالتسمم جراء تناول سمك البالون وكل ما تقوم به الهيئة العامة للثروة السمكية نشر رسالة توعية ربما لا تصل للمستهدفين منها ومديرية الصحة تقدم الإسعافات اللازمة وتحذر من تناول هذا النوع من الأسماك التي يتم وصفها بالسامة وهذا الحال عمره سنوات حيث بلغ عدد حالات التسمم في العام الماضي ثلاثين حالة وفي عام 2016 تم تسجيل 13 حالة وفاة، ومنذ يومين أصيبت عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص بالتسمم، وعلى الفور سارعت الهيئة العامة للثروة السمكية بتوجيه رسالة تحذيرية الى المواطنين تدعوهم فيها إلى الامتناع عن شراء وتناول سمكة النفيخة ( البالون) والسؤال هنا ألا توجد طريقة عملية تحول دون وقوع هذه الحوادث ثم ألم تدرك الجهات المعنية أن توجيه الرسائل والدعوات الكلامية لم تجد نفعاً منذ سنوات والسؤال الأهم لماذا لا تحدث مثل هذه الحوادث في الدول الأخرى علماً أن سمكة البالون ليست محلية على سواحلنا، حيث فند الصياد العتيق أبو العبد شاهين معلومات تفصيلية حول هذا النوع من الأسماك موضحاً أنها غريبة عن البحر المتوسط بشكل عام وعن سواحلنا بشكل خاص، واستوطنت بأعداد ضخمة، بدأت بالهجرة من البحار الدافئة كالمحيط الهندي والبحر الأحمر وذلك عن طريق قناة السويس، وانتشرت في كامل المتوسط وتركزت في شرقه، ويعود سبب هجرتها وتكاثرها بشكل كبير إلى ارتفاع درجات حرارة البحر المتوسط وانعدام وجود مفترس طبيعي لها فيه، بالإضافة لقدرتها العالية على التكيف وقدرتها على وضع 3000 بيضة في كل مرة.
هناك أكثر من 120 نوعاً لسمكة البالون وبأشكال مختلفة، تعيش معظمها منعزلة في مناطق منفصلة، سجل منها في المتوسط حتى الآن 21 نوعاً.
المادة السمية الموجودة في سمك البالون تعتبر أقوى من الزرنيخ بـ10 آلاف مرة ولا يوجد أي دواء معاكس لها حتى تاريخه.
وتتمثل أعراض الإصابة بالتسمم بسمك البالون، بالإقياء والتنميل في الشفاه والأطراف ثم يتفاقم إلى شلل عضلي وتنفسي يكون خلالها الشخص المصاب بالتسمم مشلولاً تماماً ثم تحدث بعدها الوفاة.
وتقول الدراسات أن كل 25 ملغ من هذه المادة قادرة على قتل شخص بوزن 70 كلغ، أما إذا كانت قليلة السمية فتتم معالجة المريض بالمشفى حصراً عن طريق دعم هوائي لجهاز التنفس وإفراغ المعدة من السوائل.
هناك أنواع من سمك (البالون) أما الأكثر شيوعاً، نجد أن السمكة تنفخ جسمها عند اقتراب أي خطر منها عن طريق ابتلاع كمية زائدة من الماء أو الهواء ليصبح شكلها منفوخاً كالبالون، وتتميز بوجود كيسات غدّية سامة تسمى (تترادودوكسين) وتزداد السمية في السمكة خلال فصلي الربيع والصيف أثناء التكاثر.
بقي أن نؤكد أن توزيع منشورات على محال بيع الأسماك لتعريف الصيادين والمستهلكين بهذا النوع من السمك وأضراره ليس كافياً ولا بد أن يتم اتخاذ إجراءات عملية لمنع بيعه، لأن هذا النوع من السمك السام يباع بأسعار رخيصة وهذا ما يشجع الناس على شرائه.
هلال لالا