الوحدة: 16- 6- 2020
لأن الطفل اللبنة الأولى والأساس الاستراتيجي لجميع المجتمعات , كان ولا زال لبناء عقله التعليمي والتربوي مع الترفيهي الاهتمام الأول في خلق كل الأساليب والأدوار الفاعلة واستثمارها فيما بعد بأجيال تبني الأوطان.
من هذا المنطلق كان للنشاطات العامة والخاصة في سورية اهتماماتها الحثيثة التي تتضمن الإصرار والطموح لبناء الشخصية السورية الأصيلة والعريقة .
مهرجان( بسمة طفل), أحد هذه الجوانب الفاعلة في هذا المضمار حيث كان له تاريخ في محاكاة الطفل في سنينه الأولى ضمن أعمال قيّمة تحترم عقل المتلقي , ورغم كل الظروف الصعبة التي مرت على سورية مازال النبض نفسه يصّر على التشارك العقلي لكل ما هو يصّب في مصلحة المجتمع ورقيّه.
في شمعته السابعة أقامت جريدة الوحدة يوم الإثنين الواقع في 15-6-2020 ندوة حوارية للمخرج والكاتب المسرحي هاني محمد رئيس جمعية أسرة مسرح الطفل ومدير مهرجان بسمة طفل مع الدكتور سائر صليبه الأستاذ الجامعي في كلية الهندسة البحرية بجامعة تشرين ,والحاصل على شهادة دكتوراه اقتصادية مدير الشؤون الهندسية والخدمات في جامعة تشرين بحضور رئيس تحرير جريدة الوحدة الإعلامي غانم محمد وأمينة التحرير للشؤون الثقافية والفنية والمنوعات نور حاتم وعدد من الصحفيين ، حيث تضمنت الندوة العديد من التوضيحات والإجابة عن الاستفسارات التي طرحت من الزملاء الصحفيين والتي بدأها رئيس التحرير غانم محمد بالترحيب بالمحاضرين والزملاء فقال: نرحب بالأستاذ هاني محمد والدكتور سائر صليبه ونشكرهما على الجهود الشفافة والمستمرة ،لأنهما متمسكان بالبسمة التي يزرعانها كل سنة باستمرارية المهرجان , أحييّ هذا الإصرار على هذا الَنفس والطموح والدعم في هذه الظروف الصعبة والذي يزيد تقديره عندنا وعند الغير , وهذا ما نشهده ونلمسه على وجوه الأطفال من سعادة من خلال ما قدمته جمعية أسرة مسرح الطفل في هذا المهرجان ونحن حريصون كصحفيين على القيام بكل ما نستطيع للإضاءة على كل ما تقوم به هذه الجمعية، وفقكم الله في كل تقدمة أسرة مسرح الطفل لبناء الطفل السوري دائماً.
بدأ د. سائر صليبه حديثه شاكراً أسرة جريدة الوحدة قائلاً:
نشيد بجريدة الوحدة وعراقتها وما تقدمه من مواد إعلامية بغض النظر عن الظروف المالية , ورغم كل الظروف نحن سعيدون جداً ،لأننا نجتمع في هذا الصرح الإعلامي وأنا أؤكد أن البسمة يجب أن تنطبع على وجوه الأطفال وأنا كوني مدرساً جامعياً، أقول لطلابي دائماً بأن جيل هذه السنوات عانى من الظروف الصعبة التي مرت على سورية ولكن الشعب السوري بكل أطيافه شعب جبار وصامد عبر التاريخ , لا يهزمه شيء, فهو دائماً منبع للحياة ولهذا نحن حريصون دائماً على خلق البسمة عبر ما نقدمه من أعمال ).
أردف المخرج المسرحي هاني محمد ترحيباً بادئاً قال فيه : ( نشكر جريدة الوحدة التي تواصلت مع المهرجان الطفولي منذ بدايته , مهرجان الطفل بدأ منذ بداية الأزمة, ونحن مستمرون في هذا المهرجان ورغم استثنائية هذه السنة مع جائحة الكورونا التي خلقت ظرفاً غير اعتيادي تابع مسرح الطفل عمله ونحن الآن في الدورة السابعة ونأمل استمرار هذا المهرجان في القادم من السنوات لزرع البسمة والفرح الذي نأمله لأطفالنا دائماً).
– حول النصوص الفاعلة وآلية عمل جمعية مسرح أسرة الطفل وكل تفاصيل الفعاليات كانت الأسئلة الحوارية مع الضيوف:
والبداية مع الزميلة مهى الشريقي :
-في غياب النصوص المناسبة للأطفال كيف يمكن خلق الأعمال الفاعلة في هذه الظروف ؟.
أجاب السيد هاني محمد : مسرح الطفل هو السهل الممتنع ونحن مع مقولة( إذا لم يكن بداخلك طفل ابتعد عن مسرح الطفل ) نحن نتوجه لشريحه مهمة جداً لذلك هذا الأصعب والأهم , بالنسبة للمصداقية والنقد المسرحي لا أخفي عنك أنه هناك معاناة لمسرح الطفل حيث نجد في الكثير من الحالات فيها التكرار والاقتباس من نصوص عالمية , أعمالنا نحرص فيها دائماً على إعطاء دروس بشكل مدروس يتكامل مع القصة والمؤثرات لتقديم الهدف بإطار المتعة والإفادة, في جو يطغى عليه الأعمال التجارية التي تقدم للطفل نحن نحرص لتقديم مسرح مؤثر فاعل يؤدي رسالته المطلوبة .
الزميلة لمي معروف :
-كل عمل يحتاج إلى راع ونحن نعرف أن الاهتمام الأساسي في الروضات تربوي تعليمي لماذا لا نفتح مكاناً للطفل تأخذون دوركم التوجيهي حيث يضاف إليها الجانب الترفيهي الذي يصبّ في هدفه التربوي والتعليمي ؟
– منذ ولادة مسرح الطفل عام 2006 هذه الجمعية خرّجت 200 طفل (كورسات) تحديداً في فن المسرح وتقوية الشخصية وتكوينها، بالنسبة للجمعية تبني نفسها بنفسها وبمصادر خاصة صغيرة ونحن نتوجه بجولات للمدارس بكل مناطقها ونحن نحرص على تقديم الأعمال النوعية وليست الكمية والمهرجان سيوضح ويعكس هذه الجهود النوعية للأطفال وما ستقدمه بأسعار رمزية ونشاطات، لأن الجمعية ليست جمعية ربحية إنما الغرض تقديم النوعية البناءة للعقل والروح معاً.
– الزميلة هدى سلوم
تقدم المكتبة العمومية للأطفال وفريق بناء المهارات وتنسيق اليافعين هذه الجمعيات الفاعلة دوراً هاماً في القراءة والتحليل، لماذا لا يتم التنسيق والاتجاه نحو هذه الفعاليات , ولماذا لا تشاركون الطفل في الكتابة المسرحية ؟
– هذه الكوادر الفاعلة ضمن نشاطاتها المميزة كافة قسم منها كان ضمن طاقم عمل جمعية مسرح الطفل , ونحن نأمل أن يقدم لنا ما يقدم لهذه الجمعيات من دعم , نحن إمكانياتنا المادية ضعيفة ومع هذا استطعنا إثبات حضورنا ومستمرين, أماعن النصوص ومشاركة الأطفال فالطفل قد يعطي فكرة أو جانباً مهماً من خياله الخصب دائماً ولكنه لا يستطيع أن يصيغ سيناريو كاملاً لعمل له مقومات وأهداف .
الزميلة صباح قدسي :
– المسرحية بتركيبتها التشاركية بالحوار ,كيف يمكن توظيف هذا الشكل المسرحي الذي يصب في مصلحة العمل والطفل معاً؟ والمسرح الجوال لماذا لاينشط ؟
– نعم، نحن حريصون على تقديم هذا الشكل وقدمنا عمل ( سندريلا) مع المؤثرات التكنولوجية حيث يتشارك الجمهور مع الأطفال .وقريباً سيتم التجول ضمن اللاذقية وريفها بعروض مسرحية مجانية .
وأضاف د. سائر صليبة ولو أن لهذه الجمعية تمتلك الإمكانيات المناسبة لنادي صيفي تجتمع فيها كل النشاطات الصيفية وما يلزم من أعمال فنية وتعليمية نحن اتجهنا إلى جامعة تشرين لاستقطاب أبناء العاملين في نشاطات مختلفة مثل السباحة والرياضة والخط والموسيقا ونتمنى أن نتوفق ونراعي أبناء مجتمعنا من أبناء الشهداء والمحتاجين وحتى الأطفال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وسيكون المهرجان أيضاً برعاية فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي وجهودهم مشكورة ممثلة بأمينة فرعها د.ميرنا دلالة التي كان لها الأثر الطيب في إتمام منجزات هذا العمل ، وقدأحببنا هذه السنة أن تكون الجامعة هي المنطلق لأنها هي التي تخرّج جميع الكوادر الفاعلة والتي تبني المجتمع وجامعة تشرين جامعة مميزة بكل كوادرها حيث تنشط في مجالات عديدة لأطفال السرطان وغيرها.
* وتم الختام بشكر الحاضرين والإضاءة على فعاليات المهرجان الذي سيقام في السابع والعشرين من حزيران على مسرح دار الأسد للثقافة ويتضمن عدداً من الأعمال (مسرحية مدرسة العجائب وهو عمل يحاكي الظروف.. ومسرحية ساندريلا وليلى والذئب في قالب متجدد) وعلى هامش المهرجان هناك معرض لطفلة من مدينة السلمية اسمها لميس جمول حيث تقدم بعض الرسومات وكان لدينا العديد من الفعاليات الهامة كاستضافة فنانين وموسيقيين وفعاليات أدبية لكن ظروف الكورونا قلّصت هذه الفعاليات كوننا ملتزمين بالتعليمات الصحية، منوهاً إلى أن الدخول مجاني لهذه العروض.
سلمى حلوم