(لا تشكيلي ببكيلك)… الإمكانيات تطوق المناطق الحراجية قبل الحرائق

الوحدة: 18- 6- 2020

 

قال رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا إن المديرية تقوم بترميم وصيانة جميع الطرق الحراجية وخطوط النار المنتشرة في المواقع الحراجية والغابات في ريف محافظة اللاذقية، بحيث تصبح سالكة لمرور صهاريج الإطفاء وباقي آليات التدخل عند حدوث الحرائق.

وأضاف: يتم تنفيذ خطة ترميم تلك الطرق بالآليات الهندسية الموجودة لدى (زراعة اللاذقية) وبآليات المشاريع التابعة للوزارة، علماً أن أعمال الترميم تعود بالفائدة أيضاً على المزارعين (مالكي الأراضي المجاورة) من حيث نقل محاصيلهم ومنتجاتهم الزراعية عبر شبكة طرق حراجية مزدوجة المنفعة من تخديم مواقعنا الحراجية أولاً وخدمة المزارعين ثانياً بطول 2000 كم، شق منها هذا العام 11,3 كم من أصل الخطة البالغ 37 كم، ولا نغفل بأي حال صعوبة تخديم بعض المواقع الحراجية ذات التضاريس القاسية (منحدرات شديدة، بنية صخرية، إلخ..) وفي السياق ذاته نراسل الجهات ذات الصلة لتنظيف جوانب بعض الطرقات العامة وتحت شبكات التوتر الكهربائي، وعلى جوانب السكك الحديدية من الأعشاب والنباتات القابلة للاشتعال قبل بدء موسم الحرائق، ونتخذ احتياطاتنا بالتعميم على كافة العاملين لوضعهم أمام مسؤولياتهم حال نشوب حريق سواء بالتدخل أو الإبلاغ تحت طائلة المسؤولية للمقصرين.

وكما قمنا بتوزيع الآليات الهندسية في مواقع الغابات بحيث تنفذ خطة الترميم والشق المقررة وكذلك أفضلية القيام بأعمال الاستصلاح للأراضي الزراعية المجاورة للغابات في فصل الصيف (ذروة حدوث الحرائق) وذلك للاستفادة منها في إخماد أي حريق يحدث في تلك المواقع وتوضع جداول بأسماء السائقين للآليات الثقيلة مع أرقام هواتفهم من أجل المؤازرة، وتم توزيع صهاريج الإطفاء لدى المديرية على المواقع الحراجية وحسب أهمية كل موقع بواقع 34 إطفائية وثلاثة صهاريج، ووضع 18 جراراً مع مقطورة مياه ومضخة لاستخدامها كإطفائية مع الفرق الميدانية في بعض المواقع البعيدة والحساسة التي لا تصلها الإطفائيات نتيجة صعوبة التضاريس وعدم القدرة على شق طرقات حراجية بالشكل الأمثل حيث أثبتت هذه التجربة فعالية كبيرة في مخصص كل من شعبتي حراج قسطل معاف وربيعة لجرارين وحراج جبلة بثلاثة، وحراج الحفة بـ (4) وعين عبدو بجرار واحد والقرداحة بـ (3) جرارات، وزودت فرق الإطفاء بمضخات ظهرية وذلك لاستخدامها في المواقع التي يصعب وصول الآليات إليها ولها فاعلية كبيرة ومجدية في بداية الحريق.

ودائرة الحراج في محافظة اللاذقية موزعة على ست شعب حراجية تغطي جميع المناطق في المحافظة وآلية عمل الشعب الحراجية ينظم من خلال المحاضر وعددها 26 كل واحد يضم من (3-6) عناصر ضابطة حراجية ومجموعة من الحراس الحراجيين مهمتهم الحفاظ على الغابات والثروة الحراجية من جميع أنواع التعدي.

وتعتمد الدائرة على 7 مراكز إطفاء وحرائق، اثنان خارج الحدمة وهي (ربيعة وعين عبيدو) وخمسة مراكز موزعة على (جبلة والقرداحة والقليلة والحفة وقسطل معاف) مهمتها الرئيسة إخماد الحرائق الحراجية والمساهمة في أعمال القطع والتربية والتنمية مع إيلاء الاهتمام للمواقع الأكثر حساسية وخصوصاً الغابات الصنوبرية والمحميات الطبيعية، وفي المواقع الحراجية البعيدة عن مراكز الإطفاء تشكل فرق حرائق التدخل السريع وعددها 13 فرقة وهي: (وادي قنديل، بيت حليبية، سولاس، السكرية، البهلولية، كرم المعصرة، عين التينة، قلعة المهالبة، الشعرة بمسالخ، البودي، فرقة المديرية).

هذا وتجهز كافة المحطات اللاسلكية وتجري صياناتها حسب الإمكانيات المتاحة مثل شواحن بطاريات، كبل هوائي، مع كافة التجهيزات اللازمة من مناظير وأجهزة سلكية ولا سلكية مع إيصال الكهرباء إلى الأبراج التي يمكن تغذيتها بالكهرباء وتركيب ألواح طاقة شمسية على بعض الأبراج صعبة الوصول ومن الأبراج الجاهزة وفي الخدمة حالياً (الزيتونة- الحفة – عين التينة- القرير- القرداحة- الأربعين- القليلة- بشيلي- البهلولية- سولاس).

مع العلم أننا نعاني من نقص بالقطع التبديلية للأجهزة اللاسلكية وهناك 24 جهازاً لاسلكياً في المحطات الثابتة منها: 10 مفقود، 22 معطلاً، 12 جاهزاً.

وفي المحطات المحمولة على السيارات يوجد 23 جهازاً لاسلكياً منها خمسة أجهزة معطلة و18 جاهزة.

ويوجد 125 جهازاً محمولاً 18 منها مفقوداً وخمسة معطلة و102 جهازاً مفعّلاً.

والحاجة ماسة إلى إطفائيات إضافية وصهاريج تغذية، وهذا يقودنا للقول: إن الإمكانيات المتاحة لإدارة وتنظيم الغابات خجولة ونطمح لزيادة الاعتمادات والإمكانيات بشكل كبير مقارنة بحجم العمل الذي لدينا وإن استمر الوضع الحالي على ما هو عليه فإن إدارة وتنظيم الغابات لن تستطيع القيام بعملها الأساسي بإجراء عمليات تربية وتنمية لجميع المواقع الحراجية في محافظة اللاذقية مما يؤثر سلباً على أدائنا عند حدوث حرائق من حيث سرعة انتشار النيران وزيادة المساحات المحروقة وصعوبة في عمليات الإخماد، لا سيما أن قلة الاعتمادات هذا العام أثر سلباً على تنفيذ الخطة السنوية للطرقات من شق وترميم وصيانة للطرق الحراجية وخطوط النار، كذلك اعتمادنا على العمالة الموسمية مما يجعل العمالة الجيدة و ذات الكفاءة تبحث عن العمل بعيداً عن الإطفاء والعمل في قطاعات خاصة للأجر الأفضل والأكثر وبالتالي العمل بعمالة ذات كفاءة منخفضة الأمر الذي ينعكس سلباً على جودة العمل.

زد على ذلك النقص في نقاط المياه وخاصة في المواقع الحراجية وإذا وجدت تلك النقاط التابعة لمؤسسة المياه يوجد صعوبة بالاستجرار منها حيث أن معظم نقاط المياه تتركز في المناطق ذات التجمعات السكنية البعيدة عن المواقع الحراجية وبالتالي تستغرق الإطفائيات أحياناً وقتاً طويلاً لتعبئة المياه من المناهل البعيدة مما يزيد  من التكاليف ويؤثر سلباً على عملية الإخماد ويؤدي ٍلامتداد الحريق على مساحات واسعة.

يضاف إلى ذلك كثرة الأعطال للإطفائيات والصهاريج بسبب قدمها وزيادة الضغط عليها أثناء الإخماد عدا عن خروج الكثير من أبراج مراقبة الحرائق من الخدمة لأسباب مختلفة كسيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة على بعض المناطق وتعطل المحطات اللاسلكية وعدم توفر القطع التبديلية لإصلاحها.

ولأن حرائق الغابات من أصعب الحرائق بسبب تواجدها في مناطق ذات طبيعة جغرافية قاسية ( جبال، وديان، سفوح) إضافة لتداخل الأراضي الزراعية مع الغابات، كل هذه العوامل تزيد من الأعباء في مكافحة الحرائق، ففي بعض الحالات تصلنا أعداد كبيرة من المؤازرات الخارجية، لكنها بدون جدوى لعدم قدرة بعض الإطفائيات على سلوك الطرقات الحراجية، كونها لا تمتلك نظام دفع رباعي مما يؤدي إلى نتائج عكسية من خلال زيادة عددية ضمن الموقع تؤدي لإرباك العمل.

كما أن إخماد الحرائق الزراعية غير واردة ضمن خطة مكافحة الحرائق الحراجية وبالتالي توزع الإمكانيات  لا يكون لدينا بالشكل الأمثل لأن جميع إمكانياتنا (إطفائيات، عمال حرائق) متوزعة في المواقع الحراجية لا سيما أنه لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع كبير لدى المزارعين في خدمة أراضيهم.

خديجة معلا

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار